أثبتت خلال سنوات أنّها الرقم الصعب كلاعبة ومدربة لكرة اليد، وكقيادية في مجال الإدارة والتنظيم، وكسبت محبة وثقة كل من عرفها.

في لقاء لمدوّنةِ وطن "eSyria" مع المدربة "إيمان بشلح" بتاريخ 29 نيسان 2020 تحدثت عن بداياتها وعن حبّها للرياضة قائلة: «ولدت في مدينة "النبك" ونلت الثانوية العامة فيها، ثم بدأت دراسة الحقوق وتخرجت منها عام 2009 لكن لم أعمل بها بسبب انشغالي بالرياضة، فالرياضة بالنسبة لي عشق لا ينتهي، مارستها لحوالي ثلاثين عاماً تقريباً كلاعبة ومن ثمّ كإدارية.

يعجز اللسان عن وصفها منذ كانت لاعبة إلى أن أصبحت إدارية ومدربة، فلديها طاقة بشرية نادرة الوجود، سخرت حياتها للمجتمع الرياضي والأهلي ولا تتلكأ في أي مهمة توكل إليها وقد وصلنا لمراكز مهمة في كرة اليد بجهدها ونشاطها

أوّلُ بطولة لي كانت خلال المرحلة الابتدائية في "حماة" ونلت المركز الأول على مستوى القطر في رمي الصولجان، وبعد ثلاثة أعوام حصلت على بطولة "ريف دمشق" في رمي الصولجان والكرة الحديدية ورمي القرص، وكان سبب نجاحي بالجانب الرياضي توءم روحي أخي "أيمن بشلح" فله دور كبير في تشجيعي على كلّ الأصعدة.

خلال مشاركتها في بطولة كرة اليد في "إيران"

وفي عامي الأول بالجامعة شاركت في بطولة "اللاذقية" وكنت الأولى على القطر في رمي القرص، وتم اختياري من قبل مدرب روسي لتمثيل "سورية" في "بطولة العرب"، لكن الامتحانات كانت بالتوقيت ذاته ولم أستطع المشاركة بتلك الفترة».

وبالنسبة لكرة اليد تابعت: «بدأت لعب كرة اليد في مدرسة "الخطيب" في مدينة "النبك"، وشاركنا في البطولات المدرسية ثم انتقلنا لبطولة الأندية، كنا في الدرجة الأولى ونحقق نتائج مهمة وحصلنا في إحدى السنوات على المركز الثاني على مستوى القطر، ونافسنا أندية عريقة ذات مستوى عالٍ منها "الاتحاد"، "محردة"، "الشرطة"».

"رضوان أبو سن" أمين شعبة حزب البعث العربي في "النبك"

وعن عملها الإداري قالت: «جرت انتخابات أكثر من مرة في نادي "النبك" حزت فيها على أعلى الأصوات وأصبحت إدارية مسؤولة عن فريق السيدات والناشئات لكرة اليد، ويضم النادي رياضات مختلفة، كان متميزاً في إدارته وتمت صيانته وإعادة إعماره وتجهيزه من قبل لجنة العمل الشعبي في "النبك" و"دير عطية"».

وعن الدعم والبطولات أضافت: «كان أهل مدينة "النبك" الداعم الأكبر للفريق بالتشجيع وتقديم التبرعات ودعم فريق السيدات مادياً ومعنوياً، فقد كان الهدف من عملي رفع مستوى العمل الرياضي.

بالنسبة للبطولات الداخلية شاركنا في الدوري العام للدرجة الأولى، أما البطولات الخارجية شاركت كإدارية لمنتخب "سورية" في البطولة التي أقيمت في "الجزائر" عام 2008 والتي ضمت أكثر من 25 دولة، وهي من أجمل البطولات التي شاركت بها في حياتي، وقد استقبلتنا الجالية السورية بحفاوة، وحصلنا على المركز الأول في البطولة ورفعنا العلم السوري أمام 30 ألف مشجعٍ في المدرجات وهو إحساس لا أنساه مدى حياتي، وأيضا شاركنا في "إيران" عام 2002 وحصلنا على المركز الثاني، وشاركنا في "قطر"، وتم ترشيحي من قبل لجنة لكرة اليد في "سورية" لاتباع دورة في "هنغاريا" من أجل الحصول على خبرة بالتدريب».

وبالنسبة لعملها في منظمة "شبيبة الثورة" تحدثت قائلة: «كنت رئيسة لجنة الإعداد العقائدي والتثقيف السياسي لمدة 15 عاماً، أشرفت على مدارس منطقة "القلمون"، كنا نقوم بمناظرات ومباريات ثقافية ومعسكرات، منها على مستوى الفرع، ومنها مركزي على مستوى القطر، كان مقر المعسكر مشفى "القلمون" حيث ضم من جميع المحافظات "السورية" وضم فعاليات ثقافية وفنية وتم تجهيز مدرسة التمريض في "النبك" وكانت النظافة هي شعار هذه الفعالية.

كذلك معسكر دولي يدعى "المعسكر البيئي الدولي العربي" وضم عدة دول منها: "السعودية، الكويت، الإمارات، الأردن، إيطاليا، اليابان" وقمنا بزيارة جميع المحافظات، كنت رئيسة لجنة الاستقبال والفعاليات، لقد كان المعسكر متميزاً ونال إعجاب المشاركين وكان نتاجه معارض بيئية من لوحات وصناعات يدوية.

وحالياً أنا أدرب في نادي "رامز بحبوح" الرياضي للياقة البدنية منذ 14 عاماً وهو نادٍ مميز على مستوى المدينة».

"رضوان أبو سن" أمين شعبة حزب البعث فرع "النبك" قال عن المدربة "إيمان بشلح": «هي من الشخصيات المحببة جداً إلى قلوب الجميع، عاصرتها في عملي باتحاد "شبيبة الثورة"، كانت الأم الحنونة للجميع وخاصة في المعسكرات الداخلية، تعمل دون تعب وتعطي بلا حدود وتدافع عما تحب دفاع اللبوة الأم، وتعمل من أجل الجميع ولها أسلوب مميز في طرح قضايا المجتمع وحبها للرياضة والرياضيين، وخاصة عندما كنا نشاركها في جمع التبرعات لصالح أنشطة نادي "النبك" الرياضي، "إيمان" أيقونة عطاء وحب نادرين».

وأضاف "قاسم سبير" مدير نادي "النبك" الرياضي سابقاً قائلاً: «يعجز اللسان عن وصفها منذ كانت لاعبة إلى أن أصبحت إدارية ومدربة، فلديها طاقة بشرية نادرة الوجود، سخرت حياتها للمجتمع الرياضي والأهلي ولا تتلكأ في أي مهمة توكل إليها وقد وصلنا لمراكز مهمة في كرة اليد بجهدها ونشاطها».

وأيضا في لقاء مع "أسامة الشاقي" إداري في نادي "النبك" الرياضي قال عن المدربة "إيمان": «إنها علم من أعلام الرياضة ليس فقط في "النبك" بل على مستوى "سورية"، لي شرف العمل معها لأنها إنسانة خلوقة ومحترمة تعمل دون كلل، ولها فضل في وصول كرة اليد النسائية في "النبك" لمصافي الدرجة الممتازة، غيورة على الرياضة بشكل جنوني، وكان الأهالي لا يرسلون بناتهن للمباريات إلا بوجودها، وإذا نريد إنصافها فيجب أن نضع لها تمثالاً في النادي».

يذكر أن "إيمان بشلح" من مواليد "النبك" عام 1969.