خاض العديد من الأعمال في المجالات الإعلامية بعمر صغير، وقام بالكثير من التجارب التي تثبت أن الروح المتمردة قادرة على الوصول لغاياتها وتحقيق طموحها، فالوقت كان سلاحه لاقتناص الحلم، فاستغله جيداً ليبدع في التصوير والمونتاج.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 24 شباط 2019، "سعيد المانع" ليحدثنا عن دراسته وبداية احترافه، فقال: «بدأت دراستي الجامعية في كلية الاقتصاد بجامعة "حلب"، إلا أنني لم أجد نفسي هناك، فقررت الانتقال إلى دراسة الإعلام في جامعة "دمشق". بدأت العمل الإعلامي منذ صغري، فأحببه بشغف كبير، وحاولت التعمق بتفاصيله، وكانت فرصتي بموقع إلكتروني، حيث تعلمت تحرير الأخبار وانتقاء الأخبار السياسية والخدمية لنشرها، وكانت بدايتي الأولى في التصوير الفوتوغرافي، حيث أقوم بنقل الملتقيات والفعاليات والمؤتمرات، وكان هذا في السادسة عشرة من عمري، وذلك بعد تمثيلي في فيلم "الآباء الصغار" عام 2006 مع القدير "دريد لحام"، وكان نتاج العمل تكريم السيدة الأولى "أسماء الأسد". في هذه المرحلة أيضاً حصلت على ميداليتين ذهبيتين من نادي "الفيحاء" بالسباحة، وانتقلت لأتابع تدريبي في نادي "تشرين". بعد اجتيازي للثانوية العامة جاءت فرصتي للعمل في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون؛ في المدة التي كان فيها المهندس "عمران الزعبي" وزيراً للإعلام، كان الفضل للراحل "عمران الزعبي" بدخولي الهيئة؛ فقد كان مؤمناً بي، حيث كلفت بصفة "مونتير" في قناة "الفضائية السورية"، وهي الخطوة التي كانت الأهم في حياتي المهنية، فقد اكتسبت خبرة بعمر صغير، لأن الطاقة تكون بكاملها، وكان الفضل للفنان "حسن محمود" الذي بدأ تقديم خبرته في مجال المونتاج؛ وهو من أهم العاملين فيه بالتلفزيون السوري».

هو طالب مجتهد ومحب لزملائه، أقام دورتين مجانيتين لزملائه حول التصوير والمونتاج، وكانتا مفيدتين جداً لهم، الجميع يشهد بأخلاقه، حيث يعطي من وقته من دون مقابل، أفخر به وبكل من لديه موهبة حقيقية في كلية الإعلام ولا يبخل بها على غيره

وتابع عن عمله الاحترافي: «أول البرامج التي عملت بها كانت: "ظرفاء الدماء"، و"عالم من الأخبار"، و"تشاهدون اليوم"، و"نبض الجولان". بعدها انتقلت للعمل في أكثر من قناة سورية، مثل: "سورية دراما"، و"التربوية السورية"، وبهذه المدة تم افتتاح قناة "تلاقي" التي واكبتها في مرحلة البث التجريبي، وفي هذه الأثناء كانت قناة "الإخبارية السورية" تبث من مبنى الهيئة العامة بعد تفجير مقرها بـ"دروشا" واستشهاد الزميلة "يارا عباس"، الأمر الذي أثّر بي؛ فقررت الانضمام إلى فريق هذه القناة لأقدم ما لدي، وطلبت الالتقاء بمدير القناة "عماد سارة"، وقدمت "برومو" للشهيدة "يارا" وتم قبولي مباشرة، لم يخب ظني فهذا المكان مدني بالقوة والخبرة والثقة، بالتزامن مع تسلمي كمخرج منفذ بالمركز الإخباري. ومن هنا طورت نفسي بالتحرير وإعداد التقارير الميدانية والخدمية والعسكرية، عدا التصوير الإعلاني لبعض الإعلانات، وخضت تجربة المراسل الميداني في معظم المحافظات السورية، وكانت أول مهمة في "حمص القديمة" أثناء خروج المسلحين منها برفقة المراسلة الميدانية "وفاء الشبروني" والمصور "إبراهيم الحموي"، وعملنا على إنجاز فيلم باسم "جنى العمر" بأدوات بسيطة جداً ووقت قياسي. ثم انطلقت مع فريق الإخبارية للنقل الإخباري بالمحافظات الأخرى، في مرحلة تحرير "حلب"، وكنا كادراً مؤلفاً من اثني عشر محرراً، ولأن الكاميرا لا تفارقني عدت بذاكرة ألف ومئة صورة لـ"حلب"، معظمها إنسانية للعائلات التي تحررت من مناطق سيطرة المسلحين، الكم الهائل من الصور أدى إلى اشتعال فتيل فكرة إقامة معرض، وبالفعل عرضت فكرتي على مدير الإخبارية الوزير الحالي "عماد سارة" الذي دعمني وقدم لي الدعم تحت رعاية وزارة الإعلام، حيث حقق المعرض نجاحاً مبهراً في الشهر الخامس من عام 2017 وحمل اسم: "سلام إلى حلب"».

