تفوّق خوفاً من العقوبة، فنما خياله باحثاً عن عالم خالٍ من العنف، وشارك ألعابه في تغيير نهايات القصص التي لم تعجبه، فمارس الأدب بعفوية منذ صغره، وأغنى ثقافته بالكتب القيمة، واقتدى بعظماء الأدباء ليكون الصحفي والأديب المتنوع بجميع الأجناس.

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 19 شباط 2020 التقت الأديب "سامر منصور" ليحدثنا عن طفولته وميوله الأدبية قائلاً: «نشأت في أسرة من الطبقة المتوسطة لأبوين عاملين، وقد ترتب على هذا أن أُترك وحيداً في المنزل لوقت طويل، فأنا أكبر أخوتي، وكان والداي قد اشتريا لي جهاز فيديو وعلّماني كيف أستخدمه، وكيف أبدل شرائط التسجيل الخاصة بمسلسلات الرسوم المتحركة المشبعة بالإنسانية، ومن هنا تعلمت اللغة العربية بلسان فصيح.

كرمت من قبل العديد من الجهات والمؤسسات الثقافية العربية كما في "مصر" من قبل مؤسسة "صدى مصر" للإعلام 2018، و2019، "العراق" صالون "مي زيادة" الأدبي 2016، وكذلك مؤسسة الرحمة التعليمية - مجلة "رؤية" الثقافية 2019، وفي "سورية" ملتقى "شعراء دمشق" 2016، وفرع "إدلب" لاتحاد الكتاب العرب 2019، وملتقى الشام الثقافي 2019، واختارتني الرابطة الثقافية المعرفية السورية كأحد أبرز الوجوه الثقافية الفاعلة في العام 2019، كما كرمني مجمع "شعراء الفصحى" في "الأردن" في العام 2020

لم تعجبني نهايات بعض المسلسلات، ولا كيفية حل عقدة القصة ما جعلني استخدم الألعاب التي كان يحضرها لي جدي من "لبنان" كي أعيد صياغة العديد من نهاياتها غير المقنعة لي، وبعفوية الأطفال كنت أمارس جزءاً من تأليف القصة، وهواية تصميم الشخصيات الخيالية والكرتونية بمعجون اللعب الملون والصلصال، وعجينة السراميك وصولاً لصناعة تماثيل بحجم إصبع يدي».

مسرحية من إنتاج الأديب سامر منصور

وتابع عن دراسته: «حصلت على الثانوية عام 2007 في مدرسة "عمر أبو ريشة "، وأنهيت دراستي الجامعية عام 2011 في الدراسات القانونية من جامعة "دمشق"، وأثناء دراستي اقتنيت الأعمال الكاملة لـ"مصطفى لطفي المنفلوطي"، "جبران خليل جبران"، "الإلياذة"، "الأوديسا"، "أوديب ملكاً"، ثم "قصة الفلسفة" لـ"ويل ديورا نت"، ومن خلالها توسعت وتطورت قراءاتي لتشمل الفلسفة، فاقتنيت مؤلفات "كانط"، "نتشه"، و"نيكول كازنتزاكيس"، لكن بقيت الميثولوجيا مهيمنة على مخيلتي كالأبطال الخارقين والوحوش الأسطورية من تنانين وعمالقة، وأهداني الدكتور "علي القيم" مجموعة من الكتب التي أصبحت نوافذ تمد قلوبها لتصافح قلبي، ولأفلام السينما دورٌ في تنمية قدرتي على الكتابة والتعبير، أما الصحافة فقد درستها بمجهود شخصي في منزلي، وكرمت بدكتوراه فخرية من مركز "رؤية" للدراسات والأبحاث في "فلسطين" في مجال الإعلام العام 2017».

وعن إنتاجه وأعماله الأدبية قال: «كان كتابي الأول في المسرح بعنوان "أجراس خرساء"، وهو مجموعة قصص في إطار فنتازيا تحكيها "شهرزاد" لـ"شهريار"، وتبناه على الفور اتحاد الكتاب العرب ونشره عام 2013، وقامت مجلة "المعرفة السورية" بنشر عدد من نصوصي الأدبية ومقالاتي البحثية، كما نشرت ما يقارب المئة مقال في كل من صحف "النور"، "البعث"، و"الفداء"، الملحق الثقافي لجريدة "الثورة"، "الأسبوع الأدبي"، والعديد من المطبوعات العربية.

الباحث والكاتب غسان كلاس

وفي عام 2011 قدمت إلى المؤسسة العامة للسينما نصاً أدبياً بعنوان "الوردة والإعصار"، وقد وافقت كافة اللجان عليه، ومن عام 2014 وحتى عام 2017 أكتب أدب الخيال العلمي، وأميل إلى متابعة الأدب الساخر المستنبط من الواقع العربي الكاريكاتيري الهزلي، حيث أضحى واقع حياة المواطن العربي غير قابل للتعاطي معه وأخذه على محمل الجد وسط طوفان المهرجين سياسياً وعلمياً وأدبياً.

