استحوذت الكاتبةُ "عبير نادر" عبر نتاجاتها الأدبية المتنوّعة على اهتمام الكثير من المثقفين، كما تجلى حضورها في كثير من المواضيع الاجتماعية والتربوية الهادفة، التي تصبُّ في مصلحة الإنسان والمجتمع ككل.

مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت مع الأديبة "عبير نادر" بتاريخ 4 آذار 2020 للحديث عن بداية دخولها غمار الشعر، فقالت: «انتقلت أسرتي للعيش في قرية "الغارية" الواقعة في أقصى جنوب "السويداء"، فنشأت في أحضان الريف أنهل من معين الطبيعة التي تركت أثرها في نفسي، بدأت كتابة الشعر في العاشرة من عمري مع مطالعتي الدائمة للروايات والقصص التي دفعتني للمشاركة في مسابقات الطلائع والشبيبة، وكان للمدرسين من المرحلة الابتدائية حتى الثانوية الفضل الأكبر لما وصلت إليه، وكان لعائلتي دور كبير في تشجيعي على قضاء الوقت بالمطالعة، فشكلت المرحلة الأكاديمية منعطفاً هاماً في مسيرتي الأدبية بعد التحاقي بقسم اللغة العربية في جامعة "دمشق"، حيث صقلت شغفي لحفظ الشعر وزادتني حباً لكتابته باستمرار.

هي مثال يحتذى به في الإنسانية بما يحتويه قلبها وروحها في التفكير بالعمل الإنساني، ويوجد لها وقت طويل في هذا المجال، وآخره مشروع "البراد الخيري" الذي يحتوي مواد غذائية مجانية للفقراء يجمعها متبرعون كرام، كما تهتم بمساعدة المعوقين وتأمين كل احتياجاتهم، ويوجد أمثلة حية على ذلك، كتاباتها تتكلم عنها، وتعكس ما في عقلها من أسلوب جميل، ورواياتها متميزة تحاكي الواقع بصورة إبداعية

عملت مدرسة للغة العربية مدة 22 عاماً، لكني قررت الانتقال إلى العمل الثقافي حيث وجدت نفسي فيه، وقرابة الأربعين من العمر بدأت النشر بما كنت أكتب، وأنا على يقين أن الطموحات لا تعرف عمراً أبداً، وكان كتابي "رحيق العشق" ديوان شعر، بعض قصائده تجاوز عمرها العشرين عاماً، لهذا فالكتابة لها دور أساسي برسالتي في هذه الحياة، وأؤمن بأن الانسان يموت لكن الكلمة الحيّة لا تموت».

تكريم لها من جمهوية مصر العربية

وعن طموحاتها ونشاطاتها الأدبية التي هي هدفها الأسمى تابعت حديثها قائلة: «طموحي الأدبي يعيش معي، وفي كل لحظة أحياناً أكتب القصائد، ولا أعتقد أن الكتابة تحتاج إلى تفرغ، لأن التعامل مع المجتمع والناس يعطينا أفكاراً جديدةً قد تكون مادة هامة لقصيدة أو رواية أو قصة قصيرة، وأفرح عندما أدخل الفرح لقلوب الناس، أو عندما ينجح مهرجان أدبي أعمل عليه، كما أنني مهتمة جداً بالمبادرات الأهلية.

شاركت في العديد من الملتقيات الأدبية والأمسيات الشعرية والقصصية في مختلف المحافظات السورية، وكان لمشاركتي في ثقافي سجن "عدرا" للنساء، والسجن المركزي للرجال وقعٌ خاصٌ بإلقاء أصبوحات شعرية متنوعة، ولدي الكثير من التكريمات حصلت عليها عام 2019 منها من جمعية "إحياء التراث الشعبي"، "الاتحاد العربي للثقافة والنشر"، الحزب الوحدوي الاشتراكي، دار "سين" للطباعة والنشر، وثلاث جوائز من "مصر" عام 2018 منها شهادة المرأة المثالية».