برفقة الأستاذ بشار الجعفري

وعن انتقاله إلى جهة أخرى في العمل، قال: «في الشهر الثامن من عام 2017 استقلت من قناة "الإخبارية السورية"، وانتقلت للعمل بشركة "سيرياتيل" بصفة اختصاصي صور متحركة، وخلال عام ونصف العام شاركت بأغلب فعاليات الشركة، مثل: العرس الجماعي لسنتين على التوالي، والدوري السوري وغيرهما، إضافة إلى إعداد الفواصل الإعلانية. وبالنسبة للأعمال التطوعية كانت مع فريق "دمشق الآن" لمدة أربع سنوات، وفريق "لقمة وطن" الذي بدأ في رمضان 2018، مهمته تقديم الطعام للعائلات السورية، إضافة إلى مقاتلي الجيش السوري بريف "دمشق". كما قدمت دورات مجانية بالمونتاج والتصوير التلفزيوني لطلاب كلية الإعلام تحت إشراف عميد الكلية الدكتور "محمد العمر" عامي 2018-2019، وفي كل سنة كان عدد المستفيدين أكثر من خمسين طالباً وطالبة، وسأستمر بهذا كلما سنحت لي الفرصة».

الدكتور "محمد العمر" عميد كلية الإعلام، قال عنه: «هو طالب مجتهد ومحب لزملائه، أقام دورتين مجانيتين لزملائه حول التصوير والمونتاج، وكانتا مفيدتين جداً لهم، الجميع يشهد بأخلاقه، حيث يعطي من وقته من دون مقابل، أفخر به وبكل من لديه موهبة حقيقية في كلية الإعلام ولا يبخل بها على غيره».

من تكريم فيلم "الآباء الصغار"

الإعلامي "رفيق لطف"، قال: «"سعيد" بالدرجة الأولى يعمل كمونتير ومصور، ويقوم بأعمال الغرافيك، وهو الشيء الذي يصعب أن يجتمع بشخص واحد، فالمصور لا يعلم رؤية (المونتير) وما يسهل أمور المونتاج. ينجز الأمور بطريقة رائعة، فهو ذكي، ولديه ذوق ولمسات سحرية بالتلوين والفواصل، عدا أسلوبه المميز، أظن أن اهتمامه لا يكمن في كونه (مونتير)، وهو خسارة كمخرج، لأنه من القلائل في "سورية" الذين يعملون بهذا المستوى الرفيع الذي نفتقر إليه. الخبرة التي تميزه هي بسبب ساعات طويلة من العمل لإيصال فكرة معينة، وبمنظوري الشخصي عمله لا يقدر بثمن».

من الجدير بالذكر، أن "سعيد المانع" من مواليد "دمشق" عام 1992، ويعود بجذوره إلى محافظة "دير الزور".

خلال افتتاح معرض "سلام إلى حلب"