اتجهت الأديبة "إيمان الدرع" إلى الاهتمام بكتابة القصة القصيرة ذات كيان فني وفكري معاصر وواقعي، ما خلق لها لاحقاً مساحةً ثقافيةً قصصيةً خاصةً بها، نتج عنها المزيد من الموضوعات والقيم الأدبية الجديدة.

مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت مع الأديبة "إيمان الدرع" بتاريخ 29 أيار 2020 للحديث عن بدايات انطلاقها في الكتابة الأدبية وبالأخص فن القصة القصيرة، حيث قالت: «أنا من ضمن أسرة محبة للعلم، فوالدي كان مدرساً للغة العربية، وشاعر له مؤلفات عديدة، ووالدتي "لمياء الحلبي" أيضاً كانت شاعرة ولها أربعة دواوين.

حصلت على المركز الثاني في مسابقة خاصة بالرواية على مستوى "سورية" أقامتها مؤسسة "سوريانا" الإعلامية عن رواية "لا تذهب بدوني" عام 2018، وقد أحرزت عدة شهادات وجوائز منها "سيدة الوطن العربي" 2020، وشهادة المرأة العربية من "مصر" عام 2019، وشهادة من الاتحاد العربي للثقافة عام 2020

تأثرت جداً بالمحيط الثقافي الذي نشأت تحت ظله، وحصلت على الشهادة الثانوية عام 1974، وعلاماتي المتميزة في مادة اللغة العربية أهلتني لدخول قسم اللغة العربية في جامعة "حلب"، وشجعني أكثر للدراسة عمل زوجي ضمن الجامعة، وبالفعل حصلت على الإجازة بعد أربعة أعوام، وقمت بعدها بالتدريس في أكبر ثانويات "حلب" عام 1980.

دعوتها لحضور مهرجان خاص بدعم المرأة في مصر

في المرحلة الابتدائية كانت عندي اهتمامات واضحة بكتابة القصص والإنشاء، وكنت أنال العلامات شبه التامة في هذا المجال، وأول رواية قرأتها كانت "كوخ العم توم"، ومنها قررت اختراع شخصية خيالية اسمها "أحمد الكونغ" أضفت عليها بعضاً من الأحداث المركبة التي تحكي عن المعاناة في المجتمع، وكررت المحاولة في أكثر من قصة حتى أتممت مجموعتي القصصية لأول مرة وأنا في الأول الإعدادي، وأسميتها "حكايا وعبر"؛ وهي نسخ مصورة قليلة صنعها والدي كتشجيع لي.

منذ ذلك الوقت عشت حب الأدب، ولا سيما القصة القصيرة؛ لأن عوالمها رافقتني طيلة مشوار العمر، فتختفي على استحياء عند مهام عملي التي تتطلب الوجود الكامل والتفرغ، لكن تعود معي بقوة أكبر من السابق».

مجموعتها القصصية الثالثة 2012

وعن تجربتها العميقة في مجال القصة القصيرة وأهم الأعمال التي قدمتها خلال مسيرتها الأدبية أضافت: «بعد الحرب أصبحت أكتب عن مجريات الأحداث الأليمة ومنعكساتها على الواقع السوري، منها صور الصبر ومقاومة اليأس وتفاصيل أخرى كثيرة، فالأحداث هي التي كانت تكتبني وأصبحت ملاصقة لهواجسي وتصوراتي اليومية لمجموعاتي القصصية التي رأت النور، ومنها "إني آسفة" 2007، "آه لو تشق الشمس" 2009، "لا بدّ أن أعيش" 2012، "القمر في لامبيدوزا" 2016، "عيون المها" 2017، "عبور إلى ذاكرة الوطن" 2019، وطرقت باب الروايات، فكتبت ثلاثية "قمر على ضفاف النيل".

أقمت العديد من الندوات التربوية الهادفة، ودعيت من قبل المراكز الثقافية في كل من "مصر"، و"الجزائر" للمشاركة في افتتاح معرض الكتاب عامي 2018، 2019، ونشرت في الكثير من المواقع الأدبية وفي عدد من الصحف المحلية منها "المجلة الثقافية"، وفي الصحف العربية منها "الأهرام"، "مولاتي"، "السودان نيوز" وغيرها، نالت قصصي المراتب الأولى في مسابقات عدة مثل مسابقة "الأدباء والمبدعين العرب"، و"ملتقى النيل والفرات"، وأيضاً شاركت في معارض أدبية عربية عدة».

خلال إحدى الفعاليات الأدبية

أما عن الجوائز والتكريمات الحاصلة عليها، فقالت: «حصلت على المركز الثاني في مسابقة خاصة بالرواية على مستوى "سورية" أقامتها مؤسسة "سوريانا" الإعلامية عن رواية "لا تذهب بدوني" عام 2018، وقد أحرزت عدة شهادات وجوائز منها "سيدة الوطن العربي" 2020، وشهادة المرأة العربية من "مصر" عام 2019، وشهادة من الاتحاد العربي للثقافة عام 2020».

"عبير نادر" رئيس المركز الثقافي في "جرمانا"، تحدثت عن أسلوب "الدرع" في الكتابة وثقافتها الواسعة بالقول: «هي معلمة ومربية فاضلة، اتحفت المكتبة العربية بست مجموعات قصصية وثلاث روايات، وحققت حضوراً أدبياً وثقافياً مهماً لما تحمله من إبداع وسلاسة في تناول الأحداث وعرضها للقارئ، تكتب بعفوية وشفافية، وتصوغ الحادثة بإتقان أمهر من صائغ يحول سبيكة الذهب لأطواق وأساور تتزين بها النساء، هي مدعاة فخر كأديبة سورية حققت وجودها الرائع على الساحة العربية».

مدرس الفلسفة في جامعة "القاهرة"، والناقد "حمدي حمودة" تناول عدة أعمال للأديبة "إيمان"، وقال عن ذلك: «كتبت عدداً من الدراسات عن أعمالها في الرواية ومجموعاتها الست للقصة القصيرة؛ لأوثق لها مكانتها الإبداعية كأديبة رفيعة المستوى، حيث خرجت عن نطاق الإقليم وشارفت على العالمية، وذلك مثبت في دراسات وفي كثير من الأعمال الأدبية منها "عيون المها"، بالإضافة إلى أنه لديها روايات لم تنشر بعد، مع العلم أنها أنجزت في الآونة الأخيرة رواية جديدة بعنوان "الفرنكة"».

يذكر أنّ الأديبة والكاتبة "إيمان الدرع" من مواليد "دمشق" عام 1955 مقيمة في "ريف دمشق - قدسيا".