اهتمّت بعالم الجمال منذ الصغر، وعاشت مسيرةً مكللةً بالتفوق والنجاح، لتنال شهادات وامتيازات تدريس على مستوى الوطن العربي، حيث مزجت بين مهنة الحلاقة والإنسانية، وأصبحت تلقّب بـ"طبيبة النفوس".

مدوّنةُ وطن "eSyria" وبتاريخ 9 تشرين الأول 2020 التقت خبيرة الحلاقة والتجميل "جورجيت بدوي" لتحدثنا عن البدايات قائلة: «حبي لكل ما يخص الجمال عندما كنت صغيرة دفعني دائماً لأهرب إلى جارتنا التي كان لديها صالون حلاقة لكي أتعلم منها بعض الأسرار، كان ذلك هاجس كل فتاة تحب الاهتمام بشعرها فأصبحت عندي رغبة في تعلم المهنة، والانطلاق بعمل مميز خاص بي نابع من هواية فقط دون دراسة، لكنه كان مترافقاً مع دراستي المدرسية، بعدها تركت هذه الهواية مدة طويلة بسبب الأمومة لكني لم أتوقف، وكانت لدي إرادة وحب الوصول للشيء الذي أحلم به.

هي مدرسة رائعة وخبيرة في عملها، تعاوننا معاً أكثر من 13 سنة، متفانية في عملها، وقد خرّجت طلاباً كثيرين، تدريبها سلس بعيد عن التعقيد، والأهم أنها شخصية محببة من الجميع

وفي عام 1988 شجعتني عائلتي للبدء من جديد والتعلم، وكان شرطهم الوحيد أن أبدع في هذا المجال ويصبح لي اسم ناجح في المهنة، وبمساعدتهم تعرفت على شخص قادم من "أمريكا" ويقطن في "حلب"، فتعلمت منه الصبغات التي جعلتني أعيش في عالم من الألوان، وبالطبع هناك فرق شاسع ما بين الحاضر والماضي في طريقة التعلم، ففي وقتنا هذا التعلم سلس وسهل ومبسط، فعندما تعلمت الصبغات قديماً كانت الألوان معدودة والشركات محدودة، ولم يكن هذا التكنيك العالمي موجوداً، حتى الأذواق كانت ضمن ألوان معينة، وبعد أن تعلمت كل شيء قررت أن أفتح صالون حلاقة في منطقة محافظة لأنني شعرت بأنه المكان الأنسب، وهناك من يحتاجني أكثر من غيره، فكنت أتعامل مع الفتيات اللواتي يتعلمن مني كأم وليس كمعلمة».

شهادة تقدير

وعن نمطها بالتدريس ومشاركاتها قالت: «كنت أحبب طالباتي بالشيء الذي أعلمهن إياه قبل تعليمه، وبالنسبة للزبائن فالعلاقة معهم علاقة حب وتناغم، لا أتعامل مع الزبونة كسلعة بل يجب احترامها، تعاونت مع "عمار خليل" مدير معهد "بروميير" الأكاديمي، وقد أضاف لي كل ما يلزم لأتطور، وكان الداعم الأساسي، وأيضاً تعاونت مع معهد "المأمون"، ومن هنا أصبح اسمي يكبر.

عام 2001 درّست لاجئين من "إيران"، والصومال"، و"باكستان" من خلال "دائرة العلاقات المسكونية"، بالإضافة للصم والبكم وكانت من أجمل الدورات، وهذا الموقف جعلني أشعر بالنجاح الحقيقي.

شهادة حرفية في الحلاقة

في عام 2002 درست في "اليمن"، والتي كانت من أمتع الدورات لدرجة أنهم أطلقوا عليّ لقب الدكتورة، كما قمت بدورة تدريس عام 2003 في "الإمارات"، وكنت عضو مجلس إدارة نقابة الحلاقين لعدة سنوات، وشاركت في مهرجانات كثيرة عام 2019. وأيضاً درست في "مصر"، بالإضافة لظهوري في برنامج على قناة "الفجيرة" بشكل دوري، وكنت من العشرة الأوائل خلال وجودي في "الخليج"، وحصلت على لقب أسرع قصة من خلال عرض قدمته لي شركة "loreal"، وشركة "wella" أمام خبراء ومختصين عام 2004، وقمت بإدارة مركز تجميل في "الرياض"، وأيضاً في "الدمام"».

وعن الصعوبات التي واجهتها خلال مسيرتها قالت: «أول صعوبة كانت عندما قررت أن أفتح صالوناً خاصاً بي، وكان سبب اتخاذي هذا القرار أني كنت أعمل بصالون وتركت العمل به بسبب سوء معاملة مديرته التي كان يهمها الجانب المادي قبل كل شيء، فهنا كنت أمام خيارين (إما حاكم أو محكوم)، ولذلك قررت أن أفتح صالوني الخاص وأعمل لوحدي، وهذه الحادثة جعلتني أتخطى شيئاً معيناً مع طلابي».

أثناء أحد (الكورسات)

وختمت "جورجيت" قائلة: «أي معلومة نريد تقديمها لتكن أكاديمية علمية لا نستخف بعقل الطالب، مهنة الحلاقة مثل الطفل في أول استعداده للمشي يقع ثم يقف، كلما تعلمت سوف تقوى وكلما خلقت شيئاً جميلاً يمكنك صنع الأجمل، وبالنسبة لي في كل يوم أتعلم أفكاراً جديدة من طلابي».

"رولان أحمد" خبيرة مكياج قالت عنها: «هي مدرسة رائعة وخبيرة في عملها، تعاوننا معاً أكثر من 13 سنة، متفانية في عملها، وقد خرّجت طلاباً كثيرين، تدريبها سلس بعيد عن التعقيد، والأهم أنها شخصية محببة من الجميع».

"رانيا الحمش" أخصائية التجميل قالت: «"جورجيت" من الداعمين نفسياً وعملياً، تعاملها مع الطلاب راقٍ والإعطاء عالٍ جداً، وهذا الشيء بشهادة طلابها أيضاً، تعطي من القلب وتساعدهم نفسياً قبل تعليم المهنة، وعند انتهاء الكورس تقوم بدعم طلابها الضعفاء بكورسات أخرى أي تتابعهم بعد التخرج،

دائمة البحث عن كل جديد في عالم الجمال، ولا تبخل على أحد بالذي تعلمته».

يذكر أنّ "جورجيت بدوي من مواليد "دمشق" عام 1966.