غادر المصور "روحي الزعبي" بلدته إلى العاصمة يبحث عن ذاته، بدأ حياته في استديوهات الإذاعة والتلفزيون مع أولى انطلاقتها ومن ثم عمل بالتصوير الفوتوغرافي فأتقنه واتخذه مهنة عشق كل تفاصيلها.

التقت مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 20 تموز 2019 "سامر الزعبي" ابن المصور الراحل "روحي الزعبي" تتصفح معه ألبومات صور فيها بصمة واضحة لوالده وتألق حرفية عمله المتميزة سواء من حيث فكرة هذه الصّور أو زاوية التقاطها وألونها وإضاءتها وكذلك حجمها واستمعت لحديثه وهو يسرح بخيال ذكرياته فقال: «والدي من مواليد عام 1949 مدينة "درعا" قرية "إزرع" توجه إلى "دمشق" قاصداً أخوه الكبير في حي "الميدان" وتنقل بمجالات عمل متنوعة إلى أن أتيحت له فرصة دخول معترك العمل بالفن فكانت له مشاركات بسيطة مع كبار الممثلين في تلك الفترة، مثل دوره بمسلسل "حمام الهنا" وضمن هذه الأجواء كان له الحظ الكبير بمعايشة أجواء التّصوير في الاستوديو وكان للتصوير الفوتوغرافي الحظوة الأكبر لديه فاستحوذ على فضوله وأخذ كل اهتمامه ما بين متابعة وبحث في سبل العمل والممارسة، فأتقنه واتخذه عملاً له واستمتع بأدائه رغم كل ما في هذا العمل من أعباء وجهود تستلزم إنجازه، فطبيعة العمل وأدواته من (كاميرا ومصابيح إضاءة وبطاريات وكابلات) بأحجامها الكبيرة، كانت صعبة ومرهقة».

والدي من مواليد عام 1949 مدينة "درعا" قرية "إزرع" توجه إلى "دمشق" قاصداً أخوه الكبير في حي "الميدان" وتنقل بمجالات عمل متنوعة إلى أن أتيحت له فرصة دخول معترك العمل بالفن فكانت له مشاركات بسيطة مع كبار الممثلين في تلك الفترة، مثل دوره بمسلسل "حمام الهنا" وضمن هذه الأجواء كان له الحظ الكبير بمعايشة أجواء التّصوير في الاستوديو وكان للتصوير الفوتوغرافي الحظوة الأكبر لديه فاستحوذ على فضوله وأخذ كل اهتمامه ما بين متابعة وبحث في سبل العمل والممارسة، فأتقنه واتخذه عملاً له واستمتع بأدائه رغم كل ما في هذا العمل من أعباء وجهود تستلزم إنجازه، فطبيعة العمل وأدواته من (كاميرا ومصابيح إضاءة وبطاريات وكابلات) بأحجامها الكبيرة، كانت صعبة ومرهقة

يتابع "سامر" ويقول :«عشق والدي مهنته وأعطاها كل وقته فكانت له كما الماء للسمك ونقل لنا نحن أبناءه هذا العشق فقد كنا نلازمه أوقات عمله ونستشعر متعته، ولم يتوانَ عن إشراكنا مهام عمله فلنا معه جولات تصوير كثيرة ومتنوعة وعشنا معاناته في إنجازها بحكم أن التكنولوجيا في تلك الأوقات لم تكن بالتطور الحالي، إضافة إلى أنه وبعد إنجاز مهمات التّصوير وتسجيلها كان لا بد من أخذ أشرطة التّسجيل إلى الاستديو أو إيصالها بأي وسيلة أثناء التّصوير في المحافظات والمدن ليصار إلى عرضها وبثها، وكانت مشاركتنا هذه سبب كبير ورئيسي لتكون البوصلة التي قادتني أنا وإخوتي الأربعة باتجاه التّصوير فسجلنا الحضور القوي في مختلف مجالاته من أخبار ودراما وسينما وبرامج، متبعين ما استقيناه من الوالد من ملاحظات وتوجيهات تضبط عملنا وتقومه».

المصور الابن سامر الزغبي

حدثنا المصور التّلفزيوني "هيثم برنبو" عن الصداقة التي جمعته مع "روحي" فقال: «منذ عام 1968 ومن مديرية التّنسيق في الهيئة العامة للإذاعة والتّلفزيون بدأت معرفتنا وصداقتنا، ثم انتقلنا إلى دائرة الكاميرات بعد تجاوز مقابلة قبول للالتحاق بهذه الدّائرة فأخذنا صفة مساعدي مصور والتحقنا بدورات تدريبية على كاميرات تصوير سينمائي وامتد بنا الزّمن سبع سنوات عملنا فيها على مشاركة المصورين في تغطية كل ما يردنا من مهمات إخبارية وبرامجية وفعاليات وغيرها مستفيدين مما لديهم من خبرات إلى أن أصبحنا مصورين رئيسين، وأخذت دائرة عملنا تتنوع وتتوسع من كاميرات السّينما وغرف التّحميض في التلفزيون والطّباعة والعرض إلى كاميرات الفيديو عام 1982 الأكثر تطوراً والأسهل في التعامل، فأخذ العمل يزداد جمالاً ويطفي على أنفسنا الراحة والزهو بما نقدمه فقد كان "روحي" خير شريك لي في العمل، وأفضل من تعاونت معه لكتابة عنوان كبير في النجاح والتميز، كما كان لعملي مع رفيق دربي فرصة عيش لحظات مميزة فيها فرح وتعب فيها مغامرة وتحد تدفعنا للمتابعة والبحث في سبيل التطوير والإنجاز الأمثل، جبت معه ربوع "سورية" كاملة ودولاً كثيرة وعرفت فيه الإنسان الكريم الحنون والصّديق الصّدوق المثابر، وعرفت عنه القدوة الحسنة».

في يوم 8 تشرين الأول 2018 نعت كل الوسائل الإعلامية المصور "روحي الزعبي" ولقبته شيخ كار المصوريين السوريين واستذكرت مراحل حياته وعرضت مشاهد ومقاطع كثيرة من أعماله.

المصور هيثم برنبو