يبدو أنّنا لم نتنبه بشكلٍ جديّ إلى أهمية تراثنا وضرورة الحفاظ عليه إلا متأخراً، إلا أنّ هذه الخطوة كان لا بدّ من تعزيزها على أكثر من صعيد، فكان أحدها فتح الباب أمام طلاب الدراسات العليا لإعداد بحوثٍ أكاديمية متخصصة في هذا المجال من خلال ماجستير التأهيل والتخصص في التراث الشعبي ضمن قسم علم الاجتماع.

نظام الماجستير الذي تمّ افتتاحه عام 2014 في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة "دمشق"، لم يقتصر على طلاب قسم علم الاجتماع بل جاء متاحاً للعديد من الاختصاصات الدراسية وفق القواعد التي وضعها مجلس التعليم العالي بعد إجراء اختبار معياري للمتقدمين، وهي: (كلية الآداب والعلوم الإنسانية بفروعها، كلية التربية، كلية الفنون الجميلة، كلية الهندسة المعمارية، المعهد العالي للفنون المسرحية، المعهد العالي للموسيقا، كلية السياحة، وكلية الإعلام) فكل اختصاص من تلك الاختصاصات يحمل مساحةً معينةً تمكّنه من الإبحار أكاديمياً في مجال التراث الشعبي والوصول إلى أبحاث علمية جادة تدعم وتحفظ تراثنا.

تمّ حتى اليوم تخريج 4 دفعات من طلاب هذا التخصص، قدّم كلُّ طالبٍ منهم رسالة ماجستير بعنوان مختلف، جميع الرسائل تدور حول القضايا التراثية، تنوّعت بين التراث الغنائي والموسيقي، الأعمال اليدوية التراثية، الطقوس والممارسات الاجتماعية، الفنون الشعبية، الأكلات التراثية، وغيرها الكثير من المواضيع التي تصبُّ في المسار الثقافي التراثي السوري.

طلابُ هذا الاختصاص بانتظار افتتاح درجة الدكتوراه لإكمال دراساتهم العليا بتعمق أكبر في مجال التراث الشعبي، والغوص أكثر في عوالم حضارتنا وتراثنا، حيث يحملون في جعبتهم الكثير من العناوين التي تحتاج إلى بحث وتوثيق أكاديميّ ضمن أطروحات بمستوىً عالٍ.

خطوةُ الماجستر التي قامت بها وزارة التعليم العالي في هذا المجال، يجب أن تترافق بخطواتٍ أخرى تدعم الدراسة في هذا الاختصاص كافتتاح كلية /قسم/معهد للتراث الشعبي في الجامعات السورية، أو حتى دخول مقررات دراسية تُعنى بالتراث الشعبي في المدارس لفئات مختلفة.

  • الصورة لخريجي الدفعة الأخيرة من ماجستير التأهيل والتخصص في التراث الشعبي.