حبه لعمله ورغبته بتطوير قدراته على التعليم بأسلوب مميز ومختلف، جعلا منه من أكفأ المدرسين في مدرسته، وبات الأهالي يتسابقون لوضع أبنائهم في الشعبة التي يتولى تدريسها.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 9 كانون الأول 2018، مع المدرّس "أحمد طه محمد" ليخبرنا عن عمله في مدرسته، حيث قال: «لم أعدّ التدريس في يوم من الأيام عملاً، بل فرصة للتجديد والاستكشاف والفرح، حيث تكمن جماليته في التعامل مع الأطفال ببراءتهم ورغبتهم بالتطور وترك بصمات مميزة على شخصياتهم المستقبلية، فكل طفل يحمل في طياته المستقبل الموعود بالأجمل والأروع، من هنا كان واجبي أن أسعى إلى تغيير نمطية التعليم في حصتي المدرسية؛ حيث إن التكنولوجيا وتطور مفاهيم الحضارة لن تسمح لنا بالاعتماد على طرائق التدريس التقليدية ونماذج التعليم القديمة على الرغم من أهميتها، لذلك قررت تطوير قدراتي على التعليم، خصوصاً أن توجه وزارة التربية السورية يعمل على تطوير المناهج وطرائق التدريس كافةً».

يعدّ الأستاذ "أحمد" من أكثر المدرّسين تميزاً وكفاءةً في مدرستنا، ويعول عليه الكثيرون من الأهالي في رفع مستوى أبنائهم الدراسي والثقافي، حيث إن اعتماده على طرائق حديثة في التدريس والتشجيع مكنه من ترك بصمته الريادية في عمله، إضافة إلى أن علاقته ممتازة مع التلاميذ وذويهم، وبمقدار ما يهتم بنقل المعلومة للطالب، فهو يعمل على خلق جو من المرح والتميز والمنافسة بين الطلاب ليتمكنوا من إظهار أقصى طاقاتهم الإبداعية

وأضاف: «كان هدفي دوماً الخروج من طرائق التدريس النمطية وتشجيع الطالب على استخدام قدراته وتعزيز ملكاته ليكون متلقياً ومرسلاً للمعلومة حتى يجد دربه الخاص للمعرفة، حيث إن عالم الطفل ممتع وجميل، ويحتاج منا إلى الكثير من الاهتمام والعناية، لذلك قررت في بداية عام 2010 البدء بإعطاء المواد التدريسية عن طريق استخدام جهاز الحاسوب، فرحت أحضّر معظم المواد بالاستعانة به وأعطيها في القاعة التعليمية التي كانت المدرسة قد جهزتها في وقت سابق بشاشة عرض، وبدأت رفد القاعة التعليمية ببعض المواد كي لا نضطر للاستعانة بمواد المخبر المدرسي أو المكتبة، وكان هذا بناءً على رغبتي الشخصية إيماناً مني بضرورة توفرها في الصف بوجه دائم، فاشتريت مجسماً لجسد الإنسان ومجسمات "إيفا" ومساطر وأنبوباً زجاجياً لكل طالب ومواد كيميائية وأدوات هندسية ومجهرين وبعض الخرائط، وغيرها. وقررت أن أعير هذه المواد للطلاب كي يتولد لديهم حافز قوي للتعلم؛ فالمواد الخاصة بالمدرسة تستخدم أثناء الدرس ولا يمكن إعارتها للطالب خارج أوقات الدوام؛ باستثناء الكتب المدرسية، وبدأت أعير المجهر للطلاب بمعدل طالب كل أسبوع كي يتسنى له استخدامه، وأعاقبه بحرمانه من استعارته، وبذلك أحقق هدفاً تربوياً بتشجيعه على الاستكشاف وترغيبه بتحسين مستواه الدراسي وتلقينه ثقافة الانضباط والسلوك الحسن، وهدفي تعليمه استخدام المجهر وتعريفه بتفاصيل المواد وتكوينها».

