بإمكاناتِه العلميةِ وقدراتِه البحثية، استطاع الدكتور "محمد يونس حجير" أن يجمعَ بينَ البحثِ العلميّ وممارسةِ المهنةِ في آنٍ واحد، ليكونَ الطبيبَ العربيَّ الأوّلَ الذي يتمُّ الاستشهادُ بأبحاثِه لألفِ مرةٍ حسبَ موقعِ "غوغل سكولار"، ويساهم في رفعِ تصنيفِ الجامعاتِ السوريّةِ من خلالِ أبحاثِه المنشورةِ عالمياً.

مدوّنةُ وطن"eSyria" تواصلت مع الدكتور "محمد يونس حجير" بتاريخ 21 أيلول 2019 وعن ميوله الطبية والبحثية يقول: «أردت دراسة طبّ الأسنان منذُ مراحل مبكّرة من الدراسة قبل الجامعية، وكنت أحبّ فيه التمازج بين العلم النظري والفنّ العالي، بدأت المسيرة مع الدكتوراه عام 1999، عندما أوفدت لمصلحة جامعة "البعث" إلى "المملكة المتحدة" جامعة "غلاسكو" من أجل القيام ببحث الدكتوراه، وهناك بدأت ضمن فريق بحثي مختص بتصحيح التشوهات الوجهية السنية والتعمق في أصول البحث العلمي وتصاميم الدراسات والتحاليل الإحصائية الطبية، وعلى مدار 4 سنوات خلال رحلة الدكتوراه بدأت أمتلك بعض المهارات الأولى في هذه المجال، ولقد أكرمني المولى بالفوز بالجائزة الأولى لأفضل بحث علمي معروض في "المؤتمر البريطاني لتقويم الأسنان" على مستوى "المملكة المتحدة" في عام 2001».

من أصعب الأمور التي عانيت منها وما زلت أعاني منها هي عملية الجمع بين القيام بأداء دوري كمحاضر جامعي، و ممارسة عملي في عيادتي كاختصاصي تقويم أسنان وفكين مع عدد كبير من المراجعين يومياً، وبالتالي لا يتبقى إلا النذر اليسير من الساعات لإنجاز مهام البحث العلمي من مراجعة، وبناء جدليات علمية، كتابة المقالات، وتقارير النتائج البحثية، تحكيم رسائل الماجستير والدكتوراه بالإضافة إلى مهام التحكيم الدولي في كبرى المجلات العالمية، والجمع بين هذه المهام كان صعباً جداً، وكان فيه ربما اعتداء على الساعات التي ينبغي أن أقضيها بجوار أسرتي وأولادي، لكن أحياناًعندما تعلو الغايات يضحي الإنسان بالكثير مما يعزّ عليه

وعن مسيرته العلمية يتابع قائلاً: «عدت عام 2003 إلى "سورية" بعد الحصول على الدكتوراه لأبدأ بتدريس مقرر "البحث العلمي والإحصاء الحيوي" لطلبة الدراسات العليا، وقمت بنشر أول كتاب في البحث العلمي وأصوله عام 2004، حيث طبعت آلاف النسخ منه، كما تمت الاستعانة بي كمحكم دولي في عدد كبير من المجلات العالمية في طبّ الأسنان خلال الفترة المحصورة بين 2003 و2019 ، وتزايد ضغط التحكيم عليّ بشكل كبير في السنوات الخمس الأخيرة.

تكريمه من قبل "الجامعة السورية الخاصة"

وما بين عامي 2011- 2013، قررت المضي قدماً في الحصول على شهادة الماجستير في اختصاص "البحث العلمي والإحصاء الحيوي" في "علوم الرعاية الصحية والاجتماعية" من جامعة "شيفيلد" في "بريطانيا"، حيث حصلت على هذه الشهادة بعد 3 سنوات من العمل المتواصل، وبهذه كنت أول طبيب أسنان في "سورية" يحصل على اختصاص دقيق بالبحث العلمي بالإضافة إلى عملي كطبيب أسنان وأستاذ جامعي اختصاصي».

