ولدته "سورية" فحباهُ اللهُ بحنجرةٍ ذهبيّة وحسٍّ موسيقيّ عالٍ جعلا منه موسيقاراً لم تقتصر شهرته على العالم العربي، بل عبر اسمه أصقاع العالم، وأصبحت موسيقا "فريد الأطرش" مضرب مثلٍ في أصالة الفن العربي، وتخليداً لذكراه استعرض عدداً من الفنانين والناقد جوانباً من حياة الراحل في ندوة حملت عنوان "من بلدة القريا إلى مدن الفن الكبرى".

مدوّنةُ وطن حضرت بتاريخ 8 كانون الثاني 2020 الندوة والمعرض التي أقيمت في مركز ثقافي "كفر سوسة"، والتقت الفنان التشكيلي والمؤرخ الموسيقي "أديب مخزوم" الذي حدثنا بالقول: «أرشيف "فريد الأطرش" الذي تمّ عرضه، قمت بتجميعه منذ سنوات طفولتي، من ما كان يقع بين يدي من مجلات فنية وصور للراحل، ومن سنوات طويلة تواصلت مع المصورين الذي كانوا يلتقطون صوراً لـ"الأطرش" من حفلاته ونشاطاته، لأحصل على النسخ الأصلية والمأخوذة بدقة عالية، والمعرض يوثّق حياةَ "فريد الأطرش" من طفولته حتى جنازته التي بدأت في "بيروت" وانتهت في "القاهرة"، والندوة المرافقة للمعرض والتي حملت عنوان "من القريا إلى مدن الفن الكبرى" تناولنا الحديث فيها عن شهرة الفنان الراحل العالمية، فهو موسيقار الشرق والغرب، والفنان العربي الوحيد الذي دخل موسوعة "الخلود الفرنسي"، كما أنّه الوحيد الذي كرمته منظمة "اليونيسكو" كشخصية عام 2015».

أرشيف الصور، ومحتوى الندوة كان قيماً، وعرضت جوانباً كنت أجهلها عن الفنان الراحل "فريد الأطرش" خاصة فيما يتعلق بنشاطاته الإنسانية، كما اطلعت من خلالها على تقدير الفنان الراحل عالمياً، وكيف احتفت به دول الغرب، وتغنت بفنه

الدكتور "علي القيم" الذي شارك في الندوة قال بدوره: «"فريد الأطرش" قدم أكثر من 500 لحن وأغنية في الموسيقا العربية، فهو موسيقار بكل معنى الكلمة، متجددٌ وواعٍ لرسالة الفنان الحقيقية، وهذا ما يفسر خلود أغانيه وألحانه حتى الآن، والتي تمتاز بالتنوع، والشمولية الفنية، ونفتخر ونعتز بأنّه فنان سوري راسخ في ذاكرتنا جميعاً».

الفنّان التشكيلي والمؤرخ الموسيقي "أديب مخزوم"

من ناحيتها "همسة فوزي عليوي" التي شاركت أيضاً في الندوة قالت: «استعرضت الندوة الجوانب المشرقة والعريقة في مسيرة الفنان "فريد الأطرش" الغنية، فهو أول فنان عربي جابت شهرته أصقاع العالم أجمع، وتنوعت الأنماط التي غناها، مثل أغنية "يا زهرة في خيالي" التي تعتبر من أشهر 17 "تانغو" في العالم، كما تناولنا الحديث عن الجانب الإنساني من هذه الشخصية النبيلة، والأوسمة والميداليات التي تقلدها في حياتها، تقديراً لشهرته وأعماله الفنية، ومن الركائز الأساسية التي تجعل الفنان خالداً وحياً رغم رحيله، هي مراعاة الأسس المتينة والصحيحة للغناء العربي الأصيل، بالحفاظ على الهوية العربية الفنية، المستمدة من الطرب والعراقة».

"رامي اسماعيل" من الحضور قال: «أرشيف الصور، ومحتوى الندوة كان قيماً، وعرضت جوانباً كنت أجهلها عن الفنان الراحل "فريد الأطرش" خاصة فيما يتعلق بنشاطاته الإنسانية، كما اطلعت من خلالها على تقدير الفنان الراحل عالمياً، وكيف احتفت به دول الغرب، وتغنت بفنه».

من افتتاح المعرض المرافق للندوة

رافق الندوة معرضٌ لمئات الصور والوثائق النادرة للفنان "فريد الأطرش"، مع مختارات من أشهر أغانيه قدمها الفنان "هيثم الحامض" صوتاً وعزفاً على العود.

"همسة فوزي عليوي"