بموهبة فنية ورغبة كبيرة في تطوير الذات في مجال التصميم الغرافيكي، استطاع "سامر الداية" أن يبتكر تصاميم لعدة أبنية سورية بطريقة إبداعية، وأخرى في مجال الإعلانات الطرقية والشعارات، محاولاً بأسلوبه المميز الذي يجمع بين البساطة والإبداع إيصال رسالة من الجمال والتفاؤل إلى الجمهور.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت معه عبر مواقع التواصل الاجتماعي بتاريخ 10 كانون الثاني 2019، وعن ميله إلى العمل في هذا المجال يقول: «منذ طفولتي أحببت الفن وخاصةً الرسم، وفي سنّ المراهقة بدأت الاهتمام بالتصميم الغرافيكي، لأنني وجدته يرضي شغفي أكثر من الرسم باعتباره فنّاً حديثاً، وبعد حصولي على شهادة الثانوية العامة، كنت أرغب بالدراسة في كلية الفنون الجميلة، لكن في فصل الصيف سجلت العديد من الدورات التدريبية في مجال التصميم الغرافيكي، وتدربت على برامج التصميم، وبعدها في سنّ العشرين تقريباً بدأت العمل في هذا المجال، فانطلقت فعلياً، وأصبح لدي العديد من الزبائن، وتأجلت فكرة الدراسة في كلية الفنون الجميلة، لكن ما زلت أحاول أن أطور نفسي أكاديمياً في هذا المجال عن طريق متابعة كل جديد، واقتناء كتب اختصاصية، والتسجيل في العديد من الدورات التدريبية عن طريق الشابكة، إضافة إلى أن الممارسة العملية أهم معلّم بالنسبة لي».

أحد هذه التصاميم يتضمن فكرة إقامة مقاهٍ على مجرى نهر "بردى" وسط "دمشق"، وآخر يتضمن مقارنة صورتين الأولى لوسط "دمشق" بوجود التشوه البصري، والثانية لها من دونه

وفيما يتعلق بتفاصيل عمله يتابع حديثه قائلاً: «عملي أغلبه في تصاميم (اللوغو)، الأفكار الإعلانية، اللوحات الطرقية، النشرات التعريفية (بروشورات)، والمطبوعات، وفي بعض الأحيان أقوم بتصاميم ثلاثية الأبعاد للمطابخ والديكورات. وبالنسبة لمراحل عمل التصميم في أغلب الأحيان تأتي الفكرة فجأة، وأقوم ببعض الخربشات، ثم أقوم برسمها أولاً على الورق، ثم أبدأ تنفيذها على برامج التصميم، وأقوم بعدة محاولات ونماذج إلى أن أستقر على فكرة مناسبة وأعتمدها، عملت سابقاً في عدة شركات في "سورية" و"الإمارات العربية المتحدة"، وحالياً أعمل بمفردي».

فكرة تصاميم عن مقاهٍ حول نهر بردى

وعن فكرة تصاميم الأبنية الدمشقية بطريقة إبداعية، يقول: «معالم مدننا السورية السياحية جميلة جداً وعريقة ومميزة، لكن بوجه عام أرى أنها لا تلقى الاهتمام الذي تستحقه من ناحية الترويج وإبراز جماليتها، من هنا بدأت أحاول أن أبرزها للعالم بطريقة جديدة، وفي الوقت نفسه كان هدفي من خلال هذه التصاميم نشر التفاؤل والأمل بين الناس، لأنني صمّمتها بداية عام 2018، باعتبار كانت "دمشق" تحت تهديد قذائف الهاون وتعيش حالة من الخوف والقلق، وأردت أن أوصل رسالة مفادها أن "دمشق" و"سورية" عموماً ستبقى بلد الجمال والفن، وسوف تبقى تصدر الحياة لجميع أنحاء العالم على الرغم من كل شيء».

ويتابع: «أحد هذه التصاميم يتضمن فكرة إقامة مقاهٍ على مجرى نهر "بردى" وسط "دمشق"، وآخر يتضمن مقارنة صورتين الأولى لوسط "دمشق" بوجود التشوه البصري، والثانية لها من دونه».

تصميم إبداعي لأحد الأبنية

الفنانة التشكيلية ومصمّمة الغرافيك "كريستين جبران" تقول: «"سامر" شاب موهوب، أتابع أعماله منذ سنة ونصف السنة، لفت نظري أسلوبه في التصميم ورؤيته البصرية الصحيحة، هو يتبع نمط البسيط والمباشر، حيث يكون التصميم جميلاً فنياً، وفي ذات الوقت مبتكراً ومفهوماً بالنسبة للمشاهد، مفهوم التصميم هو قدرة على تحويل الأفكار إلى أعمال بصرية تعرض الفكرة بأسلوب مختلف، ومن خلال أعماله أستطيع كمشاهدة أن أقرأ الرسالة من خلال التصميم كما يجب أن تكون؛ وهذا ما يميزه. وبالنسبة لمشروع تصاميم الأبنية السورية بطريقة إبداعية، رأيت من خلاله أسلوباً متقناً يعكس روح مدينة "دمشق"، التصاميم ملأى بالحياة، كما هي مدينتنا وكما هو "سامر" أيضاً، أتمنى له كل التوفيق والاستمرار بالإبداع والتميز».

يذكر، أن المصمّم الغرافيكي "سامر الداية" من مواليد "دمشق"، عام 1989.

تصميم لمناسبة