تعتبر المشاريع السياحة بوابة الرقي وحضارة المجتمع، فمن خلالها ترسم هالات التطور والنجاح في اقتصاد المجتمع المحلي، فهي تساهم بإيجاد فرص حقيقية لتشغيل الشباب، لكن من الصعب أن تتحول هذه المشاريع الى غيوم سوداء تخيم على حياة من يجاورها، تماماً كما يحدث اليوم في أحد شوارع "شمال الخط" الواقعة وسط مدينة "درعا"، فالشارع الرئيسي المجاور لمدرسة التحرير للتعليم الأساسي تحول إلى كابوس يسرق أحلام الأطفال الذين يدرسون في هذه المدرسة،

فالخطورة التي تكمن في الحفريات المجاورة لهذا الشارع والتي يتم تحضيرها لتكون أساسات لأحد المشاريع التجارية الضخمة، ترافقت مع روائح كريهة تسبب الأوبئة والأمراض لسكان الحي ورواد المدرسة، فأصبح طلابها على حافة الهاوية وفق تأكيدات لبعض المختصين في الهندسة المعمارية تؤكد أن استمرار التأخير بردم هذا النفق قد تؤدي بانهيار الشارع ومن ثم سور المدرسة وبعدها المدرسة.

لا بد من أن تكثف الأعمال لتنتهي بأقصر وقت ممكن قبل دخول فصل الشتاء الذي قد يحول هذا الشارع إلى مستنقع كبير لا يمكننا تجاوز مشكلته

في حديثها لموقع eDaraa بتاريخ 11/10/2009، تحدثت السيدة "زينات الفالوجي" مديرة مدرسة التحرير عن مدى خطورة الوضع فقالت: «بالتأكيد هذه الحفريات حملت لطلابنا وأسرهم القلق والتوتر منذ بداية العام الدراسي فانهيار نصف الشارع يؤكد أن المنطقة أصبحت خطرة، والجزء الثاني من الشارع مهدد بالانهيار، وبالتالي فالخطورة ستصل إلى سياج المدرسة وحتى أساساتها، فالخطورة تحيط بطلابنا من كل جانب، وهذه الحفريات أصبحت تهدد حياة الكثير منهم».

مديرة مدرسة التحرير "زينات فالوجي"

ويقول "محمد العبد العزيز" أحد سكان الحي: «منذ بدأ العمل بهذا المشروع وإيعاز بلدية "درعا" بإيقاف العمل ونحن نعيش كل يوم مع معاناة جديدة فقبل أشهر انكسرت تمديدات الصرف الصحي الخاصة بمنازلنا وتسببت بقطع المياه أيضاً، وكل مجاري الصرف الصحي أصبحت تصب في حفرة الأساسات، مسببة روائح كريهة تنبعث منها، حتى أصبحنا لا نطيق العيش في هذه المنطقة فتارة الماء وتارة أخرى الكهرباء والروائح التي سببت لنا الأمراض».

ويقول الطالب "محمد أحمد الطلب": «لقد أصبحت أخاف من الذهاب إلى المدرسة خشية أن ينهار الشارع وأصبح ضحية في هذه الحفرة، كنت أفضل في كل يوم الوقوف على حافة الحفرة لأشاهد حجمها الكبير، لكنني لم أعد أفعل خوفاً من السقوط».

الحفريات تحيط بالمدرسة من كل جانب

كلام السيد "محمد" يفسر قيام السيدة "منى عدوان" والدة أحد طلاب المدرسة بتوصيل ابنها "محمد" يومياً إلى المدرسة وعودتها لأخذه في نهاية الدوام الرسمي وتبرر ذلك بالقول: «الأطفال لا يدركون مدى خطورة هذه الحفرة فيتدافعون ويلعبون دون اهتمام وهذا قد يتسبب بأذية أحدهم، لذا لجأت لتوصيل ابني والعودة لاستقباله، ونحن لا نستطيع رد القدر لكن من واجبنا الحرص».

السيدة "زينات الفالوجي" مديرة المدرسة عادت لتقترح حلولاً إسعافية لهذه المشكلة فقالت: «لابد من أن تجد الجهات المعنية حلولاً جذرية لهذه المشكلة كأن تقوم مثلاً بتسوير هذه الحفرة التي يزيد عمقها على ستة أمتار أو أن تقوم بردمها إذا كان المشروع قد توقف فعلاً، ومن الضروري أيضاً ترحيل المعدات الثقيلة من أمام المدرسة لأنها تشكل عبئاً علينا، نحن قمنا بفتح الباب الخلفي للمدرسة ومع أن هذا يزيد بالمسافة ويزيد من عناء الوصول إلى المدرسة إلا أن هذا الحل يخفف من خطورة الموقف».

بوابة المدرسة و شارع الموت

ويشاركها "محمد محاميد" أحد سكان الحي بالقول: «لا بد من أن تكثف الأعمال لتنتهي بأقصر وقت ممكن قبل دخول فصل الشتاء الذي قد يحول هذا الشارع إلى مستنقع كبير لا يمكننا تجاوز مشكلته».