وعن أهدافه البحثية يقول: «الهدف الذي كان يدفعني إلى تلقي المزيد من العلم في مجال تنفيذ البحوث الطبية ونشرها، هو الحاجة إلى رفع مستوى البحث العلمي بين الممارسين والمختصين وبين من يعمل في حقل الرعاية الطبية، والحاجة لرفع اسم البلد عالمياً في مجال نشر البحوث العلمية الطبية، لذلك عكفت على نشر البحوث التي قمت بها أو التي أشرفت عليها خلال مرحلة تدريسي في جامعة "البعث" ثمّ جامعة "دمشق" وكذلك "الجامعة السورية الخاصة" SPU ، ومساعدة طلاب الدراسات العليا، وتقديم المعونة للأساتذة زملائي بالكليات حتى حققت عدداً كبيراً من المنشورات الدولية في كبرى المجلات العالمية ذات السمعة العالية مثل "المجلة الأوروبية لتقويم الأسنان"، ومجلة "آنجل أورثودونتست"، و"المجلة البريطانية لتقويم الأسنان" ، ومجلة "تقويم الأسنان والبحث الوجهي القحفي"، ومجلة "التطور في تقويم الأسنان" و"المجلة الأمريكية لجراحة الوجه والفم والفكين"، وغيرها».

غلاف أحد كتبه

وعن تحقيقه رقماً قياسياً يقول: «الحصول على 1000 استشهاد حسب موقع "غوغل سكولار" يعني أنّ هناك عدداً كبيراً من المؤلفين قاموا بتدعيم أو نَسْبِ ما يكتبون أو يقولون من فرضيات أو جدليات علمية إلى شيء ما نشر أو كتب في مقالاتنا الدولية المنشورة، بمعنى أنه إذا ما استشهد باحث بمقالة لنا فهذا يعني أنّ مصدر الدليل العلمي الذي يصوغه الباحث الآخر إنما اعتمد على حقيقة أو جدلية أوردناها نحن في مؤلفاتنا المنشورة، وبصراحة بدأت عملية الاستشهاد بمؤلفاتي منذ عام 2004 وازدادت حتى تجاوزنا سقف ال 1000 استشهاد مؤخراً، هذه الاستشهادات وردت في عدد كبير من المجلات العالمية المختصة بمجالات طبّ الأسنان كافة ولا سيّما في اختصاص تقويم الأسنان والفكين وهو اختصاصي الدقيق، وهذه الاستشهادات تساهم في رفع التصنيف العالمي للجامعات السورية التي عملت أو أعمل بها».

وفيما يتعلق بالجمع بين الطب والبحث العلمي يتابع قائلاً: «من أصعب الأمور التي عانيت منها وما زلت أعاني منها هي عملية الجمع بين القيام بأداء دوري كمحاضر جامعي، و ممارسة عملي في عيادتي كاختصاصي تقويم أسنان وفكين مع عدد كبير من المراجعين يومياً، وبالتالي لا يتبقى إلا النذر اليسير من الساعات لإنجاز مهام البحث العلمي من مراجعة، وبناء جدليات علمية، كتابة المقالات، وتقارير النتائج البحثية، تحكيم رسائل الماجستير والدكتوراه بالإضافة إلى مهام التحكيم الدولي في كبرى المجلات العالمية، والجمع بين هذه المهام كان صعباً جداً، وكان فيه ربما اعتداء على الساعات التي ينبغي أن أقضيها بجوار أسرتي وأولادي، لكن أحياناًعندما تعلو الغايات يضحي الإنسان بالكثير مما يعزّ عليه».

أحد المجلات التي يعمل معها كمحكم دولي

وعن رسالته التدريسية يقول: «رفع مستوى الطلاب في النواحي النظرية والعملية في مجال الاختصاص الذي يدرسونه، والارتقاء بمستويات البحث العلمي في مجال علوم طب الأسنان بشكل عام، لرفع المستوى العلمي في مجال تنفيذ البحوث الطبية وإنجاز التحاليل الإحصائية الطبية في البحوث السريرية التي تأخذ النواحي الكمية في تصميمها وطريقة جمع بياناتها، من خلال متابعة هؤلاء الطلاب عن كثب، وتشجيعهم على قراءة مقالات البحث العلمي وتلخيصها، وإلقاء أهم النتائج على أقرانهم في جلسات خاصة، و تشجعيهم على نشر نتائج بحوثهم في المجلات العلمية المحكمة، كما شاركت بعدد كبير من المؤتمرات والورشات العلمية التي تعنى بالبحث العلمي على صعيد جامعة "دمشق"، وقمت بإلقاء عدد من المحاضرات في مجال البحث العلمي الطبي والإحصاء الطبي، وأقوم بتدريس مقرر "البحث العلمي والإحصاء الحيوي" في جامعة "دمشق" للدراسات العليا، ومقرر "البحث العلمي والإحصاء الحيوي" لطلبة جامعة الـ"SPU"، وكذلك في "المركز الوطني للاختصاصات الطبية السنية والبورد السوري"».

