قدمت الطالبتان "روان حيدر"، و"رزان عثمان" من كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية بجامعة "دمشق" قسم "الهندسة الطبية"، مشروع جهاز "علاج كسور العظام بالحقل المغناطيسي النبضي" كفائدة طبية جديدة، وقيمة مضافة في مجال الطب العلاجي.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 31 تشرين الأول 2019 الطالبة "روان حيدر" لتحدثنا عن المشروع الذي قامت بتنفيذه مع زميلتها، حيث قالت: «قدمت وزميلتي مشروعنا في معرض كلية "الهمك" الذي أقيم هذا العام، حيث كنا قد أنجزناه كمشروع تطبيقي مطلوب منا في السنة الرابعة على غرار مشروع التخرج في السنة الخامسة، هو جهاز "علاج كسور العظام بالحقل المغناطيسي النبضي"، فكرته تحفيزية على مبدأ تحفيز العلاج الفيزيائي، حيث أننا بعد الدراسة وجدنا أنه عندما يتعرض أي جزء من الجسم لحقل مغناطيسي يتحفز مرور الدم في هذا الجزء، وكما نعرف أن الدم يحمل الفيتامينات والأملاح والكالسيوم وغيرها، فعندما نعرض المنطقة المكسورة بعد التثبيت لجلسة العلاج بالحقل المغناطيسي النبضي نحفز مرور الدم في هذه المنطقة بحيث تتعرض الخلايا لما يحمله الدم من فيتامينات وكالسيوم وغير ذلك، فتصبح قادرة على إعادة ترميم نفسها بسرعة أكبر، وتصبح عملية الشفاء أسرع، وانقسام الخلايا يصبح أكثر سهولة.

كانت فكرة المشروع بترشيح من الطالبتين اللتين نفذتاه، حيث تم وضع خطة عمل للتنفيذ بدأت بالتعرف على الأمواج الكهرطيسية ومجالات استخدامها، ومن ثم الاطلاع على الأبحاث السابقة التي استخدمتها في تسريع شفاء الكسور، ثم التطبيق العملي للدارة وإجراء التجارب عليها. أما بالنسبة لأهمية المشروع فهي تنبع من كون بعض الكسور العظمية تأخذ وقتاً طويلاً للشفاء وخصوصاً عند كبار السن الذين يعانون من أمراض هشاشة وترقق العظام، لذلك فاستخدام الجهاز يساعد شريحة كبيرة من مرضى الكسور لاختصار وتقليل فترة العلاج، وبالنسبة للطالبتين اللتين نفذتا المشروع فقد شكّلتا معاً فريقاً متكاملاً ومتعاوناً لإنجاز الخطوات النظرية والعملية اللازمة، واستطاعتا إنجاز العمل في الوقت المحدد

أما بالنسبة لأجزاء المشروع، فهو يقسم إلى جزأين، إلكتروني وبرمجي، الجزء البرمجي هو عبارة عن ذاكرة للمشروع لنتمكن من خلالها معرفة المعلومات المتعلقة بالمريض: لكم جلسة خضع، وما هي نسبة التحسن في حالته بين كل جلسة وأخرى، وكل مريض له ملف خاص به ندخل فيه المعلومات الشخصية الخاصة به فضلاً عن وجود رمز مرور للحفاظ على خصوصية المعلومات.

صورة للجهاز والمشروع

أما بالنسبة للجزء الإلكتروني؛ أي دارة التحكم الإلكترونية، فقد استخدمنا في صنعها قطعاً إلكترونية بسيطة ليست معقدة، ولكن الصعوبة التي واجهتنا في هذا الجانب هو عدم وجود جهاز مصنوع من قبل، ويؤدي نفس الوظيفة لذلك اضطررنا إلى الاستفسار عن كل قطعة وهل نستطيع الاستفادة منها أم لا، فضلاً عن كثرة التجارب التي قمنا بها حتى تمكنا من إنجاز المشروع بشكل كامل».

وتحدثت الطالبة "رزان عثمان" عن ماهية الجهاز وآلية عمله وميزاته، قائلة: «يتألف المشروع بشكل أساسي من نظام إلكتروني برمجي يعتمد على مبادئ الحقل المغناطيسي النبضي ليسرع شفاء العظام المكسورة؛ خاصةً عند المسنين، حيث أنهم يحتاجون لوقت أطول للشفاء بالمقارنة مع صغار السن، وكذلك الأشخاص المصابين بأمراض تؤثر على جبر الكسور مثل مرضى السكري، والحقل المغناطيسي النبضي يعتبر من أفضل طرق العلاج الطبيعي، فهو عبارة عن طاقة حقل ناشط غير مرئية تخترق الجسم بشكل كامل حتى تصل إلى كل خلية فيه، والتطورات في هذا المجال جعلته يصل إلى أعماق العظم والغضاريف وأجزاء أخرى من الجسم، ويتميز الحقل المغناطيسي عن الطرق الأخرى بعدم الحاجة لعمل جراحي لتثبيت قطب كهربائي على طرف العظم المكسور، وإنما فقط نكتفي بتعريض العظم المكسور لحقل مغناطيسي يتولد عن ملف كهربائي، والطريقة تكمن في أن منبع الطاقة يؤمن لنا تيار كهربائي، والتيار عندما يمر في سلك الملف يحرض حقلاً مغناطيسياً ضمن مجال صغير بجوار الملف، وعادةً يستخدمون مشدات لتثبيت هذا الملف في المنطقة المستهدفة كي لا يتحرك من مكانه أثناء العلاج، وقد سميت هذه الطريقة بـ"النبضية" لأن الحقل المغناطيسي لا ينتج عن تيار ثابت، وإنما ينتج عن نبضات كهربائية تتحدد شدتها حسب عمق المنطقة المكسورة، ومعظم الدراسات أكدت على أن الحقل المغناطيسي ضمن تردد من 0 - 30 هرتز هو المناسب أو هو الأكثر فائدة للجسم، فعلى سبيل المثال 2 هرتز يساعد على ترميم الأعصاب، و7 هرتز يساعد على ترميم العظام وتسريع شفائها، و9 هرتز يساعد على ترميم الأربطة، وهذا هو الأساس النظري لمشروعنا».

بوستر المشروع

"ليلى خضور" دكتورة في الهندسة الطبية في كلية "الهمك"، ومشرفة المشروع، قالت: «كانت فكرة المشروع بترشيح من الطالبتين اللتين نفذتاه، حيث تم وضع خطة عمل للتنفيذ بدأت بالتعرف على الأمواج الكهرطيسية ومجالات استخدامها، ومن ثم الاطلاع على الأبحاث السابقة التي استخدمتها في تسريع شفاء الكسور، ثم التطبيق العملي للدارة وإجراء التجارب عليها. أما بالنسبة لأهمية المشروع فهي تنبع من كون بعض الكسور العظمية تأخذ وقتاً طويلاً للشفاء وخصوصاً عند كبار السن الذين يعانون من أمراض هشاشة وترقق العظام، لذلك فاستخدام الجهاز يساعد شريحة كبيرة من مرضى الكسور لاختصار وتقليل فترة العلاج، وبالنسبة للطالبتين اللتين نفذتا المشروع فقد شكّلتا معاً فريقاً متكاملاً ومتعاوناً لإنجاز الخطوات النظرية والعملية اللازمة، واستطاعتا إنجاز العمل في الوقت المحدد».

يذكر أن الطالبة "روان حيدر" من مواليد "دمشق" عام 1995، والطالبة "رزان عثمان" من مواليد "ريف دمشق" عام 1996.

شرح الطالبة روان آلية الجهاز لأحد زوار معرض الهمك