تعدُّ "ملك سكر" من ممثلات الصف الأول في "سورية" لفترة سبعينيات القرن الماضي لامتلاكها خصائص فطرية كطبيعة وجهها الحزين ونبرة صوتها الفريدة، إضافة إلى موهبتها، مما لفتت أنظار العديد من المخرجين وتالياً قدمت أهم الأدوار.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت "عادل نبي" وهو إعلامي ومدير تحرير مجلة "عشتار" ومهتم بالشأن الفني بتاريخ 13 تشرين الأول 2020، في مقهى "الروضة" بـ"دمشق"، وتحدث عن الفنانة "ملك سكر" قائلاً: «تنتمي "ملك" إلى عائلة فنية عريقة، دخلت عالم الطفل من خلال برامج مخصصة لهذه الفئة العمرية، ومن ثم ظهرت على المسرح وهي في ربيعها العشرين، ولها في هذا المجال أهم الأعمال السورية، نذكر منها عرض "المتنافسون" 1966 مع الأخوين "قنوع"، و"ضيعة تشرين" 1974 في دور "زينة" تأليف "محمد الماغوط " بطولة وإخراج "دريد لحام" وهي مسرحية سورية كوميدية سياسية، تدور أحداثها قبل حرب "تشرين" 1973 في "سورية" وبعدها وانعكاس الانتصار على الشخصية السورية».

كل الأدوار التي أدتها "ملك سكر" أبدعت فيها سواءً في المسرح أو التلفزيون أو السينما لأنها امتلكت أدواتها بجدارة متناهية، غير ذلك فهي امرأة ذات ملامح تصلح لكل الشخصيات، فقدمت شخصية الأم والزوجة والحبيبة لتعبر عن أحاسيس شخصياتها وتمر من القلوب كنسمة وتترك أثراً فينا جميعاً، فضلاً عن صدقها مع كل من حولها، فرسمت صورة جميلة لدى الجميع وحازت احترام الجميع، وتالياً كونت شخصية متميزة في حياتها الفنية والخاصة

وأضاف: «بدأت السينما من "مصر" في الستينيات من القرن الماضي ومن مشاركاتها الفيلم المصري "ولدت من جديد" إنتاج عام 1962 تأليف "محرم فؤاد" وإخراج "سيد طنطاوي"، لعبت فيه "سكر" الدور الرئيسي "نادية"، يتحدث عن مطرب مشهور يفقد القدرة على الغناء، تالياً يقع في فخ الكآبة والحزن، بسبب مكيدة من حبيبته "نادية" التي غدرت به، ويعيش أيامه يائساً، وبالوقت نفسه يوجد شخص مختل يطارده، لتراجع "نادية" نفسها، وتعود لحبيبها وتساهم بعودته إلى الغناء، ومن ثم تتالت أفلامها المصرية مثل "عتاب" إنتاج عام 1964 تأليف "سيد المغربي" إخراج "سيف الدين شوكت" وتلعب شخصية "كوثر" إلى جانب "سميرة توفيق، محرم فؤاد، إبراهيم خان"، ومن أفلامها المتميزة الفيلم الفلسطيني "فدائيون حتى النصر"، تأليف "نمر حمادة" إخراج "سيف الدين شوكت" مع "طلحت حمدي، هاني روماني، ورفيق سبيعي" تدور أحداث الفيلم حول مجموعة من الفدائيين الفلسطينيين، يقررون القيام بعملية ضد الاحتلال الإسرائيلي، والفيلم السوري "زواج بالإكراه" عام 1972 تأليف "مختار عابد"، إخراج "نجدي حافظ" لعب الأدوار فيه أيضاً "نوري شريف، سهير رمزي، رفيق السبيعي، لبلبة"».

ملك سكر مع منى واصف

وتابع "نبي" حديثه قائلاً: «في التلفزيون يمكن أن نذكر مشاركاتها في أواسط الستينيات مسلسل "الغيوم البيضاء" تأليف "رياض سفلو" وإخراج "سمير سلمون"، وفي السبعينيات قدمت العديد من الأعمال الدرامية مثل "غداً تزهر الأرض، سيرة بني هلال، أسعد الوراق، بنت البادية"، وفي الثمانينيات سطع نجم "ملك سكر" أكثر في الدراما والسينما، بدأتها مع مسلسل "حارة الملح" عام 1980، تأليف "عادل أبو شنب" وإخراج "علاء الدين كوكش" ومسلسل "الهراس" 1981 حيث لعبت دوراً أساسياً إلى جانب "طلحت حمدي" من تأليف "عبد النبي الحجازي" وإخراج "علاء الدين كوكش" وأبدعت في دورها كفتاة ريفية تعذبت حتى تزوجت حبيبها، وأيضاً مسلسل "الهجرة إلى الوطن" 1987 تأليف "عبد العزيز هلال"، إخراج "شكيب غنام"، ومسلسل "الخشخاش" 1991 الذي أدت فيه دور "فريال"، تأليف "فؤاد شربجي" وإخراج "بسام الملا"، وآخر مسلسل لها كان الجزء الأول من مسلسل "أبو كامل" 1991 الذي لعبت فيه دور "أم فهمي" من إخراج زوجها "علاء الدين كوكش" وتأليف "فؤاد شربجي" يتناول المسلسل فترة الاستعمار الفرنسي في "سورية"، ويعكس البيئة الشامية التقليدية من خلال قصة رئيسية تدور حول "أبو كامل" ومحاور ثانوية عن مقارعة الاستعمار الفرنسي، بمعنى آخر ترسيخ حالة المقاومة من جهة واستفادة البعض الانهزاميين من مناصبهم في ظل الاحتلال، أما آخر عمل سينمائي شاركت به "ملك سكر" كان فيلم "لا وقت للخداع" 1992 تأليف المخرج "خالد حمادة" عن قصة للكاتب "عادل أبو شنب" ومن إخراج "أسامة ملكاني"».

"فواز محمود"، ممثل ومخرج مسرحي قال: «كل الأدوار التي أدتها "ملك سكر" أبدعت فيها سواءً في المسرح أو التلفزيون أو السينما لأنها امتلكت أدواتها بجدارة متناهية، غير ذلك فهي امرأة ذات ملامح تصلح لكل الشخصيات، فقدمت شخصية الأم والزوجة والحبيبة لتعبر عن أحاسيس شخصياتها وتمر من القلوب كنسمة وتترك أثراً فينا جميعاً، فضلاً عن صدقها مع كل من حولها، فرسمت صورة جميلة لدى الجميع وحازت احترام الجميع، وتالياً كونت شخصية متميزة في حياتها الفنية والخاصة».

مع ياسين بقوش

يشار إلى أنّ "ملك سكر" من مواليد "دمشق" عام 1930 توفيت عام 1992، تاركة خلفها إرثاً كبيراً وعدداً لا يحصى من الأعمال الفنية، ومن أعمالها التي لم تذكر آنفاً في السينما: "عقد اللولو، الجبابرة، جسر الأشرار، انتصار المنهزم، رحلة حب، المراية، هاوي مشاكل، حسناء وأربع عيون"، وفي التلفزيون "كلمة أخيرة، رجم الغريب، الليل والشموع، ساري، تجارب عائلية، طائر الأيام العجيبة، الوحش والمصباح، المجنون طليقاً، حصاد السنين، ذئب السيسبان".