مما لا شك فيه أن التعبير عن شعور معين يختلف من شخص لآخر، وخاصةً شعور السعادة والفرح الذي يتجلى بعدة أشكال؛ من خلال تعابير أعضاء الوجه، الكلام، والتصرفات، التي يجب ألا تصل المبالغة فيها لتصبح تعبيراً عن الحزن.

فما يعني أن تُستبدل أصوات الزغاريد في حفل زفاف مثلاً بصوت الرصاص وعلى الموجودين التأقلم مع الحالة التي لم تعد غريبة جداً بكل صدر رحب؟! وكيف يتقبل أحدٌ ما أن يستخدم الأسلوب ذاته في التعبير حالتين متناقضتين تماماً باستخدام الأسلحة؟ كأن يستخدمه لقتل أعداء وطنه دفاعاً عن أرضه وعرضه، ويستخدمه أيضاً لإعلان فرحه بنجاح ابنه فلذة كبده، ولما لا يفكر من يغيّر مفاهيم التعبير عن السعادة بأنه قد يكون سبباً في تحويل الأفراح إلى أتراح بخطأ بسيط وارد الحصول بأي لحظة؟ الأساليب العديدة التي ابتكرتها الشعوب عبر السنين الطويلة في التعبير عن المناسبات تختلف من منطقة إلى أخرى، وهي تتجه بالعموم إلى تفريغ الطاقة والمشاعر الموجودة لدى الإنسان وخاصة عندما تكون أكثر من الحد الطبيعي، ويكون هذا التفريغ من خلال طرق لها خصوصيتها لدى كل فرد، مع مراعاة الجو العام للمجتمع الذي نعيش فيه، فللتعبير عن سعادتك بفوز فريقك الرياضي المفضل في مباراة مهمة قد يدفعك للتصفيق والتصفير وقرع الطبول مثلاً، لكن في مجتمع كالمجتمع السوري لن تنزل عارياً تتجول في الشوارع كما يحصل في بلدان غربية، إلا أنه ما هو دخيل إلى حدٍ ما في المجتمع السوري أو يمكن القول أنه قد ازداد بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة؛ هو إطلاق الرصاص في المناسبات السعيدة، هذه الظاهرة إن استطعنا تسميتها ظاهرة ولم تتجاوز ذلك يجب العمل على ألا تتكرس أبداً من خلال تناقلها وألا تورث للأجيال القادمة، وهذا بحاجة إلى حراك مجتمعي وحكومي حقيقي للوقوف في وجهها، من خلال التوعية أولاً حول بشاعة هذا الأمر، وثانياً معاقبة من يقوم بهذا التصرف ويحاول نشره.

يمكن القول أن الفرح ينتقل بالعدوى من شخص إلى آخر، وأساليب التعبير عنه تنتقل أيضاً بين الناس،، لذلك من الضرورة الحرص على أن تكون الأساليب التي نستخدمها في التعبير عن سعادتنا وفرحنا ومناسباتنا جميلة، في محاولة لنشر الجمال مع السعادة أيضاً.