وما بين عامي 2014 و2017 أعمل ومجموعة من الناشطين الثقافيين على تنظيم فعاليات ومهرجانات أدبية وفنية في العديد من أحياء مدينة "دمشق"، ومنها "شذا الياسمين"، وشاركت في لجنة النقد والتحكيم في كل من ملتقى شعراء "دمشق"، ملتقى "الشام الثقافي"، و"خيمة وطن" كتعبير عن رفضنا لثقافة الخوف والاختباء والانكفاء بسبب القذائف العمياء التي كانت تسعى لشل الحياة».

الناقد والأديب أحمد هلال

وعن التكريميات التي نالها يقول: «كرمت من قبل العديد من الجهات والمؤسسات الثقافية العربية كما في "مصر" من قبل مؤسسة "صدى مصر" للإعلام 2018، و2019، "العراق" صالون "مي زيادة" الأدبي 2016، وكذلك مؤسسة الرحمة التعليمية - مجلة "رؤية" الثقافية 2019، وفي "سورية" ملتقى "شعراء دمشق" 2016، وفرع "إدلب" لاتحاد الكتاب العرب 2019، وملتقى الشام الثقافي 2019، واختارتني الرابطة الثقافية المعرفية السورية كأحد أبرز الوجوه الثقافية الفاعلة في العام 2019، كما كرمني مجمع "شعراء الفصحى" في "الأردن" في العام 2020».

الباحث والكاتب "غسان كلاس" مدير ثقافة في "دمشق" سابقاً يحدثنا عن الأديب "سامر منصور" قائلاً: «كاتب متميز واعد، مهتم بالإبداع والكتابة والنشاط الثقافي، يمتلك الطموح المنهجي، يقبل على اللغة ويدقق في كل المجالات، أسلوبه رشيق، كتابته متنوعة وعديدة، انطلق منذ عشر سنوات، ولكن بصماته لافتة وواضحة في القصة والرواية والزاوية، وفي أي من الأجناس الأدبية والإبداعية.

منشوراته تنال الإعجاب والاهتمام في كثير من الدوريات المهمة مثل وزارة الثقافة، ومجلة "المعرفة"، و"الجامعة"، ومجلة "الخيال العلمي"، و"الأسبوع الأدبي"، و"الموقف الأدبي"، وله تنوع جميل في مجال القصيدة النثرية والقصة والرواية والخاطرة والكتابة المسرحية، وقد زود الصحف بكثير منها سواءً الورقية أو الإلكترونية.

يعتني باللفظة منذ النتاج الأول له عام 2013 "أجراس خرساء"، ويحظى بشعبية كبيرة، فهو أديب مجتهد مثابر في الأدب الساخر، ويشكل منارة جميلة وقدوة للموهوبين والمبدعين».

الناقد "أحمد علي هلال" مقرر جمعية النقد في اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين تحدث عن تجربة الأديب "سامر منصور" قائلاً: «تجربته متعددة على مستوى القصة القصيرة والمسرح والشعر، وهذا بسبب خصوبة معرفية تشي بحمولات معرفية سعى إلى استثمارها بشكل لافت؛ وأقصد هنا مرجعيته المؤسسة على الموهبة والثقافة والحساسية التي تعكس الإبداع، ونزوعه إلى الكتابة المختلفة وليست الجميلة فحسب، ما يعني هنا تأكيد هذه الموهبة في تجلياتها التي تتبدى في سعيه للنهوض بالنص الإبداعي المغاير والمتخطي على غير مستوى، فيما يجترح في القصة القصيرة في انفتاح نصوصه على حداثة واعية مثقفة بحمولات النص المعرفية وبالحساسية والفطنة للارتقاء بالمشهد الإبداعي، أيضاً المقال الإبداعي والعلمي والاجتماعي بما يشكل نسبة إلى جيله علامة فارقة تجعل تجربته في عين النقد، وهو متعدد الأغراض بما يعني لدى متلقيه حساسية تأويل منجزه ليس بالمعنى الجيلي بل بمعنى الحوافز التي ترهص بها تجربته، أي توظيف الأدب الساخر بكل معطياته، ومن ثم الزخم التأملي الفلسفي الذي تشي به نصوصه القصصية والمسرحية، كما مقاله الذي يزخر بهواجسه المؤسسة إبداعاً ومعرفياً».

يذكر أنّ الأديب "سامر منصور" من مواليد "دمشق" 1986.