بدوره الدكتور "حلاج السينو" أحد طلابه يقول: «بدأت معرفتي بالطبيب "حجير" عندما كنت طالباً ودرّسني عدة مواد، أسلوبه مختلف عن بقية المحاضرين فهو يكرر المعلومات حتى تترسخ ويحاول خلق جو من الألفة والمرح في سياق إعطائه للمعلومات، خاصة خلال جلسات التدريس والعمل السريري الطويل في قسم التقويم، هو رائد البحث العلمي في جامعة "دمشق" وقامة بحثية مهمة، تركيزه الأساسي منصبٌّ على المعلومات المثبتة بالدليل العلمي، دائماً ما سهرنا ساعات طويلة معه في إنجاز بحوثنا السريرية في قسم "تقويم الأسنان والفكين"، وهو يحفّز فينا العمل الجماعي والعمل على نشر بحوثنا السريرية في كبرى المجلات العالمية، الاستفادة منه لا تقتصر على العلم الوفير فهو لم يبخل على كل طلبة الدراسات العليا سواء الماجستير والدكتوراه بأي معلومات أو جهد أو تعب، بل أعطانا أيضاً من تجاربه اليومية العملية والسريرية على مرضاه في عيادته، نعمل معه بروح الفريق الواحد ونحن ممتنون له».

من جهته الدكتور "سامر زكريا" طبيب الأسنان وأحد زملائه يقول: «تعرفت إلى د."حجير" عندما قرأت اسمه بلائحة التخرج من دفعتي، كان من الطلاب المقبولين في الدراسات العليا وكان الأول على "سورية" وهو رقم واحد من المقبولين في اختصاص تقويم الأسنان لم أتواصل معه مباشرة، ولكن أخذت أتابع تطوره العلمي، و عندما افتتحت عيادتي بدأ يحول لي الحالات التي لا يختص بعلاجها (كقلع الجذور، والحشوات) كونه اختصاصي بتقويم الأسنان، كان بحاجة لطبيب يثق به، تطورت علاقة الصداقة بيننا، وأخذت بدوري أحول له الحالات التي تحتاج إلى تقويم، يهتم جداً بمستوى العمل المقدم للمرضى، وبخصوص الأبحاث العلمية يعدُّ الطبيب العربي الأول الذي يتمّ الاستشهاد بأبحاثه ألف مرة وبمقالات موثّقة نشرها وهو متقدم جداً في هذا المجال، ويعدّ هذا رقماً قياسياً ويرفع التصنيف العالمي للجامعات السورية، وأعتقد أنه يقدم أفضل خدمة تقويم في "سورية" بطريقة أكاديمية وعلمية وكذلك من ناحية النوعية، هو ينتمي إلى عائلة مثقفة، إنسانياً هو إنسان طيب، خلوق، متواضع ويعاني مثلنا جميعاً من الظروف الحياتية الصعبة».

يذكر أنّ الدكتور "محمد يونس حجير" محاضر جامعي بتقويم الأسنان والفكين بكلية طب الأسنان جامعة "دمشق"، ولد في "الكويت" عام 1972 حائز على شهادة طب الأسنان من جامعة "حلب" عام 1995 بتقدير امتياز وبالترتيب الأول على "سورية"، وعلى شهادة الماجستير في "أصول وطرائق البحث العلمي" من جامعة "شيفيلد" "بريطانيا" عام 2013، وشهادة الدكتوراه في اختصاص "تقويم الأسنان والفكين" من جامعة "غلاسكو" "بريطانيا" عام 2003، له العديد من المشاركات في تأليف وترجمة الكتب الطبية منها: "أسس وطرائق البحث العلمي في العلوم الطبية"، "التخطيط الوجهي والسني"، "الزريعات في تقويم الأسنان" وغيرها، حصل على جائزة تكريم وشهادة تقدير من "الجامعة السورية الخاصة" في حفل أقيم في شهر تموز 2019 للأساتذة الذين ساهموا برفع التصنيف الدولي للجامعة من خلال بحوثهم المنشورة.