عملها الصحفي في المجال الثقافي، وموهبتها القابعة في أعماقها منذ الصغر، دفعاها إلى دخول عالم الكتابة الأدبية، لتصدر روايتيها "هي أنا" المعجونة بصفاء الحب، و"نكهة الظل" المفعمة بالأمل.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت معها بتاريخ 1 نيسان 2019، وعن ميلها إلى المجال الأدبي تقول: «منذ كنت صغيرة أحببت الحكاية، كانت أمي تحكي لنا قصة الهجرة من "فلسطين" كل يوم، وعلى الرغم من شدة الألم التي كانت ترافق دموعها كنت وإخوتي نطلب المزيد، كبرت وأحببت الحرف منذ أول كلمة تعلمت كتابتها، فأحببت القراءة والكتابة منذ الطفولة إلى اليوم، وما زلت أقرأ وأتعلم كل يوم مع المزيد من الفضول للقراءة أكثر، وخصوصاً في مجالي الأدب وعلم النفس، حيث بدأت العمل في الكتابة الصحفية عند مراسلاتي اليومية مع الكاتب الروائي "هاني نقشبندي"، الذي كان يعمل رئيساً لتحرير مجلة "سيدتي" عام 2004، وعندها تسلمت تحرير عمود أسبوعي لمدة أربع سنوات، توقفت بعدها، لأبدأ العمل الحقيقي في إدارة موقعيْ "كتاب اليوم"، و"المفكرة الثقافية" في موقع "مدونة وطن"، حيث استمر عملي معهم لمدة اثني عشر عاماً، وكانت من أهم سنوات حياتي في العمل بوجه عام».

الرواية في مضمون فصولها، بوح لأحلام لا تنتهي، خارجة من عبق ذكريات حميمية مُنصهرة بحنان رقيق وشوق يُلخص بكلمات جَوَلان هذه الكاتبة، ودهشتها وهذيانها الذي تعيده مُجدداً إلى نبض السريان الروحي فيها، عبر مُكاشفة واعية، يعيش فيها القارئ شخصيتها تلك عند قراءته للنص

وعن دوافعها للكتابة الأدبية تتابع قائلة: «شجعني عملي في المجال الثقافي في المواقع الإلكترونية على الكتابة، لأنني كنت أقرأ مئات الروايات الأدبية والشعرية والمسرحية لأدباء سوريين، فأحببت هذا العالم أكثر، حيث التقيت الكثيرين من الأدباء والمفكرين والشعراء، وبدأت أفكر جدياً بتجميع كامل أوراقي التي كنت أكتبها طوال سنواتي السابقة، والتي لم أكن أنشرها، ومن هنا بدأت جملتي الأولى في كتابة الرواية، حيث أصدرت عملي الأول عام 2011 (الطبعة الأولى) تحت عنوان: "هي أنا"، ثم صدرت الطبعة الثانية منها عام 2017، بعدها أنهيت روايتي الثانية عام 2018 تحت عنوان: " نكهة الظل"».

من توقيع روايتها "نكهة الظل" مع الكاتب "حسن حميد"

وعن الفرق بين الكتابة الصحفية والأدبية، تقول: «تختلف الكتابة الصحفية كثيراً عن الأدبية، مع أن روح الكاتبة عندي كانت تظهر في طرح الكثير من الأسئلة الجريئة، والفضول لمعرفة التفاصيل التي لا يقولها من كنت ألتقيهم عادة في حواراتي الصحفية، الكتابة الأدبية تأخذ من روح الكاتب وعقله ولحظات حزنه وفرحه، وكل ما هو حي داخله لتظهر في شخصيات مُتخيلة تتجلى في وقائع وأحداث الرواية لتكوّن إبداع الكاتب في شد القارىء على المتابعة. أما الكتابة الصحفية، فهي عمل ذو قوانين صارمة يجب الالتزام بها احتراماً للمهنة والمصداقية التي نسعى لإعطائها من واقع الحدث والخبر».

