منذ بداياتها، لفتت "أمل سكر" أنظار المخرجين، فدخلت عالم التمثيل بقوة، وتركت بصمة جميلة في التلفزيون والسينما والمسرح، ساعدها في ذلك موهبتها ودعم أختها الفنانة "ملك سكر"، فنجحت بتجسيد شخصيات متنوعة، منها دور الأم لـ "ملك" في أحد الأعمال الدرامية.

يرى الكاتب المسرحي "جوان جان" بأن كثيرين من أبناء هذا الجيل لا يعرفون الفنانة "أمل سكر" وما قدمته للدراما السورية من شخصيات في سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين، والسبب في ذلك حسبما قال لمدوّنة وطن "esyria" يعود إلى أن معظم الأعمال التلفزيونية التي تم إنتاجها في تلك المرحلة غائبة عن شاشتنا، إما بسبب ضياعها، أو بسبب عدم وجودها أصلاً في أرشيفنا، ذلك أن عدداً لا بأس به من الأعمال الدرامية في تلك المرحلة تم تصويره خارج "سورية" مثل مسلسل "طائر الأيام العجيبة" ومسلسل "حارة الملح" وكلاهما للمخرج "علاء الدين كوكش" وفيهما أدت "أمل سكر" شخصيتين متميزتين إلى جانب عدد من نجوم الدراما السورية، أمثال "منى واصف"، "عباس النوري"، "فهد كعيكاتي" و"تيسير السعدي".

تنوعت الأدوار التي جسدتها "سكر" وجذبت أنظار المخرجين حيث وقفت أمام عدسة المخرج "بشير صافية" في فيلم "غرام مهرج" عام 1974 من كتابة "عمر حجو"، و"أديب السيد"، وأبدعت بشخصية فتاة تصاب بحالة فصام بعد وفاة والدتها، كما لعبت دوراً مهماً بأجمل الأفلام السورية وهو "الشمس في يوم غائم" عام 1985 عن قصة للكاتب الكبير "حنا مينة" وإخراج "محمد شاهين"

وأضاف "جان": «من الملاحظ أن الفنانة "أمل سكر" كثيراً ما كانت تشارك شقيقتها الفنانة "ملك سكر" بطولة هذه الأعمال، ولم تكن تتردد أن تقوم بدور الأم لشقيقتها كما في مسلسل "أسعد الوراق" للمخرج "علاء الدين كوكش"، كما امتازت بتجسيد شخصيات باللغة الفصحى في الأعمال التاريخية أو الملحمية مثل "انتقام الزباء" و"جابر وجبير" و"مغامرة الأميرة الشماء"، ولم تغب عن الأعمال الكوميدية مثل مسلسل "تجارب عائلية"، وكانت لها مساهمات في مسرح القطاع الخاص كما لها تجارب في السينما العربية إلى جانب فنانين مصريين ولبنانيين، إضافة إلى مشاركتها في السينما السورية مع المخرج "محمد شاهين" وغيره من مخرجينا السينمائيين».

أمل سكر في أحد أدوارها

أقنعتها شقيقتها الفنانة "ملك سكر" أن تترك مهنتها (مضيفة طيران) وتعمل في مجال التمثيل، لتبدأ مشوارها الفني عام 1962، وهنا أشارت الكاتبة "نورا محمد علي" إلى أنّ "سكر" قدمت خلال مسيرتها العديد من الأعمال المميزة لتضع علامة فارقة في الساحة الفنية بموهبتها وحضورها الجميل على الشاشة وخشبة المسرح.

بدأت من التلفزيون خلال بعض البرامج المنوعة ومن ثم المسرح مع فرقة "ندوة الفن والفكر" ومؤسسها الكاتب والناقد، "رفيق الصبان"، وسينمائياً وقفت منذ بداياتها أمام عمالقة السينما العربية كالشخصية التي لعبتها في الفيلم المصري "العقل والمال" إلى جانب ملك الكوميديا "إسماعيل ياسين" عام 1965.

مع سليم كلاس

وأضافت "محمد علي": «تنوعت الأدوار التي جسدتها "سكر" وجذبت أنظار المخرجين حيث وقفت أمام عدسة المخرج "بشير صافية" في فيلم "غرام مهرج" عام 1974 من كتابة "عمر حجو"، و"أديب السيد"، وأبدعت بشخصية فتاة تصاب بحالة فصام بعد وفاة والدتها، كما لعبت دوراً مهماً بأجمل الأفلام السورية وهو "الشمس في يوم غائم" عام 1985 عن قصة للكاتب الكبير "حنا مينة" وإخراج "محمد شاهين"». مشيراً إلى أن آخر مشاركات "سكر" كانت في مسلسل "الحريق" عام 1988 إخراج "شكيب غنام" إلى جانب "رفيق السبيعي"، "سلمى المصري"، "عبدالهادي الصباغ، و"بسام كوسا"، وبعدها اعتزلت الفن إثر إصابتها بمرض السرطان.

يذكر أنّ "أمل سكر" من مواليد "دمشق" عام 1941 وتوفيت عن عمر ناهز السبعين في عام 2011 وعملت في الفن حوالي ربع قرن قدمت خلاله شخصيات متنوعة ومختلفة، ومن أعمالها التي لم تذكر في الاقتباسات السابقة، فيلم "المطلوب رجل واحد"، فيلم "خيمة كركوز"، فيلم "النصابين الخمسة"، فيلم "المغامرة"، فيلم "الرجل الصامد"، فيلم "الاتجاه المعاكس"، ومن المسلسلات التلفزيونية نذكر "حارة الملح"، "طائر الأيام العجيبة"، "الينابيع"، "محاكم بلا سجون"، و"حصاد السنين".

مع مجموعة من الفنانين

يذكر أنّ اللقاءات أجريت بتاريخ 11 تشرين الثاني 2020.