"تبنه" بلدة هادئه في سهل "حوران"، اشتهرت بالزراعة وكثرة المياه. تسحر زائريها والناظرين إليها بجمال طبيعتها ومناظرها الرائعة، يخترقها وادي "العرام" فيضفي عليها رونقاً متميزاً وبديعاً، في الوقت الذي تشهد أبنيتها الأثرية على قدم عمرانها عبر التاريخ.

ورد ذكر "تنبه" في شعر "النابغة الذبياني" عند رثاء أحد ملوك الغساسنة حين قال:

يعمل القسم الأكبر من السكان في الزراعة، نظراً لتوافر مقومات العمل الزراعي من أراضي خصبة ومياه جوفية وآبار ارتوازية يقدرعددها بـ/33/ بئراً، إضافة لمرور وادي "العرام" بأراضيها

"ولا زال قبر بين تبنى وجاسم.. عليه من الوسمي جود ووابل

رئيس مجلس قرية تبنه

فينبت حوذاناً وعوفاً منوراً.........سأتبعه من خير ما قال قائل".

موقع eDaraa زار القرية والتقى أحد سكانها بتاريخ 25/2/2011 المهندس الزراعي "نسيم السلامة"، الذي تحدث عن القرية بالقول: «يعمل القسم الأكبر من السكان في الزراعة، نظراً لتوافر مقومات العمل الزراعي من أراضي خصبة ومياه جوفية وآبار ارتوازية يقدرعددها بـ/33/ بئراً، إضافة لمرور وادي "العرام" بأراضيها».

مختار قرية تبنة

السيد "تيسيرالخلف" باحث في تاريخ المنطقة الجنوبية، أشار إلى أن اسم "تبنه" يتعلق بالعمل الزراعي، وتحدث بالقول: «"تبنه" أو" تبنى" كلمة سريانية تعني "التبن" بالعربية، وهذا يدل على شهرتها بزراعة القمح منذ أقدم العصور، وهي من المواقع المذكورة في وثيقة رؤساء الأديرة العرب بصيغة الجمع الآرامية "تبنين"، وكانت كبيرة ولها أرباض كثيرة».

وحول تاريخها وأسباب تسميتها تحدث السيد "خالد الرشيد" رئيس مجلس بلديتها بتاريخ 24/2/2011 لموقع "eDaraa" قائلاً: «يرجح تاريخ القرية للعصر الروماني، ويوجد فيها بعض الآثار الرومانية كالأقنية والآبار والمقابر وغيرها، ذكرها "ياقوت الحموي" في معجم البلدان بأنها دير قديم، و"تبنه" كلمة مشتقة من كلمة (التبن)، ويعتقد آخرون أن اسمها جاء من وجود مزار بالقرب منها اسمه "تبناوي"، وفي راوية أخرى جاء الاسم من قول شاعر مر فيها فوجد جماعة من السكان يحفرون قبراً لدفن أحد موتاهم فقال:

تبنة

تبنى القبور قبل أن تبنا.. يا ليتنا تبنا من قبل أن تبنى».

وعن أهمية موقعها قال "الرشيد": «تقع "تبنه" عند حافة اللجاة الغربية، جنوب مدينة "دمشق" وعلى بعد /59/ كم منها، إلى الشمال من مدينة "درعا" وعلى بعد /42/كم، وتحديداً جنوب شرق مدينة "الصنمين" التي تتبع لها البلدة إدارياً، وبين طريق "دمشق– درعا" القديم وطريق اتوستراد "دمشق– درعا" الجديد، تغطي أراضيها تربة لحقية رباعية تنحدر ببطء باتجاه الجنوب الغربي.

يمرمنها وادي "العرام"، الذي يلتقي في جنوبها برافده وادي "أبو الحنافس"، ترتفع عن سطح البحر بنحو /588/م، يحدها من الجنوب قريتي "محجه" و"المجيدل"، ومن الغرب قرية "القنية"، ومن الشرق قرية "خبب"، يبلغ عدد سكانها /4050/ نسمة، وتبلغ مساحة مخططها التنظيمي نحو/190/ هكتارا، فيما تبلغ مساحتها الأجمالية حوالي /1992/ هكتارا».

وفيما يخص الآثار الموجودة فيها ذكر الآثاري "اسماعيل الزوكاني" من شعبة آثار "الصنمين": «تتركز آثارها في البلدة القديمة حيث يوجد فيها بيوت قديمة تعود للعصر الروماني وكتابات يونانية وبقايا الأساسات، وأهم ما يميز هذه الأبنية الكنيسة الأثرية التي لاتزال تحتفظ بهويتها المعمارية الغسانية.

على الرغم من ادخال بعض التحسينات على عمارتها في قسمها الشمالي عام /1993/م، كما عثر في القرية على شاهدة جنائزية لمدفن مهم تخص رجلاً وزوجته، تطابق بالشكل شاهدة اكتشفت في قرية "المسمية" المجاورة».

وعن الجانب التعليمي للسكان قال السيد "صبحي القبلان" مختارالقرية ومدرس متقاعد: «يهتم الأهالي كثيراً بتعليم أولادهم، وتتميزالقرية بارتفاع نسبة الحاصلين على الشهادات العليا والجامعية وخريجي المعاهد المتوسطة ودور المعلمين مقارنة مع عدد سكانها من جهة، ومع القرى المجاورة لها من جهة أخرى، علماً أنه يوجد فيها مدرسة ابتدائية وأخرى اعدادية، ويتابع أبناؤها تعليمهم الثانوي في القرى المجاورة».

وفيما يخص العائلات الموجودة فيها ذكر "القبلان": «يقطن في القرية اليوم عدد من العائلات منها " العبيد، الصعوب، القائد، الشناعة، قبلان، الصوايا، نصر، البطارسة، الخليل وغيرهم"، وترتبط هذه العائلات مع بعضها بعلاقات المحبة والألفة والتعاون».

المهندس "نسيم سلامة" أنهى حديثه عن "تبنه" بالحديث عن إنتاجها الزراعي والحيواني، حيث قال: «تبلغ مساحة الأراضي المستثمرة زراعياً حوالي /700/ هكتار، تزرع على موسمين شتوي وصيفي، بالحبوب كالقمح والشعير والخضار الشتوية والصيفية والأشجارالمثمرة كالزيتون والكرمة.

كما يهتم السكان بتربية الثروة الحيوانية، حيث يوجد في القرية أكثرمن /75/ مدجنة تربية فروج بطاقة إنتاجية تبلغ /400/ ألف طير بياض، و/50/ ألف طير فروج، ومزرعة لتربية العجول بطاقة إنتاجية تبلغ /350/ رأساً من العجول، ومزرعة لتربية الأغنام بطاقة إنتاجية /500/ رأساً من الأغنام».