بعد خبرة عملية ومحاولات عدة، تمكنت "مارلين رزق" من تنفيذ مشروعها في صناعة منتج الشوكولا، وذلك بتوفير جميع الظروف المثالية لإنتاجها، مع تعزيز خبرتها في تقديم كل الأصناف والنكهات المتنوعة بحيث أصبحت تضاهي فيها المنتجات العالمية شكلاً ومضموناً.

مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت مع "مارلين رزق" بتاريخ 18 أيلول 2020 لتتحدث عن بدايات تحويل حلم صناعة الشوكولا لديها إلى حقيقة نتيجة تجاوز مراحل طويلة وامتلاك مهارات مختلفة، بالقول: «لم يكن الأمر سهلاً في البداية بالنسبة لي، وأن تصل متأخراً خيراً من ألا تصل، بداياتي الفعلية كانت منذ سنتين تقريباً في العمل، وبشكل عفوي قمت بمساهمة مبدئية في معرض لجمعية "صخرة صيدنايا" يعود ريعه للأطفال بمناسبة العيد، ولم أكن متوقعة أن تتحول المشاركة إلى مهنة عندي، وظفت كل طاقاتي في ابتكار أصناف معينة من منتجات الشوكولا، وضعت تجاربي باختبار نكهات بعيدة عن المألوف ومميزة، وما ساعدني في هذا الموضوع سفري إلى عدة بلدان أجنبية، ولا شك أن العائلة والأصدقاء هم الداعم الأهم بالدرجة الأولى لمهنتي؛ وبالأخص عندما أدركت أنه يمكن صنع نوع جديد من السعادة بأشكال ونكهات من الشوكولا يمكن للفرد أن يتذوقها كمنتج فريد ولا سيّما بعد جهد هائل وتخطي صعوبات وتحديات كبيرة في العمل بشكل عام».

تعدُّ مثالاً حياً للمرأة السورية الناجحة والمنتجة التي يحتذى بها، حاولت تطوير طريقتها في العمل بشكل أكبر عندما التحقت بمعهدنا "جلجامش"، حيث عملت على مشروعها الخاص، وقدمته أفضل تقديم، ونال استحسان الجميع لأن منتجاتها تلبي كل شرائح المجتمع، وتغطي جميع المناسبات بأسلوب مهني احترافي متفوقة بذلك على المنتج الأجنبي

وتابعت عن أسلوبها الخاص في صنع قطع مميزة من الشوكولا وتوظيف تجربتها العملية خصوصاً خارج "سورية": «بالنسبة لأنواع الشوكولا والحشوات التي صنعتها هي حصيلة تجارب عدة استفدت منها خلال وجودي في عدة مدن، وتركزت التجربة أكثر عندما كنت أسافر لبلدان مشهورة بصناعة الشوكولا منها "فرنسا"، و"سويسرا" عام 2010، وقتها لفت نظري منتج "الترفلز"، أو "التروف"، وهو صنف معروف في "فرنسا" يستخدم في مناسبات عدة، وأعجبني لدرجة أنني نجحت بصناعته بعد جهد ومراقبة تطبيقية بحتة، كما حرصت أن يكون التزامي في نوعية قطع الشوكولا، ونوعية الغلاف الخارجي الذي يعني بالنسبة لي الكثير من التفاصيل، لأنه يعطي فكرة جذابة لما في داخل هذا الغلاف، ومن المهم أساساً أن يكون في كل منتج أكثر من مادة موضوعة بكل معرفة ودقة.

قطع من الشوكولا الملونة

كما قدمت اختباراً في هذا المجال لمدة 3 أيام في دولة "الإمارات العربية المتحدة". وفي "ماليزيا" عام 2017 زرت معمل "butik coklat" للشوكولا تحديداً في "كوالالمبور"، وقد أخبرني الموظفون هناك كيف تصنع الشوكولا بعناية بداية من المادة الخام نهاية بفصل زبدة الكاكاو، وبالفعل أدركت أهمية هذه الصناعة، وصممت أن أجربها عند عودتي وأطورها ضمن الإمكانيات المتاحة، ومباشرة بدأت بتطبيق تلك الأفكار حتى تحولت إلى مهنة لاحقاً، فاخترت دائماً تقديم كل شيء غريب وجديد في عالم الشوكولا وأنواعها الغريبة، لكن في "سويسرا" كنت من أوائل الأشخاص الذين جربوا استخدام الشوكولا مع أنواع معينة من المشروبات، وحتى الآن أقدمها لكن حسب اختيار الزبون».

وعن مشاركاتها العملية والفعاليات المحلية التي قدمت إضافة هامة لمهنتها، تابعت بالقول: «في معرض "صيدنايا" اخترت أن أقدم تجربة مباشرة بهدف الإفادة بشكل أكبر، وكان لدي أسبوعان من الوقت للتدريب قبل بداية المعرض، استحضرت كل ما أحتاجه للعمل، ووفرت كل المواد اللازمة من ألوان وتصاميم ونكهات متميزة وفريدة غير موجودة محلياً، وكنت السباقة بإدخال الألوان على قطع الشوكولا الخالصة دون أيّ إضافات أخرى، وبما أنني أحب الفن عموماً استخدمت اللوحات كإضافة نوعية لمنتجاتي التي أصنعها، وفي يوم العرض كانت النتيجة رائعة في الأشكال والألوان المصنوعة غير المألوفة عند أغلبية الذين تذوقوا المنتجات سواء من ناحية الطعم أو الغلاف أو الصناديق المجهزة خصيصاً لكل مناسبة، أو بالحشوات المتنوعة في كل مجموعة، ما أعطاني دافعاً قوياً للاستمرار بما بدأته وتعلمته منذ سنوات، أما في آذار 2020 حصلت على شهادة مصدقة صادرة من وزارة السياحة من معهد "جلجامش" بحضور كل من "أكرم موسى"، والمهندس "أيهم حجازي" مدير المركز، وكانت بمنزلة تجربة جيدة لها دور في نجاح مشروعي أكثر».

من وحي المناسبات

الشيف "وسيم الطرودي" عبّر عن رأيه حول طريقة "مارلين" في صناعة أصناف جديدة من الشوكولا بالقول: «تعدُّ مثالاً حياً للمرأة السورية الناجحة والمنتجة التي يحتذى بها، حاولت تطوير طريقتها في العمل بشكل أكبر عندما التحقت بمعهدنا "جلجامش"، حيث عملت على مشروعها الخاص، وقدمته أفضل تقديم، ونال استحسان الجميع لأن منتجاتها تلبي كل شرائح المجتمع، وتغطي جميع المناسبات بأسلوب مهني احترافي متفوقة بذلك على المنتج الأجنبي».

"قاسم النجار" مدير شركة متخصصة بمصانع للشوكولا في "دبي" تحدث عن جودة الأصناف التي قدمتها "مارلين" قائلاً: «تعرفت عليها منذ حوالي السنة عن طريق أصدقاء لي في "الإمارات"، وعلمت أنها تعمل في هذا المجال منذ مدة، ثم أصبح فيما بعد تواصل بيننا بهدف تبادل الخبرات، واطلعت على منتجاتها ذات القيمة النوعية العالية، والفخامة في النكهات ونوعية المكونات، بالإضافة إلى ذلك تستخدم تقنيات البخ والرش الصحي في صنع أشكال جديدة وعالية الجودة».

يذكر أنّ "مارلين رزق" من مواليد "صيدنايا" 1981، ومقيمة في "دمشق".