بصم في السينما، وتمرس النقد السينمائي، وكان الأب الروحي للعديد من الناشئين في هذا المجال، يرى أن الفنون وحدة متكاملة لا تتجزأ، وما يعطيها حقها الصحافة، فجمع بين الصحافة والفن والنقد والإخراج بمزيج فريد.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 25 حزيران 2019، الناقد والمخرج "نضال قوشحة" ليحدثنا عن مسيرته، فجاء في حديثه: «انتسبت إلى كلية الحقوق في جامعة "دمشق" وتخرّجت فيها عام 1996، كنت موظفاً وطالباً وأمين سر النادي السينمائي الطلابي منذ عام 1993 ولغاية تخرّجي، كنا نزور وفريق النادي "حمص" و"حلب"، ومحافظات أخرى، ونقوم بالندوات. وبسبب نشاطي في هذه المرحلة أحببت فكرة الاحتكاك بالصحافة والوسط الفني، وأصبح لدي العديد من الأصدقاء الذين كانوا طلاباً في المعهد العالي، ثم أصبحوا نجوماً كباراً مثل: الراحل "نضال سيجري"، و"باسم ياخور"، و"عبد المنعم عمايري"، وغيرهم الكثيرون. ثم انتقلت للعمل في ميدان الصحافة، فبدأت في صحيفة "تشرين" التي أفخر بها جداً، ويعود الفضل إلى الإعلامي "وليد اسعيد" (رئيس الدائرة الثقافية سابقاً)، والدكتور "محمد خير الوادي" (رئيس تحرير الصحيفة آنذاك) في اكتشاف موهبتي الصحفية أثناء تلك المرحلة، ثم كتبت في صحيفة "الثورة"، وكنت المسؤول الثقافي في مجلة "قضايا وموضة". وعربياً كتبت في صحف عدة، منها: "القبس"، و"الكفاح العربي"، و"الحياة"، كما كتبت أيضاً في عدة مواقع إلكترونية أهمها "ميدل إست أون لاين"، وما زلت إلى الآن أكتب في أول صحيفة عربية في "أوروبا"، وهي صحيفة "العرب"».

"نضال" ذلك الرجل الذي جمع بشخصيته صفات أخلاقية نبيلة، ملم بجميع الفنون، وهو ليس مجرد صحفي أو مخرج أو ناقد، إنما جمع بين أجزاء الفن ومكنوناتها، قلّ أمثاله، وأنا أعتزّ بمعرفتي به

وأضاف: «خلال المرحلة السابقة التي عملت بها في مجال الصحافة، كنت موظفاً في مقاطعة "إسرائيل" التابعة لجامعة الدول العربية، ووزارة الدفاع السورية، فاستمريت بالعمل فيها لما يقارب سبعة عشر عاماً، فبدأت رئيساً للديوان، ثم أصبحت مديراً عاماً، ثم معاون مدير عام لغاية عام 2009، حيث غادرت باتجاه المؤسسة العامة للسينما، وكان عملي صحفياً في مجلة "الحياة" السينمائية، ولم أكن أطمع بأي منصب فيها، لكن إيمان "محمد الأحمد" (وزير الثقافة) بي كان كبيراً، حيث حملني مسؤولية مديرية النصوص التي تقرأ الأعمال التي تنتجها المؤسسة، وبعدها تسلمت مدير المكتب الصحفي الخاص بالمؤسسة أيضاً، ولاحقاً مديرية التخطيط؛ الأمر الذي يجعلني مسؤولاً عن ثلاث مديريات، وهي المهمة الصعبة المحببة إلى قلبي».

مع المخرج مأمون الخطيب والمدير العام للسينما مراد شاهين

وعن الأعمال التي أنجزها للسينما، قال: «كتبت وأخرجت العديد من الأفلام، ومما كتبت "رسائل حب من الجولان" الذي تم تعديل اسمه بموافقتي، وأخرجته الفنانة "سلاف فواخرجي"، ونفذ بين عامي 2012 و2013، وعلى صعيد الإخراج، فقد أخرجت أفلاماً عديدة أهمها فيلم عن "جورج لطفي الخوري" مدير التصوير السوري الشهير عام 2015، وهو من كتابة "محمد الأحمد"، وفيلم آخر بعنوان: "أيقونة الفرح" عن السيدة "صباح"، الذي عرض في "اليونيسكو" في "بيروت"، و"القاهرة"، و"بغداد" التي حصل فيها على جائزة. وأخيراً أنجزت فيلماً عن الراحل الكبير "حنا مينا" الذي كان في عام 2018، وعرض في "دمشق"، و"الإسكندرية" في ندوة خاصة تكريمية له».