وعن الكتّاب الذين تأثرت بأسلوبهم، تقول: «قرأت الكثير من الأدبين العالمي والعربي، وتأثرت بأسماء كبيرة من المؤلفين والروائيين وكبار الشعراء؛ إلى درجة أنني كنت أعيش وهم اللقاء بهم، فكنت أؤلف عشرات السيناريوهات، وأتخيل أنني أتحدث معهم، لأكون إحدى بطلاتهم، كان "دوستويفسكي" الأول الذي تعلمت منه قيمة الإنسان وطبائعه واختلافه، وتأثرت برومانسية "غابرييل غارسيا ماركيز" وغرابة أحداثه، وبشعر "محمود درويش" وعذابات الهجرة، والتيه وخسارة الوطن، وعشقت ما قرأت لـ"غسان كنفاني" في وثائقه السياسية، ونبوءاته التاريخية، و"جبرا ابراهيم جبرا" الذي أبهرتني فضاءاته الروائية، و"حيدر حيدر" بأسلوبه النثري الوصفي الساحر، وإبداع "عبد الرحمن منيف" في خلط الأدب بالسياسية، وغيرهم الكثيرون».

غلاف "نكهة الظل"

فيما يتعلق بالمواضيع التي تتناولها في كتاباتها تقول: «في روايتي الأولى "هي أنا"، كانت المرأة محور الحدث، وهي الرهان على الإنسان المتجسد في الحب، وعلى صفاء العلاقات الإنسانية، هي صورة عن حياة تتكامل وتتقاطع حباً وفقداناً على السواء، وفي روايتي الثانية "نكهة الظل"، تحدثت عن ذلك الألم الذي عاشه أغلبنا في سنوات الحرب، حيث فقدنا ظلنا مع كل موت وفقدان واختفاء، ومع ذلك كان الأمل هو النكهة التي ستعيد كل شيء إلى مكانه؛ حيث لا ظل إلا ظل الشمس، ولا نكهة إلا نكهة الانتصار على الحرب والمعاناة والخوف، وحالياً أكتب عملاً ثالثاً، لكنه يحتاج إلى وقت طويل ليصدر».

من جهتها الصحفية "روز سليمان" شرحت عن أسلوبها في رواية "هي أنا" عام 2012 بإحدى الصحف قائلةً: «تبحث الرواية عن ذلك العمل المفصل على حال امرأة لم تزد أناها الموقف الروائي إلا مثاليةً، جعلت الكاتبة تنتقل على خط واحد، ومستوى واحد ضمن الأحداث، وداخل دائرة الانتقال من مدينة إلى أخرى، ومن بلد إلى آخر؛ وهو ما أدى إلى أن يكون خطاب الرجل مشابهاً تماماً لخطاب الأنثى».

رواية "هي أنا"

وكتب الصحفي "علاء الجمال" في موقعه الإلكتروني عن "هي أنا" قائلاً: «الرواية في مضمون فصولها، بوح لأحلام لا تنتهي، خارجة من عبق ذكريات حميمية مُنصهرة بحنان رقيق وشوق يُلخص بكلمات جَوَلان هذه الكاتبة، ودهشتها وهذيانها الذي تعيده مُجدداً إلى نبض السريان الروحي فيها، عبر مُكاشفة واعية، يعيش فيها القارئ شخصيتها تلك عند قراءته للنص».

بدوره الروائي الدكتور "حسن حميد" نائب رئيس "اتحاد الكتاب العرب"، يقول: «هي أديبة ساحرة، كتبت الرواية بعد مران طويل في الصحافة، وأشواق وقادة لفن الرواية، تابعت مشوارها الروائي منذ البداية، إنها تتقدم في مجالات عدة، ولا سيما المُكنة الفنية في عالم الرواية، قرأت لها عملين روائيين، أراهن على مستقبلها الروائي، لأنها تكتب أصعب أنواع الرواية، حين تعتمد على التفاصيل في إقامة معمارها الروائي».

يذكر، أن الكاتبة "إيمان أبو زينة" فلسطينية الأصل، ولدت وعاشت في "سورية"، وهي خريجة كلية الإعلام بجامعة "دمشق".