بصوته المميز، استطاع الدخول عبر الإذاعة إلى بيوت محبي الراديو ومستمعيه، مسلطاً الضوء من منبره الإذاعي على قضايا المجتمع وأبوابه المختلفة.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 1 شباط 2019، مع الإعلامي "جورج غرام"، ليحدثنا بالقول: «منذ صغري وأنا مهتم بالاستماع إلى الراديو كما هو شغف والدي -رحمه الله- حين كان يستمع إلى إذاعة BBC؛ وهو ما كوّن بيني وبين الراديو صداقة من نوع فريد، زادت تعمقاً لدى دخول إذاعات الـFM اللبنانية إلى "سورية" منتصف التسعينات، فقد كنت مستمعاً لـ"صوت الغد"، و"سترايك" في ذلك الوقت، وبعدهما راديو "دلتا"، وكنت أردد ما ينطق به المذيع أو المذيعة كالإعلاميين "ريما نجيم"، و"فيني رومي"، على سبيل المثال، وأتعلّم منهم طرائق اللفظ الصحيح والتمرس بالصوت ليكون التنغيم من الأدوات التي عملت عليها طويلاً، وبعد ذلك درست في كلية الإعلام ومارست العمل الصحفي بالكتابة في بداية الألفية الجديدة لعدة صحف محلية منها: "البعث"، و"تشرين"، و"الثقافة"، و"صدى الحقيقة" التابعة لنقابة المعلمين، ورياضية كصحيفة "الملاعب"، وعالمية كـ"الحياة اللندنية"، وعندما بدأت الإذاعات المحلية بثّها على تردد الـFM كانت لي فرصة التدرب على يد الإعلامي الكبير "فاروق درزي" في إذاعة "المدينة" في بداياتها، حيث أثنى على صوتي وقدرته على الانطلاق في العمل الإذاعي، وقمت بالعديد من الدورات في التقديم والإخراج الإذاعي والتلفزيوني، وبعدها بدأ المشوار، وقدمت برامج عديدة كانت محطات مهمة في حياتي، منها: "مزازيك"، "اسأل مجرب"، "ملك المايك"، "خميس الأسرار"، "نحنا لبعض"، لكن الأشهر "طال السهر"، الذي ما زال مستمراً منذ 2011 حتى اليوم بسبب شموليته وتوقيته وأسلوبه المختلف عن بقية البرامج، وعندما دخلت عالم الإعلام بدأت بالصحافة المكتوبة -كما أسلفت- ثم كان عشقي الأول والأخير الإذاعة. أما التلفزيون، فليس شغفي، مع أنني عملت في قناة تلفزيونية محلية لسنتين، وبعدها عرض عليّ تقديم برنامج صباحي في قناة محلية رسمية، لكن العرض ليس بالمستوى المطلوب مادياً وإعلامياً، أما الآن، فلا مانع من دخول هذا المجال حين تأتي الفرصة المناسبة».

"جورج" اسم ذهبي في الوسط الإذاعي السوري، استطاع وضع بصمته الخاصة في عالم الإذاعة عبر سنوات من التعب والجهد التي بدأها انطلاقاً من موهبة وخامة صوت متميزة، فأنا عندما كنت أسمعه عبر الراديو، كنت أتمنى الوصول إلى المراحل التقنية التي يتمتع بها صوته، فهو يمتلك مواصفات الإعلامي الحقيقية، لكونه محبوباً وقريباً من الناس بصوته وشخصيته، وقدم الكثير للإعلام الإذاعي ككل عبر برامجه المتنوعة وملامسته لكل ما يهمّ الناس ويجول في خاطرهم

ويكمل حول استقطاب الشباب الإعلاميين الواعدين: «سأتحدث عن مجال الإذاعات الخاصة التي يملكها جميعها تجار لا علاقة لهم بالإعلام، ما عدا إذاعة واحدة في "حلب" يملكها الزميل "شادي حلوة"، وهي مصنفة إذاعات منوعة وترفيهية فقط، لكن بعضهم أدخلوا الأخبار إليها وتحولت صفتها إلى شاملة في الحرب على "سورية"، وبذلك سُمح للعديد من الأشخاص غير الإعلاميين وغير المؤهلين بالجلوس وراء المايكروفون، ففقد خريجو الإعلام فرصهم في ممارسة حقهم بالعمل الإعلامي بسبب هذا الاختيار العشوائي وحسب الأهواء والرغبات من قبل أصحاب الإذاعات. أما الحل، فهو أن تفرض وزارة الإعلام على هذه الإذاعات أن يكون 80% من مذيعيها متخرجين في كلية الإعلام، وبهذا سيضمن الخريجون مكاناً لهم بنسبة كبيرة في الوسائل الإعلامية. وعن الدورات الإعلامية التي تقام مؤخراً بكثرة في الوسط الإعلامي السوري، فلم أصادف أي واحد من المتدربين في هذه الدورات كمستفيد أكثر من 2% في العمل الإذاعي، وأرى شخصياً أن هذه الدورات تجارية بحتة، وأكثر من 99% من الذين يدربون فيها بحاجة إلى التدريب. وبالنسبة لي، فمشروع إذاعتي الخاصة قائم، وأتمنى أن يكون في يوم من الأيام، بالتأكيد سيشمل العديد من البرامج الحوارية والبرامج الثقافية والمنوعة، وكل ما يهتم به المجتمع ويفتقده منذ زمن؛ وهو الواقعية، ليس كما أغلب البرامج الحالية "Take away" التي ليس لها قيمة أو فائدة، ولا تعتمد قاعدة متمكنة وأساساً صحيحاً».

"جورج غرام" في استديو الإذاعة

الإعلامي "حيدر مصطفى" عنه يقول: «"جورج" اسم ذهبي في الوسط الإذاعي السوري، استطاع وضع بصمته الخاصة في عالم الإذاعة عبر سنوات من التعب والجهد التي بدأها انطلاقاً من موهبة وخامة صوت متميزة، فأنا عندما كنت أسمعه عبر الراديو، كنت أتمنى الوصول إلى المراحل التقنية التي يتمتع بها صوته، فهو يمتلك مواصفات الإعلامي الحقيقية، لكونه محبوباً وقريباً من الناس بصوته وشخصيته، وقدم الكثير للإعلام الإذاعي ككل عبر برامجه المتنوعة وملامسته لكل ما يهمّ الناس ويجول في خاطرهم».

يذكر، أن الإعلامي "جورج غرام" من مواليد محافظة "دمشق"، عام 1978.

مع ضيوف برنامجه "ملك المايك"
مع "حيدر مصطفى" كضيف في برنامج "طال السهر"