رياضيٌّ من عصر الذهب، تألقَ في بطولات "المتوسط"، و"آسيا"، مستفيداً من لياقةٍ رياضيةٍ وقوةٍ عضلية مكنتهُ من تحصيلِ أرقامٍ قياسيّةٍ تتحدث عن ابن قرى "جبل الشيخ" في سجلِ أبطالِ الرياضة السورية.

"زيد أبو حامد" الذي انطلق طفلاً في مضمار السباقات، عمل بجد ليكون له حضور في زمن كانت مساحات الرياضة ضيقة وفرصها ضعيفة، لكنها كانت حلمه الذي سعى لتثبيته على الأرض، كما قال لمدوّنةِ وطن "eSyria" بتاريخ 27 أيلول 2019 عن تجربته: «في تلك المرحلة كان حضور الرياضة في حياة الشباب أضعف من زمننا الحالي، كنا نمارس هواية، ولم نتوقع أن تقودنا إلى فضاء أوسع من متعة حقيقية كنا نعيشها أطفالاً وشباباً نستمتع بأداء مميز، ونتدرب ضمن الفرص الضيقة، والإمكانيات المحدودة التي توافرت في تلك المرحلة، بالتالي فإنّ اللاعب يعيش صراعاً طويلاً داخلياً بين مستقبله كشاب يحاول بناء مستقبله، وبين عشقه للرياضة التي هي بالطبع غير منتجة للمال، لكنه في ذات الوقت لا يستطيع التخلي عنها لأنها عاشت في داخله؛ ويعطيها كل طاقته، ولم يكن له خيار إلّا أن يعززها بالتدريب والمتابعة ليقدم ما لديه ويحياها موهبة قدمت لروحه الفرح، ولجسده حرية الانطلاق، لتسجيل أرقام كانت حلماً، لكنها تحققت بجهد وتعب، لتترك شعوراً طيباً وجميلاً على مسيرة الحياة».

حقق إنجازات لم يحققها غيره من قبل، وجمع بموسم واحد عدة بطولات مهمة في البطولات العربية، وبطولات "المتوسط"، و"آسيا". بطل ذهبي لم ينل حقه من الرعاية والاهتمام، لكنه لم يتخلَ عن رياضته المفضلة، وخاض مسيرة قاسية كان أحد أجزائها الاغتراب إلى "أستراليا" بعدما ضاقت به سبل العيش، ليكون له حضور رياضي في بطولات جديدة. "زيد" بطل بأخلاقه، فرغم المعاناة وصعوبة المشاركات؛ كنا نشارك معاً، هدفنا تقديم أفضل ما لدينا بكل قوة، ودون التراجع عن الهدف. اختصاص بأربعة آلاف متر حواجز، وكان يشارك أحياناً بسباقات أربعمئة متر تتابع مع الفريق الوطني، وفي كل السباقات كانت الصدارة له، لأنّه لاعب صلب أثبت حضوره واجتهد ليكون اسمه في سجل الذهب ويستحقه

وعن مسيرته الرياضية نحو البطولات، قال: «كانت البداية عام 1986 ‏من خلال بطولة المدارس، وبطولات المحافظة إلى بطولة الجمهورية للشباب، تقدمت لها كنوع من الاختبار الذاتي وأهلتني للتطور، وعندما أحرزت المراكز الأولى في السباقات القصيرة، وتحديداً بمسابقة الأربعمئة متر ‏سنة 1987 في دورة المتوسط وكانت البداية وكنا شباناً، وكانت الآمال واسعة حيث شاركنا كرديف بعد ‏المنتخب الأول باسم "سورية"، وكانت من أجمل المراحل.

زيد أبو حامد مكللا بالذهب

عندما باشرت بالمشاركة في بطولة الجمهورية للرجال، حصدت نتيجة تدريبات سابقة والحرص على اللياقة، وبناء جسد مؤهل للمشاركة، عندها أحرزت المركز الأول في سباقات أربعمئة متر، ‏ومنها انتقلت إلى سباق أربعمئة متر حواجز.

