حبّاً بالكتابة الأدبية وشغفاً بالإعلام بدأ الطريق، فجمع بينَ الجرأةِ والأدبِ في مقالاته الصحفية، حتى غدا اسماً لامعاً في عالم الصحافة، وحصد لقب "الصحفي الجريء" فأحبّهُ الجميع وتغنى أصدقاؤه ومحيطه بقلمه الحر.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت بتاريخ 21 أيلول 2019 "وسام كنعان" ليحدثنا عن نشأته وبداياته فجاء في حديثه: «نشأت في منطقة ريفية محافظة كانت في السابق منطقة خضراء وتحولت فيما بعد لأرض قاحلة جرداء، وهي تبعد عن "دمشق" مسافة كبيرة وتحمل اسم "جيرود" سكانها بسطاء جداً فكانت فكرةُ أن يعمل أحد أبنائها بمهنة رأي عام أو مهنة إبداعية، غريبةً بعض الشيء بالنسبة إليهم، ولكنها في ذات الوقت مستحبة حيث يشجعون كل ما يساعد على الانفتاح والتطوير، وكوني من بيئة محافظة شكلت وجهات نظري بمفردي بعيداً عمّا لقنت، هذا الشيء بدأ في المرحلة الثانوية عندما باشرت القراءة والبحث والاختلاط بأشخاص ومفاهيم جديدة نوعاً ما، فاكتشفت ميولي للكتابة بكلّ جوانبها ونواحيها وكل ما يتعلق بها، درست في بادئ الأمر المعهد التجاري وتخرجت منه وذلك بعد الانتقال من الريف إلى المدينة الأمر الذي سبب لي نكسة بسبب تغير المحيط بشكل كلّي ما أثر على مجموعي في الثانوية العامة، ولكني خلال خدمة العلم الإلزامية كان لدي وقت جيد للدراسة فتقدمت إلى امتحان الشهادة الثانوية بفرعها الأدبي وحصلت على مجموع ممتاز خوّلني اختيار الفرع الذي أريده، وهنا اخترت الإعلام حيث كان قسماً من أقسام كلية الآداب، وتخرجت عام 2007 علماً أني مارست الكتابة والنشر في الصحافة السورية منذ أوّل عام لي في الجامعة».

"وسام" صاحب قلم حر تعجبني تحليلاته في الجانب الفني والثقافي ولديه القدرة على الكتابة بجرأة، شخصياً أرى أنه بعد الحرب الحاصلة في "سورية" لديه جانب من الحزن وأسئلته تدور دوماً حول الاستقرار والاستمرارية خصوصاً بما يهم الصحافة، كما أراه من الأسماء المهمة في عالم الفن وزاويته متابعة جداً، يحمل أفكاراً جديدة خلاقة أتمنى أن تبصر النور

أضاف "كنعان" :«عام 2003 بدأت النشر في الصحافة الخاصة مثل مجلة "الوردة" وعدة جرائد مثل "بورصات الأسواق، الخبر، الاتجاه الآخر"، و"النور" التابعة للحزب الشيوعي ثمّ توجهت للصحافة الرسمية كجريدة "الثورة" فكتبت في صفحة تحمل اسم "فضائيات" مع الصحفي "سلمان عز الدين" وكتبت في جريدة "تشرين" أيضاً، ثمّ توجهت للإعلام الإلكتروني، ومنهم "شام برس" و"مدونة وطن" التي كانت تجربة لافتة وكنا نطمح لبناء إعلام سوري بديل حيث جمعت المدونة أسماء كبيرة ومهمة جداً وكوادر ضخمة موزعة ومقسمة، وبعد العمل بالمدونة تقدمت لجريدة "الأخبار" اللبنانية في عام 2008 التي كان لديها رغبة بأن تحصل على مراسل دائم في "سورية" وتمّ اختياري من ضمن مجموعة مراسلين، فمارست العمل الصحفي كمراسل منذ البداية وحتى اليوم ولكن خلال هذه الفترة عملت كمحرر للجريدة في "بيروت" مدة أربعة أعوام، وما زلت إلى الآن المراسل المعتمد لهم بما يعادل مدير مكتب الجريدة في "دمشق"، كما أني عملت لفترة قصيرة مع إعلام خاص "Qmedia" وسعيت لتقديم شكل جديد للإعلام الإلكتروني من خلال تقارير مصوّرة تحمل كل صفات المادة الصحفية وبالوقت نفسه تصلح لأن يتمّ تناولها كفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، التقيت بأهم الفنانين والكتاب والمخرجين السوريين وكنت راضياً عن النتيجة التي حققتها خلال فترة قياسية».