في مسابقات رواد الطلائع

وحول رغبته بتكوين شخصية الطفل عن طريق وسائل متنوعة، قال: «يمكن للطفل أن يتعلم بطرائق متنوعة ومختلفة، ولا يمكن القول إن كل طفل يشبه الآخر، وإنما يتفاوتون في القدرة والملكة والموهبة والإبداع، وهنا تكمن مسؤولية المدرّس، وعليه أن يعمل على سبر شخصية الطالب واكتشاف قدراته وموهبته وتشجيعه على تنميتها ورعايتها بالتعاون مع الأهل، لذلك حاولت خلق بيئة تعليمية مريحة للطالب في القاعة التدريسية، فبدأت تحميل موسيقا الأغاني من شبكة الإنترنت لاستخدامها أثناء الغناء، وقمت بتجهيز مسرح للعرائس واشتريت بعض الألعاب المحشوة، وقمت بإفراغها واستخدمتها في مسرحيات تعليمية وتربوية، وشجعت طلابي على المشاركة في مسابقات الرواد لمنظمة "طلائع البعث"، فالطفل بحاجة إلى جوّ من المنافسة لخلق حالة من التميز والتفوق».

كما تواصلت المدونة مع مديرة مدرسة "عاتكة بنت عبد المطلب" "مريم سليمان"، حيث قالت: «يعدّ الأستاذ "أحمد" من أكثر المدرّسين تميزاً وكفاءةً في مدرستنا، ويعول عليه الكثيرون من الأهالي في رفع مستوى أبنائهم الدراسي والثقافي، حيث إن اعتماده على طرائق حديثة في التدريس والتشجيع مكنه من ترك بصمته الريادية في عمله، إضافة إلى أن علاقته ممتازة مع التلاميذ وذويهم، وبمقدار ما يهتم بنقل المعلومة للطالب، فهو يعمل على خلق جو من المرح والتميز والمنافسة بين الطلاب ليتمكنوا من إظهار أقصى طاقاتهم الإبداعية».

مع الطلاب في إحدى الرحلات

وحول عمله في فترة الأزمة في المدرسة، قالت: «عانت مدرستنا كثيراً خلال الأزمة، وكان المدرّس "أحمد" عصب المدرسة والجندي المجهول، فلم يتوانَ عن بذل أي جهد يطلب منه بحكم أن المدرسة كانت واقعة في منطقة اشتباك، حيث عمل على إصلاح كل ما تحتاج إليه المدرسة، وبذل الكثير لاستمرارنا في العمل، فمثلاً تمت سرقة الكبل الذي يزود المدرسة بالكهرباء من الشارع الرئيس للمدرسة، فقام بالتعاون مع رجال الجيش العربي السوري بمد خط كهرباء من البناء المقابل بعد أخذ موافقة من المسؤول عن الأبنية، ونظراً إلى عدم وجود مستخدم في المدرسة، فقد قام بتركيب كل المدافئ في الشعب، التي لاحقاً قمت بإبقائها على وضعها لتخفيف العبء عنه، حيث استمر الوضع نحو ست سنوات، ونظراً إلى أن المدرسة كانت مستهدفة بقذائف الهاون اليدوية الصنع، فقد قام بتفكيك إحدى القذائف التي لم تنفجر ريثما تسنى للوحدة العسكرية القدوم لتفقدها، حيث وجد فيها مسامير وزجاجاً وقضباناً حديدية 6 ملم، حيث كان أحد عناصر الجيش قد شرح له كيفية تفكيكها في وقت سابق».

بقي أن نذكر، أن المدرّس "أحمد طه محمد" من مواليد "دمشق" عام 1976، وقد درس في الصف الخاص، ثم تابع دراسته الجامعية (تعميق تربوي) بجامعة "دمشق".

مع أحد الطلاب في الطلائع