جمعت الفنانة "لين بطل" بين الفن التشكيلي بكلّ ما يملؤه قلبُها تجاهه من حبّ التناقض المتناغم في الألوان، وبين ابتكار أعمالٍ يدويّة قريبة من القلب بعفويتها، ومن غناءٍ بصوت أخّاذٍ وأداءٍ لافت.

مدونةُ وطن "eSyria" التقت الفنانةَ "لين بطل" بتاريخ 22 تموز 2019، فتحدثت عن بداياتها ومشاركاتها الفنية قائلةً: «كان عمري أربعَ سنوات عندما أحببت الرسم جداً، وظلّ حبي يزداد كلّما قطعتُ ربيعاً، حيث قضيت أول خمس سنوات من عمري في "فرنسا"؛ فأجواؤها الفنية أوحت لي بالفنّ في كل التفاصيل والخيال الواسع والحسّ الفني المرهف، فلطالما رسمت وتدربت وطوّرت من رسمي وريشتي ولوني ولو بشيء بسيط مقارنة بالمراحل اللاحقة، وعند عودتي إلى "سورية" انتسبت إلى مركز "أدهم إسماعيل"، حيث تمكنت من أدواتي، وشاركت بمعرض في "اليابان" فنلت الجائزة الأولى أمام 65 دولة مشاركة، ومن هنا تمسكت بهذا المجال، وقررت المضي فيه، وفعلاً دخلت كلية الفنون الجميلة، وتخرجت عام 1997، من ثمّ بدأت رحلتي في الوجه العملي للفن، فبدايةً شاركت بمعرض مشترك في المركز الثقافي الفرنسي عام 1998 مع الدكتور "أحمد معلا"، وكان معرضاً تركيبياً من أوراق وأقمشة وأسلاك بطرق فنية خلّاقة، وبعد ذلك افتتحت معرضاً تشكيلياً فردياً في المكان نفسه عام 2003، وشاركت عقبه بعدة معارض مشتركة، ومنها في مكتب "عنبر"، ومعرض "غوته" في المركز الثقافي الألماني عام 2011، كما شاركت بمعرض خارج القطر بعنوان "Tatto" في "دبي"، وفيه بحتُ عمّا في روحي من وَلهٍ بحضارة وطقوس القبائل البدائية في كلّ من "إفريقيا" و"أمريكا اللاتينية" من ألوان فاقعة ومتناقضة بقدر انسجامها وغرابتها التي تميزها وبالزخرفة أيضاً».

حبي للغناء هو القريب لقلبي جداً، على الرغم من أنني لا أسمّي نفسي مغنّية كوني لم أدرس الموسيقا، إلا أنني أحبه، لذا كثيراً ما غنيت في حفلات ومناسبات فنية، ولعل أبرزها حفل فرقة "دمشق للجاز" حيث كان أول لقاء لي مع جمهور بهذا العدد الكبير، لكنه كان جميلاً جداً والتفاعل كان رائعاً ومشجعاً

وتضيف عن لوحاتها: «أتعمد عدم وضع عنوان لأيّ لوحة حتى لا أقيد المشاهد بفكرة معينة، إنّما أترك له مساحة الشعور الواجب على الفنان تركها لمتذوقي الفن ليجدوا ضالتهم بأنفسهم، وبهذا الحبّ الكبير للألوان والفن والزخرفة والتجدد، بدأ مشواري تدريجياً في عالم الأعمال اليدوية، فعند حملي بأطفالي كان التحركُ صعباً عليّ كثيراً خارج المنزل ومن هنا جاءت هذه الفكرة، حيث بدأت بتصميم ما أسميه (لفلوف وزخروف) وهي عبارة عن حبال أقوم بلف الخيوط الملونة حولها ومن ثم أقوم بلفها وتكوين أشكال فنية، وهذه الأشكال إما أصمم تصميماً كاملاً منها مثل الحلي والبسط، وإما أزين بها شيئاً آخر مثل الشموع والمزهريات والعديد من الأشياء والتفاصيل المختلفة المتجددة».

من لوحاتها

وأضافت عن تجربتها مع الغناء قائلة: «حبي للغناء هو القريب لقلبي جداً، على الرغم من أنني لا أسمّي نفسي مغنّية كوني لم أدرس الموسيقا، إلا أنني أحبه، لذا كثيراً ما غنيت في حفلات ومناسبات فنية، ولعل أبرزها حفل فرقة "دمشق للجاز" حيث كان أول لقاء لي مع جمهور بهذا العدد الكبير، لكنه كان جميلاً جداً والتفاعل كان رائعاً ومشجعاً».

وأضاف الفنان التشكيلي "نبيل سمان" قائلاً: «أعرف "لين" منذ بداياتها في الرسم، إذ إنها تمتعت بجرأة في أفكار لوحاتها قبل أن تدخل كلية الفنون الجميلة، حيث صقلت موهبتها بالدراسة الأكاديمية مع المحافظة على روح التميز والجرأة، اللون عندها دوماً في بحث مستمر لمجاورة الألوان، ومن نقاط قوتها خصوصيةُ التجربة والتفرّد بما يشبهها، فدوماً تفاجئنا بلوحاتها من مضمون وشكل عام، وزخارفها هي ضرورة في أعمالها، لها قيمة فنية، وليست مجرد زينة سطحية».

من أعمالها اليدوية أيضاً

أما المهندسة "رنا جبلي" فقالت عنها: «من معرفتي الشديدة بـ"لين" على الصعيد الشخصي، أقول إنها مختلفة ومميزة منذ صغرها، فهي تحبّ التحدي والنجاح، ولديها قدرات كبيرة على التعبير عن مشاعرها بألوانها، أما على الصعيد العملي فكل عمل تقوم به تعشقه وتقوم به من قلبها، لوحاتها مختلفة عن بقية الفنانين، ويحتاج متذوقها لأن يفكر ويتأمل ليستنتج شعوراً أو فكرة خاصة به، وقد تختلف عن الفكرة التي راودت غيره عن اللوحة نفسها، فهي حرّة في الفن لآخر رمق».

الجدير بالذكر أنّ الفنانة "لين بطل" من مواليد "دمشق" عام 1975.

الفنان التشكيلي نبيل سمان