اهتمامُهم بالرياضة السوريّة، ووجودهم في ملاعبها وبين نجومها، دفعهم لإحداث منبرٍ إعلاميٍّ ينقل واقعها إلى الجمهور المتابع، ويسلطُ الضوءَ على مشكلاتها وإنجازاتها، من خلال برنامج "الكابتن" الذي يقدمه ثلاثة من أهل الرياضة السورية وهم: "محمد الخطيب"، "طريف قوطرش" و"أنور عبد الحي".

مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت وبتاريخ 22 تشرين الثاني 2019 مع "محمد الخطيب" (رئيس تحرير الجريدة "الرياضية" ومجلة "سوريانا" سابقاً) ليحدثنا عن فكرة البرنامج بالقول: «فكرتُ في إحداث برنامج تلفزيوني رياضي ينقل واقع الرياضة السورية بكل شفافية كما هو لجمهورها دون التصفيق للمقصرين في وقت كان فيه الكابتن "طريف قوطرش" يقدم برنامجه الإذاعي "الكابتن" على إذاعة "أرابيسك"، والذي شكّل طرحاً مغايراً للرياضة السورية عبر وسائل الإعلام المسموعة، ما دفعني لأعرض عليه فكرة تقديم برنامج مشترك، وبالفعل اجتمعنا ووضعنا أسس البرنامج، لينضم إلينا الكابتن "أنور عبد الحي" الذي يمتلك خبرةً واسعةً في عالم الرياضة إضافةً إلى خبرته في الإعلام المرئي محلياً وإقليمياً، ونشأ هذا الثلاثي الذي يقدم برنامج "الكابتن على شاشة البلد"، والذي حمل نفس اسم برنامج "قوطرش" الإذاعي الذي نقل ملكيته ليصبح جزءاً من مجموعة "الكابتن"».

إعلامنا بحاجة للشفافية الحقيقية والواقعية، والجمهور هو روح الرياضة السورية التي تستحق الأفضل دائماً

وحول أهداف البرنامج قال: «برنامج "الكابتن" هدفه من خلال المواضيع التي يناقشها؛ بناء رياضة حقيقية في "سورية"، فهناك الكثير من الأخطاء التي تنعكس سلباً على واقعها، وتقيّد وصولها نحو الأفضل، فكل الملفات التي تمّ فتحها في البرنامج وعرضها على المشاهدين كانت إيصالاً لأصوات الرياضيين السوريين ومحبيهم، والبعض من المشكلات التي عرضها "الكابتن" تمّ حلها، وتمّت الإضاءة على السلبيات التي تعوق تقدمنا في مجال الرياضة، والكشف عن نقاط الضعف فيه».

الإعلامي "محمد الخطيب"

وحول الصعوبات التي يواجهها فريق "الكابتن" أوضح "الخطيب": «لعلّ أبرز المشكلات التي تواجهنا هي عزوف أصحاب الحق من الرياضيين السوريين عن عرض مشاكلهم عبر منبر إعلامي والكشف عن الصعوبات التي تعترضهم، خوفاً من ردات فعل بعض المسؤولين الرياضيين تجاههم، فنحن مساحة للجميع، وهذه هي رسالة البرنامج منذ حلقاته الأولى».

وعن الخطوة اللافتة في تقدير فريق عمل "الكابتن" شهرياً لأفراده الأكثر نشاطاً قال: «التقدير بالنسبة للعاملين في أيّ مجال أمر مهم، وهذا ما يخلق التنافس والغيرة المطلوبة بين أفراد فريق العمل، لإنجاز عمل متميز، نصل من خلاله إلى كل مشاهد، ويجعلنا أقرب إلى الرياضة السورية وجماهيرها».

الكابتن "طريف قوطرش"

وختم الخطيب بالقول: «إعلامنا بحاجة للشفافية الحقيقية والواقعية، والجمهور هو روح الرياضة السورية التي تستحق الأفضل دائماً».

