«الصديق في الوطن، والمهنة، والهم اليومي العام، أخذته الحياة؛ حياة الفلسطيني، وأخذه الموت؛ لكنه الموت الحي، لمن سار على درب الوطن، طريق "فلسطين" التي عشنا وما زلنا نحياها في قلوبنا وأفئدتنا، رحل في مقتبل العمر وفي أوج العطاء، كان ينتظره الكثير من العمل في الميدان الإبداعي، في ميدان عمله، ومشاريعه الأدبية التي لم تتوقف، بل وكان بعضها على الأدراج بانتظار الدفع نحو طباعتها».

بهذه الكلمات، نعى عضو اتحاد الكتاب العرب والإعلامي "علي بدوان" زميله صاحب المقولة المعروفة (صباحكم بلا غزاة، ومساؤكم بلا غزاة)، التي لم يمل منها ولم يغيرها على مدى سنوات؛ الإعلامي المقاوم الدكتور "بسام رجا" المولود في "حماة" عام 1963، والذي توفي في 27 تشرين الأول 2020 بسبب إصابته بفيروس "كورونا"، بعد 25 عاماً من العمل في إذاعة "القدس".

هو من الأدباء والمفكرين المؤمنين إيماناً مطلقاً بالقضية الفلسطينية، قاتل بسلاح الثقافة، الأدب، والصحافة، استمر ببرنامجه "عين الحقيقة" في إذاعة "القدس" تاركاً بصمةً هامةً لدى كل من عرفه بإنسانيته، نبله، وأخلاقه، هو إنسان مليء بالوطنية والطاقة الإيجابية، آمن بـ"سورية" كرمز للحضارة، وبأنها البلد الذي لا ينكسر، مصوراً إياها بأبهى صورة، فقد كانت "دمشق" عائلته والجزء الذي لا يتجزأ من روحه

زميلته وصديقته الإعلامية "وسام حمود" قالت لمدوّنة وطن "eSyria" إن معرفتها بالراحل تعود لما يقارب العشرين عاماً هو وآل "رجا"، فجميعهم أصدقاء والدها، وأساتذتها.

من لقاء تلفزيوني

عملا في مكان واحد هو إذاعة "القدس"، وكان داعماً ومسانداً لها، بل كان بمثابة عرابها، علمها كيفية إعداد البرامج، وحين كانت تعد برنامج "نجم من بلادي" دائماً ما ساعدها باستضافة شخصيات فلسطينية فاعلة في مجالات الفن، المسرح، والدراما، وعندما انتقلت إلى "السويد" كان ناصحاً تعود إليه في كل خطوة تقوم بها بالعمل لأنه الإعلامي المثقف، الذكي، المطلع، الباحث الذي يدفع كل من يقابله للطريق الصواب، يضحك في أصعب الأزمات، صبر واجتهد لسنوات حتى استطاع تحقيق ذاته.

كان الراحل عضواً في الاتحاد العام للكتاب الفلسطينيين، وفي جمعية القصة وله عدد كبير من الإبداعات منها مجموعات قصصية؛ "مفاتيح الضباب"، "غناء الليلة الأخيرة" وغيرها، مسرحية مونودراما "السر المدفون" وسيناريو "صهيل التراب" بالاشتراك مع الشاعر "ماهر رجا"، ومسلسل "عائدون" الجزء الثاني في الدراما.

من مؤلفاته

وعن تعلقه بوطنه تتابع الإعلامية "وسام حمود" قائلةً: «هو من الأدباء والمفكرين المؤمنين إيماناً مطلقاً بالقضية الفلسطينية، قاتل بسلاح الثقافة، الأدب، والصحافة، استمر ببرنامجه "عين الحقيقة" في إذاعة "القدس" تاركاً بصمةً هامةً لدى كل من عرفه بإنسانيته، نبله، وأخلاقه، هو إنسان مليء بالوطنية والطاقة الإيجابية، آمن بـ"سورية" كرمز للحضارة، وبأنها البلد الذي لا ينكسر، مصوراً إياها بأبهى صورة، فقد كانت "دمشق" عائلته والجزء الذي لا يتجزأ من روحه».

بدوره الصحفي "أيمن قاسم" أوضح أن الظروف شاءت بأن يلتقي بالدكتور "بسام رجا" في إذاعة "القدس" في "دمشق" عام 2005 حيث كانا يعملان سوياً، وتميز الراحل بثقافته السياسية ودماثة أخلاقه، وتفانيه في سبيل القضية الفلسطينية، عمل مقدماً للعديد من البرامج السياسية التي تتناول الشأن الفلسطيني، وحلّ ضيفاً دائماً ومحللاً سياسياً على القنوات التلفزيونية، واجتمعت في شخصه الأخلاق، التواضع، الأناقة والثقافة، شكّل رحيله المفاجئ صدمة لكل محبيه وخاصة المقربين منه.

مجموعة قصصية له

وأشار "قاسم" إلى أنّ للراحل شقيقاً أكبر هو "أنور رجا" المسؤول الإعلامي في "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" القيادة العامة، وشقيق آخر هو الشاعر والإعلامي "ماهر رجا" الذي اشتهر ببرنامجه "محطات على الورق".

يذكر أنّ د. "بسام رجا" حاصل على دكتوراه في الإعلام من جامعة "ماري كوري سكودوفسكي" "بولندا"، عمل مديراً لمكتب صحيفة "الثبات" اللبنانية في "دمشق" وله العديد من الأعمال الوثائقية التلفزيونية، إضافةً إلى العديد من المقالات في صحف ومجلات عربية.

يذكر أن التواصل مع أصحاب الشهادات تم بتاريخ 7 تشرين الثاني 2020.