بمناسبة اليوم العالمي للغة الأم انطلقت فعاليات المهرجان الثاني لتمكين اللغة العربية في صالة دار الثقافة "بدرعا" للتعريف بأهمية اللغة العربية وضرورة الحفاظ عليها لكونها هوية الفرد القومية ومسرح أفكاره ومجال وجدانه.

موقع "eDaraa" حضر المهرجان الذي افتتح بتاريخ "21/2/2011" والتقى السيد "محمود الحريري" نقيب المعلمين "بدرعا" فقال عن سبب الاهتمام بالمهرجان: «وجودنا اليوم استكمال للجهود المبذولة من أجل النهوض باللغة العربية ولاسيما في هذه المرحلة التي يتعرض بها الوجود القومي لمحاولات طمس هويته ومكوناته حيث يشكل التمسك باللغة العربية عنواناً لهذا الوجود، فعندما تضعف اللغة يكون من السهل أن يضعف أي ارتباط آخر سواء بالنسبة للوطن أو القومية أو الدين».

ليس خافياً عن العيان أن ثمة عولمة ثقافية تحمل وجوهاً إيجابية وتحمل أيضاً وجهاً سلبياً وخطراً، ألا وهو ما يمكن تسميته المعركة الثقافية التي ترمي إلى تهميش ما هو سوى الثقافة الإنكليزية وتنميط الثقافات وحصرها في فضاءاتهم

وقال السيد "موسى العمار" عضو لجنة تمكين اللغة العربية في "درعا" عن أهمية المهرجان: «نحتفل اليوم بمهرجان اللغة الأم ونحن الأحق بالاحتفال في اللغة العربية لأنها لغة الآباء والأجداد ولغة القرآن الكريم، فاللغة بشكل عام هي وسيلة التفكير والتعبير التي يفكر بها الإنسان ثم يعبر عما دار بنفسه وبخلده، وتعتبر اللغة العربية من أفضل اللغات على الإطلاق للصفات الموصوفة بها.

السيد موسى العمار

لذا علينا الحرص عليها والاهتمام بها كل الاهتمام خاصة عندما نعلم أن هناك من وراء هذه اللغة ومن يريد لها الانحطاط والفناء من أعداء الأمة الذين هم أنفسهم يبحثون عن لغتهم الأم».

وقال السيد "محمود الشعابين" مدير المركز الثقافي "بدرعا": «تحتل اللغة العربية في حياة المجتمعات والأفراد أهمية خاصة لكونها وسيلة التعبير عن المشاعر والعواطف والأحاسيس وما يشعر به الفرد من أفكار، فقد أكد معظم دارسي اللغة العربية الصلة الوثيقة بين اللغة والفكر اللذين يكونان ثنائية متعددة العلاقات، لذا فاللغة وإن لم تكن هي الفكر بالذات عند بعضهم فإنها أحد الأساليب الأساسية له والكلام أحد نتائجه الممكنة».

الدكتور ممدوح خسارة

وتابع "الشعابين": «من المستحيل إلا أن تقتحم اللغة الفكر وهذا ما أكده الدكتور "طه حسين" حين قال: نحن نشعر بوجودنا عندما نفكر، ومعنى ذلك أننا لا نفهم أنفسنا إلا بالتفكير وهذه الأفكار تصور بالألفاظ التي نقدرها في رؤوسنا فنظهر للناس ما نريد ونحتفظ لأنفسنا بما نريد فنحن نفكر باللغة، وبالإضافة لوظائف اللغة السابقة فلغتنا العربية من أهم وسائل الارتباط الروحي وتقوية المحبة وتوحيد الكلمة بين أبناء العروبة ماضياً وحاضراً.

فهي الرابطة الأساسية التي جمعت بين العرب سابقاً عن طريق القرآن الكريم الذي وحد القبائل العربية وصهر مشاعرها في بوتقة المفاهيم والقيم الجديدة».

وعن سبب الاحتفاء باللغة العربية قال الدكتور "ممدوح خسارة" عضو مجمع اللغة العربية والمدرس في جامعة دمشق: «ليس خافياً عن العيان أن ثمة عولمة ثقافية تحمل وجوهاً إيجابية وتحمل أيضاً وجهاً سلبياً وخطراً، ألا وهو ما يمكن تسميته المعركة الثقافية التي ترمي إلى تهميش ما هو سوى الثقافة الإنكليزية وتنميط الثقافات وحصرها في فضاءاتهم».

وعن طرائق الاحتفال بيوم اللغة العربية قال "خسارة": «يجب إثارة الغيرة على اللغة الأم لمواجهة محاولات تهميشها وذلك بتهجين الحديث الشفهي بكلمات أجنبية وتهجين الكتابة العربية بكلمات أجنبية والابتعاد عن شراء الملابس المخطوطة بكلمات أجنبية بعضها مفهوم والآخر لا وعدم محاولة الإعلان بعبارات عامية».

وعن كيفية الحفاظ على لغتنا أشار "خسارة" قائلاً: «لابد من تعزيز الثقة باللغة العربية بأمور كالاطمئنان إلى عالميتها ومستقبلها والثقة بتطورها نحو الأفضل بالقراءة، فضلاً عن تحسنها بفعل وسائل الإعلام، كذلك الثقة بأن العربية تزداد انتشاراً حيث أصبحت الجامعات الأوروبية والأمريكية والروسية تتسابق على تدريسها، وللحفاظ أيضاً على لغتنا لابد من الرد على الشبهات المزعومة ضدها كدعوى منازعة العامية وتمددها على حساب الفصيحة والتصدي لدعوى جمود العربية».

يشار إلى أن افتتاح المهرجان كان تحت رعاية الدكتور "فيصل كلثوم" محافظ "درعا" بالتعاون مع مديرية الثقافة وبالتنسيق مع لجنة تمكين اللغة العربية، وكان الافتتاح بحضور السيد "موسى العمار" ممثل راعي الاحتفال والسيد "صبحي الموصللي" مدير التربية "بدرعا" والدكتور "ممدوح خسارة" وحشد من أساتذة مادة اللغة العربية والمهتمين.