الصحفي وسام كنعان في مكتبه

تابع "وسام": «بعيداً عن الصحافة ورغم شغفي بها لكني لم أبتعد عن الكتابة فكتبت (سيناريو روائي متوسط) بالتعاون مع المخرج "جود سعيد" يحمل اسم "صديقي محمد" والآن قيد إنجاز العمل الروائي الطويل أيضاًمع المخرج "سعيد" باسم "رحلة يوسف" الذي يطرح فكرة سورية جديدة ويتطرق إلى شرائح لم يتمّ الحديث عنها مسبقاً في تاريخ السينما، كما قدمت سيناريو فيلم للهيئة العامة للسينما باسم "تريفاز" الذي تم تأجيل تنفيذه مؤقتاً، لكنني أحاول دوماً في أي عمل أقدمه أن أقول الحقيقة كاملةً دون مواربة سواء في العمل الصحفي أو غيره والسبب هو الحرية المطلقة وعدم خلط الأشياء ببعضها أو ربط الصداقات بالعمل ما يجعل الصحفي قادراً على الحديث بصراحة تامة وقول رأيه ولكن دون الاقتراب من حياة الأفراد الشخصية، وهذا ينطبق على أي سيناريو أو فكرة أريد أن أطرحها».

"هناء الصالح" إعلامية ومقدمة برامج قالت: «"وسام" صاحب قلم حر تعجبني تحليلاته في الجانب الفني والثقافي ولديه القدرة على الكتابة بجرأة، شخصياً أرى أنه بعد الحرب الحاصلة في "سورية" لديه جانب من الحزن وأسئلته تدور دوماً حول الاستقرار والاستمرارية خصوصاً بما يهم الصحافة، كما أراه من الأسماء المهمة في عالم الفن وزاويته متابعة جداً، يحمل أفكاراً جديدة خلاقة أتمنى أن تبصر النور».

الصحفي وسام كنعان في مقر جريدة الأخبار اللبنانية

"وضاح الخاطر" صحفي بإذاعة "دمشق" قال: «لا يحتاج القارئ أو المتابع لكثير من العناء كي يدرك بأنه أمام صحفي حقيقي، لا أمام من يعمل بهذا القطاع المخترق كبقية القطاعات الأخرى في بلادنا الحزينة، "وسام كنعان" هو من الصحفيين المحترفين القلائل في هذا المجال فما عليك إلا قراءة جملة من مقاله حتى تشدك لإكماله، ملمٌ بتفاصيل أي موضوع يقوم بطرحه بتفاصيل دقيقة للغاية، وكل ذلك ببلاغة تحول الحروف إلى أصوات وصور، احترافه في أكثر من مكان ومنبر ساعده في الوصول إلى هذه الحالة وأسهم بانتشار كلماته إلى حد كبير».

الإعلامية "ديمة ناصيف" قالت: «قد لا يكون التحدث عن "وسام" سهلاً الصديق المتعب والصحفي المشاكس والسليط كما يراه أغلب من تناولهم في مقالاته، أرى أنه امتلك شخصية صحفية استطاعت العبور من حقول الألغام والوصول إلى مكان مهم مهنياً، ولعلّ كلمة السر هي في جمالية نصه وشيفراته المتقنة، "وسام" لا يكتب مقالاً عادياً بل هو يذهب بعيداً في تطويع اللغة ومفرداتها ليخرج نصه بالصورة والكلمة والإحساس، هو شخص كثير القراءة والمتابعة ولا يمكن أن يكتب عن أمر ما أو شخصية من دون معرفة دقيقة بالمادة التي يتناولها، فهو لا يشبه صحفيي الفيس بوك الذين يعتمدون على آراء منثورة على الصفحات، وتفسر استمرارية عمله وتطوره، وربما رغم مرارة التجارب التي مر بها إلا أنه بقي صلباً وطموحاً».

جدير بالذكر أنّ "وسام كنعان" من مواليد "جيرود" عام 1981.