"عندما تقتني شيئاً صنع باليد، فأنت لا تقتني مجرد غرض عادي وإنما تمتلك مئات الساعات المملوءة بالتجارب والإحباط والأمل والطموح ولحظات من المتعة"، بهذه العبارات افتتح معرض "نحلات سورية" لإعادة تدوير الأقمشة المستعملة بهدف إحياء فكر يعود إلى عمر جداتنا وتاريخهن العريق.

فمن روائح الماضي والذكريات السعيدة، حاكت اثنتان وأربعون سيدة سورية عدداً من القطع القماشية بأحجام مختلفة تزين منازلهن، حيث استطعن أن يشكلن على مدى عشر سنوات حالة اجتماعية هامة في المشهد الدمشقي بوجه خاص، والسوري بوجه عام من خلال ما قدمن من عمل دؤوب في تدوير الأشياء المستعملة لإنتاج قطع فنية مميزة لتجسيد ما حملنه في ذاكرتهن من خبرات جداتهن سعياً منهن لإحياء التراث السوري الأصيل عبر قطع قماشية صنعت يدوياً بالإبرة والخيط، فقدمن كل ما لديهن في معرض فني لتدوير الأقمشة بعد مرحلة من التدريب الممنهج ضمن قواعد وأسس جديدة تعتمد على الدقة والمتانة والجودة العالية مع خروج عن المألوف بتصميم لوحات استخدمن فيها العديد من الأقمشة السورية العريقة كالبروكار الدمشقي، الدامسكو، الأغباني، والمخمل وغيرها، لتشكل عملاً فنياً ممزوجاً بالتراث السوري والأصالة، هذا ما أكدته لمدوّنة وطن مديرة مشروع "خلايا النحل" الدكتورة "سحر البصير". وأضافت: إننا نسعى إلى إظهار ثقافة المرأة السورية من خلال إيصال تلك الحرفة إلى جميع أنحاء العالم لتصبح بموازاة الحرفة الأساسية في العالم والتي يطلق عليها "كولت" ونعمل لتصبح سورية "سيريا كولت" ليكون لهذه الحرفة ترتيب في العالم، وقد لاقى المعرض حضوراً جيداً من الزوار الذين اختلفت أهدافهم بين الاطلاع على الحرفة أو الشراء أو الالتحاق بدوراتنا لتعلم هذه الحرفة التراثية الجميلة.

من جانبها المدربة "ابتسام المصري" صاحبة القطعة القماشية الفائزة بالمعرض تحدثت عن إبداعات الأعمال القماشية -الموجودة في المعرض- التي اتصفت بالحداثة والأفكار العصرية مع ارتباط بالماضي، حيث إن التجول بين التراث القديم والحديث متعة وتميز يجعل الأعمال القماشية متقنةً يتساوى الظاهر والباطن فيها، فالحياة إبداعٌ كوني متجدد بشكل مستمر.

من الأعمال القماشية

وبدوره أكد "فؤاد عربش" رئيس الجمعية الحرفية للمنتجات الشرقية في "دمشق" على دور الجمعية في دعم الحرف اليدوية وإعادة إحيائها، وأن حرفة تدوير الأقمشة المستعملة هي تاريخ وإرث قديم كان لدى أمهاتنا وجداتنا ،حيث صنعن في الماضي كل شيء في منازلهن، وما لقت نظري في هذا المعرض الأفكار المطروحة في كل عمل على حدة، ولمست إصرار السيدة السورية على خلق شيء من لا شيء، فمن أدوات بسيطة خلقن فرصة عمل ذات طابع جمالي وربحي، واستطعن تحويل تلك الأفكار إلى فن، بابتكارهن الكثير من القطع والتحف الفنية القابلة للاستخدام، فحولن الحرفة إلى فن هدفه الاستمرارية، فالجمهور لا بدّ أن يتعرف على هذا التراث القديم وأصالته.

يذكر أنّ المعرض افتتح بتاريخ 23 شباط 2021 ويستمر حتى يوم الخميس، وضم ندوة عن إعادة تدوير الأقمشة،

الدكتورة "سحر البصير" مديرة مشروع خلايا النحل

أجريت اللقاءات في المركز الثقافي العربي "بكفر سوسة" بتاريخ 23 شباط 2021.

الفائزة بالمركز الأول أمام لوحتها ابتسام المصري