البطولات السابقة عمّقت صلتي باللعبة لأكون بين لاعبين محدودي العدد في هذه الرياضة، وتحديداً الحواجز التي مارستها بولع، وقد احترفتها ‏وأحرزت الرقم السوري الجديد بمسابقة الحواجز الذي شجع حضوري في مشاركات خارجية، وبطولات دولية وعربية، وقد أحرزت بطولة العرب وبطولة الدورة الآسيوية وبطولات جاءت متتالية في مرحلة أعدّها ذهبية من حيث العمر والاندفاع لإنجاز الأفضل، والحصول على ذهبيات كانت رصيداً غنياً لتجربتي.

من بطولات عالمية

‏في عام 1991 شاركت في بطولة "اليابان"، وفي عام 1993 أيضاً ببطولة المتوسط في "فرنسا"، وشاركت في العام نفسه في بطولة العالم في "اليابان" وأحرزت المركز الأول، وعام 1997 في دورة المتوسط في "إيطاليا" وأحرزت المركز الأول، وكنت أول عربي يحرز ذهبية في دورتين متتاليتين في دورة المتوسط، كانت سنوات تألقٍ ففي العام نفسه شاركت في بطولة الدوري العربي في "لبنان"، وتابعت العمل، لكن هذه المرة خارج "سورية" لاضطراري للسفر والبحث عن عمل واستقرار».

وعن مرحلة وجوده في الخارج يقول: «خلال وجودي في "أستراليا" شاركت في بطولة العالم في ‏"جنوب أفريقيا"، ‏وأحرزت المركز الثامن، وكان لي عدة مشاركات خارجية في بطولة الجائزة الكبرى في "أوروبا"، وعدد من المشاركات في "أستراليا" ‏‏إلى عام ألفين عند مشاركتي في دورة "سدني" للألعاب الأولمبية.

هالة مغربي

كان قرار ‏الاغتراب لتحسين مستوى المعيشة، ولكني حافظت على مشاركاتي، وحققت رقماً سورياً جديداً قدره 48,87 ثانية، ‏وكنت أول سوري يكسر حاجز الـ 49 ثانية في تلك المرحلة.

‏وتبقى نصيحتي الدائمة للاعبي ألعاب القوى المثابرة والتصميم على تحقيق النتائج لأنّ اللعبة صعبة تحتاج إلى الإصرار والمثابرة على التدريب، ‏فقد تابعت التدريب الشخصي وتدريب الشباب، وحالياً أقوم بالتدريب في مدارس خاصة، ولكن تبقى أجمل الأيام تلك التي قضيتها مع رفاق لي حلمنا معاً بالنجاح ورفع علم بلادنا في كل المحافل الدولية، ومنهم "غادة شعاع"، "طلال مجبل"، "بسام الشاطر"، والراحل "حافظ الحسين"، "هالة مغربي"، "صلاح الدين مصطفى"، "حمود الحج علي"، و"لينا حزوري"».

صاحبة الأرقام القياسية السورية للمسافات المتوسطة والطويلة لسنوات عديدة "هالة مغربي"، تحدثت عن تجربة "أبو حامد" الغنية، وقالت: «حقق إنجازات لم يحققها غيره من قبل، وجمع بموسم واحد عدة بطولات مهمة في البطولات العربية، وبطولات "المتوسط"، و"آسيا". بطل ذهبي لم ينل حقه من الرعاية والاهتمام، لكنه لم يتخلَ عن رياضته المفضلة، وخاض مسيرة قاسية كان أحد أجزائها الاغتراب إلى "أستراليا" بعدما ضاقت به سبل العيش، ليكون له حضور رياضي في بطولات جديدة.

"زيد" بطل بأخلاقه، فرغم المعاناة وصعوبة المشاركات؛ كنا نشارك معاً، هدفنا تقديم أفضل ما لدينا بكل قوة، ودون التراجع عن الهدف. اختصاص بأربعة آلاف متر حواجز، وكان يشارك أحياناً بسباقات أربعمئة متر تتابع مع الفريق الوطني، وفي كل السباقات كانت الصدارة له، لأنّه لاعب صلب أثبت حضوره واجتهد ليكون اسمه في سجل الذهب ويستحقه».

ما يجدر ذكره أنّ "زيد أبو حامد" من مواليد "عين الشعرة" عام 1970، مستقر حالياً في "أستراليا" ومدرب رياضي في مدارسها الخاصة، له رصيد جميل من الذهب، ورصيد من الذكريات التي سجلت للاعب سوري رفع علم بلاده في بطولات "المتوسط" و"آسيا" والعرب.