الكابتن "أنور عبد الحي" (لاعب منتخب "سورية" و"الوحدة" لكرة السلة، ونائب رئيس اتحاد كرة السلة سابقاً) بدوره قال: «التجارب الإعلامية التي تخدم المجال الرياضي مهمة، فعندما اعتزلت الرياضة كان من الصعب عليّ قطع علاقتي المتينة بها، لذا قررت أن أتجه نحو الإعلام، وبدأت كمحلل لمباريات كرة السلة كنجم على مستوى الوطن العربي، وهذه التجربة تعني لي الكثير لأنّي استطعت من خلالها تقديم رأيي الرياضي الذي كوّنته خبرة طويلة استمرت 20 عاماً مع منتخب "سورية"، وانتقلت إلى الإذاعة من خلال برنامج رياضي ترفيهي، وبعدها إلى برنامج مختص بكرة السلة على قناة "سما"، وبعدها قررنا أن نجهز لمشروع مشترك أنا والكابتن "طريف قوطرش"، والأستاذ "محمد الخطيب" في محاولة منا للإضاءة على الخطأ، ليعالجه المعنيون فيما بعد، فمثلاً في إحدى مباريات كرة السلة أن تكون الساعة التي تعد من أهم أركان الملعب معطلة فهذا خطأ ويجب التنويه والإشارة إليه، كما أن النقد البناء هو أساس العمل الناجح، فنحن لا ننتقد بغرض الإساءة، بل خوفاً منا على رياضة بلدنا التي تعدُّ واجهة من واجهاته نحو العالم، وفي النهاية العمل الإعلامي الرياضي بالنسبة لي هو وسيلة لأبقى على تواصل مع جماهيرها الذين أحبهم وأكن لهم كل الاحترام حتى بعد الاعتزال».

الكابتن "أنور عبدالحي"

الكابتن "طريف قوطرش" (لاعب منتخب "سورية" لكرة السلة وعضو مجلس إدارة نادي "الوحدة" سابقاً) قال أيضاً: «برنامج "الكابتن" حقّق قفزةً نوعيةً في الإعلام الرياضي السوري لأنّه حرر سقف النقاش في مواضيعه، والهدف الأساسي منه هو تسليط الضوء على واقع الرياضة السورية بكل شفافية وجرأة، وتناوله للإيجابيات والسلبيات، وتوضيح العراقيل للمعنيين بغية إيجاد حلول لها، فنحن نهدف لتطوير الرياضة السورية إذا لم يكن بالمنهج الإداري الذي يطبّق على مفاصلها، فبواسطة الضغط الإعلامي الذي يدعو القائمين عليها للتحرك بشكل جديّ، وهذا ما لاحظته خلال عامين من برنامج "الكابتن" الإذاعي من قبل، والتلفزيوني حالياً، الذي وصل إلى شريحة أكبر من الجمهور لأنّه مرئي».

الصحفي الرياضي "هاني رعد" من متابعي البرنامج قال عنه: «قليلة هي الحلقات التي فاتتني منذ انطلاق برنامج "الكابتن"، كوني أعمل في مجال الرياضة، ويتوجب علي متابعة كل جديد خاصة محلياً، لأننا افتقدنا منذ سنوات طويلة برنامجاً يتكلم بهذا السقف العالي من الجرأة، ومن وجهة نظري، نجح البرنامج في التنفيس عن كثير من عشاق الرياضة السورية، وصحيح أنّه ليس كل ما يتم الحديث عنه من مشكلات قد تمّ حلّها، لكن كمرحلة أولى في إعلامنا أن نتحدث بشكل مفصّل عن مشكلة بتلك الشفافية فهو إنجاز».

وتابع: «البرنامج أوصل صوت الرياضيين للمعنيين في موضوع الملاكمين السوريين، وسلّط الضوء على مشاكل الملاعب والصالات في كل المحافظات السورية، إضافة الى أنه كسر حاجز الخوف أمام كثير من الصحفيين الشباب لقول كلمة الحق وهي النقطة الأهم، فبرنامج "الكابتن" من وجهة نظري نقلةٌ نوعيةٌ كنا بحاجتها في الإعلام السوري بشكل عام والرياضي على وجه الخصوص».

يذكر أنّ برنامج "الكابتن" حاز على جائزة أفضل برنامج رياضي في "سورية" ضمن مهرجان الإعلام الثاني لعام 2019.