ثم تحدث عن تجاربه في التلفزيون، حيث قال: «قمت بإعداد الكثير من البرامج التلفزيونية، ومنها برنامج "مهرجان سينما الشباب" على قناة "سوريا دراما"، الذي تضمن ثلاثين حلقة، تحدثنا خلاله عن منح أفلام الشباب، وبرامج على صعيد الكتابة في كل من "لبنان"، و"دبي"، كما أعددت برنامجاً يحمل اسم "ماذا قالوا في الإسلام؟" الذي يتناول شخصيات عالمية وحياتها بطريقة مختصرة، وما قالته عن دين الإسلام مثل: "ماركس"، "بورنارد شو"، "بوشنكي"، الذي أنتجنا منه ثلاثة أجزاء عام 2008، وعرض في العديد من الدول العربية كـ"عمان"، و"الأردن"، و"لبنان"، و"السعودية"، وبرنامجاً يتناول كتباً وشرحاً موجزاً عنها بالتعاون مع الزميلة "لينا مسعود"، هذا العمل الذي توقف بعد خمس عشرة حلقة لعدم محبة الناس للقراءة وتشجيعها لها».

برفقة الفريق الإعلامي لمهرجان سينما الشباب

"باسم الخباز" معاون مدير عام المؤسسة العامة للسينما قال: «"نضال" ذلك الرجل الذي جمع بشخصيته صفات أخلاقية نبيلة، ملم بجميع الفنون، وهو ليس مجرد صحفي أو مخرج أو ناقد، إنما جمع بين أجزاء الفن ومكنوناتها، قلّ أمثاله، وأنا أعتزّ بمعرفتي به».

"سمير مصطفى" مدير إنتاج تلفزيوني وسينمائي، قال: «معرفتي به تعود إلى ستة عشر عاماً، هو من الأشخاص الصادقين والحالمين، يطمح دائماً إلى الأفضل، ولديه هاجس بالتطور والتقدم، رجل شهم في أوقات الشدائد، يقدس الصداقة، ويضع خبرته وثقافته بخدمة أي شخص يلجأ إليه كالباب المفتوح للجميع، وهو برأيي من أهم الصحفيين في "سورية"، بسبب دقته في نقل الخبر واختيار المراجع الصحيحة، وأيضاً صحفي واقعي يحاكي الواقع، ويبتعد عن الزيف في الحقائق، عمله في المؤسسة العامة للسينما أتاح له المد في أن يكون ناقداً فنياً وسينمائياً لأغلب الأفلام، وفي الجانب الإخراجي قدم نظرة مختلفة في الأفلام السينمائية الوثائقية بدقة مختلفة وراقية، اعتمد في مسيرته على اثنين من عمالقة الأدب العربي الراحلين "حنا مينا"، و"محمد الماغوط"، اللذين أثرا في صقل شخصيته كثيراً، أما موسيقياً، فقد رافق الباحث الموسيقي "صميم الشريف" الذي أعطاه حباً كبيراً للخوض في هذا الفن العميق. وعن مجال الدراما، فقد اقتدى بالفنان الراحل "رفيق سبيعي" الذي قدم له مجموعة من النصائح المرموقة التي ساعدته في رؤية الدراما، والعديد من الأسماء التي يفخر بها "قوشحة". هو شخصية مركبة ومعقدة من الخارج بهذا المزيج الجميل، لكنه بسيط جداً من الداخل، وقادر على التعامل مع كافة المستويات الثقافية برحابة صدر».

في أحد المؤتمرات

يذكر، أن "نضال قوشحة" من مواليد "دمشق" عام 1968، ومسقط رأسه "القنيطرة"، قرية "فزارة".