نظراً للمكانة المرموقة التي يتبوؤها كل من الشعر والقصة في النشاطات الأدبية الحاملة للغة فلابد من السعي الدؤوب ومن خلالهما لتمكين اللغة العربية ونشر قواعدها.

موقع "eSyria" بحث دور الشعر والقصة في تمكين اللغة العربية، وبدأ مع السيد "هادي سلامة" من أهالي "درعا"، والذي أشار إلى أنه لا يتقن التحدث باللغة العربية الفصحى ولكنه من عشاق سماع "الشعر"، وأضاف بقوله: «قد أكون أنا وكثير من الأشخاص قد ابتعدنا عن استعمال اللغة العربية الفصحى، ولكنها ما تزال حية وباقية ومحترمة في عالمنا العربي؛ وذلك بفضل الشعر والشعراء الذين دأبوا على استعمال الألفاظ المعبرة بلسان عربي مبين».

يؤدي الشعر إلى تمكين اللغة العربية لأن الشاعر يجب أن تكون لديه القدرة على التحدث باللغة الفصيحة والكتابة بشكل صحيح

أما المهندس والشاعر "جمال سعد الدين" من أهالي مدينة "درعا" فقد تحدث لموقع "eDaraa" بتاريخ "24/2/2011" بقوله: «يجب ألا ننسى دور القصة القصيرة جداً التي تميزت بملامح خاصة بها فأصبح لها روادها الكبار لما لها من ألق وإدهاش وإثارة وبالتالي دور كبير في الحفاظ على العربية».

الشاعر بديع صقور

الدكتور "ابراهيم الجرادي" الأديب والناقد والشاعر قال عن الرابط ما بين الشعر وتمكين اللغة العربية: «لعب الشعر ومنذ الأزل دوراً كبيراً في حفظ العربية، فهو شكل من أشكال التحبيب والترغيب باللغة الأم، وعلى اعتبار أن القاعدة مفصولة عن السلوك اللغوي في الاستخدام فالشعر هو أحد أسباب التعويد».

وأضاف "الجرادي" عن طرائق تمكين اللغة فقال: «من الممكن أن يتأتى تمكين العربية عن طريق الوسائل التي تقوم اللسان دون العودة إلى القاعدة ومنها الشعر بشكل أساسي فقد انحدرت العربية عندما انحدر الشعر في أواخر العصر العباسي، وبرأيي "القراءة، تيسير السبل، لغة التجارة الصحيحة" هي أيضاً من الطرائق العصرية للاهتمام باللغة العربية».

القاص حسين الرفاعي

وأشار الدكتور والشاعر "نزار بني المرجة" إلى القصائد الشعرية فقال عنها: «هي نماذج تطبيقية لشعراء معاصرين موجودين على الساحة الأدبية والثقافية السورية وبمدارس الشعر المختلفة والتي يمكن أن تعطي صورة عن الشعر السائد حالياً والذي لابد من الافتخار به نظراً للدور الهام الذي يلعبه من خلال اطلاع الجمهور عليه ووضعه أمام هذه النماذج المختلفة لاستخدامات اللغة العربية».

وعن علاقة الشعر بإمكانية تمكين العربية قال الشاعر "بديع صقور": «يؤدي الشعر إلى تمكين اللغة العربية لأن الشاعر يجب أن تكون لديه القدرة على التحدث باللغة الفصيحة والكتابة بشكل صحيح».

وأضاف "صقور": «ربما أن تعليم الإنسان وتثقيفه وحثه على القراءة يأتي في المرحلة الأولى لمراحل تمكين اللغة، فلا نستطيع أن نمكن اللغة عند شخص ما ما لم يكن قارئاً جيداً».

فيما قال القاص "علي العبد الله": «يأتي تمكين اللغة العربية من خلال الإضاءة الإيجابية على بعض إنجازات العربية التي منها القصة القصيرة والقصة القصيرة جداً التي هي مخزون فكري وحضاري وتاريخي ورابط أساسي ومهم جداً».

أما القاص "حسين الرفاعي" فقال: «على الرغم من أهمية الشعر إلا أن القصة هي ديوان العرب فهي جنس أدبي مهم للغاية، وكلنا نذكر قصة "ألف ليلة وليلة" والمساحة التي احتلتها من ذاكرتنا العربية، لذا فالاهتمام باللغة العربية ليس اهتماماً لغوياً فقط، بل حفاظ على الثقافة والهوية القومية».