شهادة من حزب حركة الاشتراكيين العرب

وتضيف: «لم تكن الكتابة يوماً قراراً، وإنما هي نزيف الروح على الورق، وبالنسبة لكتابي الأول "رحلة الروح" بدأت كتابته منذ عام 2004، واستغرقت فيه حتى عام 2014، وكانت ولادته بمنزلة ولادة ولد جديد وكان ذلك عام 2015، أما مجموعتي القصصية "نساء في مهب الريح" صدرت عام 2016 فاستقيتها من أوجاع وأسرار طالباتي في الثانوية، وجمعت قصصهن في مجموعة لتكون دروساَ للأجيال القادمة، وفي كتاب "في محراب الحب" الذي صدر عام 2017 جمعت قصص الأدباء العرب وغير العرب الذين أخلصوا للحب، وعرضته بأسلوب مبسط وسلس، بالإضافة إلى كتاب "رحيق العشق" الذي صدر عام 2019، أما كتاب "الكون يسمع" فهو خطة حياة ناجحة عملت عليه طويلاً وهو ما زال قيد النشر، وأعتقد أنّ التميّز الحقيقي لأي إنسان ينبع من المحبة والإخلاص في العمل، وعلينا أن نؤدي الرسالة بأمانة وجوهرها المحبة والعطاء لأنه ليس هناك أجمل وأعظم من العطاء، فهو الفرح الذي لا يوازيه فرح».

الكاتبة "إيمان الدرع" تحدثت عن "عبير" في شخصيتها الأدبية وإبداعها الثقافي بالقول: «شاءت الصدف أن أتعرف على "عبير نادر" ضمن لقاء جمعنا بنخبة من السيدات السوريات القياديات بمحافظة "طرطوس"، لفتتني شخصيتها المتميزة وطلاقة حديثها وثقافتها العالية، وقد حدثتنا عن كتابها "رحلة الروح من الجسد إلى الجسد"، واسترعى انتباهي قوة بيانها ودقة معلوماتها، واللغة العربية السليمة التي كانت تنطق بها، إنها أديبة واثقة متزنة واسعة الاطلاع، عرفتها إنسانة تربوية ناجحة من خلال تعلق طالباتها بها، ولغة التفاهم والمحبة كانت تتبادلها معهن، وتابعت نشاطاتها الإنسانية التي كانت تصبها على محيطها الاجتماعي ولا سيّما موضوع المرأة وذوي الاحتياجات الخاصة، كما تابعتها عبر التلفاز، المجلات، الجرائد المحلية والعربية والعالمية فكانت موضع اهتمام وتقدير، وتمتلك فن التواصل بشخصيتها الطليقة وتواضعها، إضافة إلى هيبتها ووقارها الذي يفرض احترامها على من حضر بمودة لا تخفى».

من منشوراتها

"وفاء أبو حمرا" الموظفة في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، والمواظبة على قراءة نتاجات "عبير نادر" الأدبية قالت بدورها: «هي مثال يحتذى به في الإنسانية بما يحتويه قلبها وروحها في التفكير بالعمل الإنساني، ويوجد لها وقت طويل في هذا المجال، وآخره مشروع "البراد الخيري" الذي يحتوي مواد غذائية مجانية للفقراء يجمعها متبرعون كرام، كما تهتم بمساعدة المعوقين وتأمين كل احتياجاتهم، ويوجد أمثلة حية على ذلك، كتاباتها تتكلم عنها، وتعكس ما في عقلها من أسلوب جميل، ورواياتها متميزة تحاكي الواقع بصورة إبداعية».

يجدر بالذكر أنّ الكاتبة "عبير نادر" تولّد مدينة "السويداء" عام 1973 تقطن في "دمشق" خريجة قسم اللغة العربية عام 1996 ورئيس المركز الثقافي "جرمانا".