دخلت التقنية الزراعية لصناعة علف السيلاج في "درعا" على خط الاستخدام لمربي الثروة الحيوانية لما تحققه من وفر للمربين وترفع إنتاجية اللحم والحليب، في ظل غياب الأعلاف الخضراء واستمرار سنوات الجفاف.

للتعرف على هذه التقنية الزراعية الجديدة التقى موقع eDaraa بتاريخ 16/8/2011 المهندس "لؤي الخليل" رئيس محطة بحوث "اليادودة" الذي قال لنا: «السيلاج هو نتاج مادة العلف الأخضر، أو مخلفات التصنيع الزراعي المحفوظة في الصوامع في ظروف لا هوائية، حيث يسهم تحلل السكريات الموجودة في المادة العلفية في الحفاظ على القيمة الغذائية لها وحمايتها من عوامل التلف، وهو غذاء للثروة الحيوانية أكثر استساغة من الدريس "التبن"، وله تأثير ملين يحتاجه الحيوان وخاصة في المناطق التي ترتفع فيها درجة الحرارة، ويتم حفظه في الصوامع التي لها عدة أنواع منها الخندقية والصندوقية والبرجية والحفرية، وهو يحتاج إلى حيز محدود للتخزين بعكس الدريس الذي يحتاج إلى العلف المركز».

ساهم استخدام السيلاج في حوران بتحسين وضع الفلاحين ومربي المواشي بعد الاعتماد عليه بنسبة كبيرة في تغذية المواشي، والتخفيف من أعباء أسعار الأعلاف لكون المادة الخضراء ونواتج المحاصيل الزراعية متوافرة طوال أيام السنة في جميع مناطق حوران، ولدوره الهام في زيادة الإنتاج من الحليب واللحم

وعن عملية تصنيع السيلاج يتابع: «يصنع السيلاج من بقايا خشب النباتات الخضراء عندما تصل رطوبتها إلى ما بين 60 إلى 70%، ويتم تقطيع النباتات آلياً وتكبس على شكل طبقات بارتفاع 30 إلى 40 سم لمنع وصول الهواء، ويتم تجهيز أماكن تصنيع السيلاج قبل 2-3 أسابيع، ويمكن حفظ السيلاج بين الرمل والتراب بسماكة 30 إلى 40 سم، أو ضمن أكياس وعبوات بلاستيكية تغلق بأحكام لمدة 3 إلى 5 أشهر».

محطة ابقار اليادودة

المهندس "محمود الأحمد" رئيس دائرة بحوث الثروة الحيوانية في مركز بحوث "درعا" قال لنا أيضاً: «تجهيزة السيلاج تتكون من المواد التالية 80% تفل بندورة، 16% مولات، 45 تبن خليط للتجهيز لمدة 5 أشهر. ويؤثر على السيلاج معدل الفقد من عصارة النبات وطبيعة المادة الأولية وطريقة تحضيرها كنوع العلف الأخضر، ومرحلة نمو النبات وحالته وطول فترة ملء الصومعة، وأيضاً تؤثر التغيرات الكيميائية كأكسدة السكريات على القيمة الغذائية للسيلاج.

وهناك قواعد عامة تجب مراعاتها عند استعمال إضافات السيلاج لكي تؤدي وظائفها الحيوية بكفاءة عالية ومنها خلوها من المادة السامة، وسماحها بتوجيه عملية التخمر في الاتجاه المرغوب به من دون التأثير على جودة السيلاج، ويجب مراعاة الخلط المتجانس للإضافات مع السيلاج، وإلا سينتج عنها آثار جانبية للحيوان أو مواد أخرى تسبب اضطرابات هضمية للحيوان، ‏وننصح مربي الماشية باستخدام سيلاج البندورة في تغذية الثروة الحيوانية لنتائجه الإيجابية وغناه بالقيمة الغذائية، ولاسيما البروتين والطاقة بنسب كبيرة».

تجهيز مواد السيلاج

صفات السيلاج وعملية حفظه حدثنا عنها المهندس "عدنان الشريف" رئيس محطة بحوث السماقيات لأغنام العواس الذي قال: «صفات السيلاج الجيد تتمثل في رائحته الجيدة، ولونه الأخضر المصفى والمتجانس واحتوائه على نسبة عالية من العناصر الغذائية، وعدم وجود نموات بكتريا وفطرية "تعفن، ولا يصح للحيوانات أن تتناول كميات كبيرة من السيلاج إلا بعد أن تتعود عليه، ويمكن تحضير السيلاج في جميع الظروف الجوية، وبالتالي يمكن للحيوانات أن تتناوله بعدما اعتادت عليه، ويكون حفظ العلف بطريقة السيلاج أكثر كفاءة حيث يحافظ على القيمة الغذائية بنسبة عالية. ويحتوي كل 1كغ من سيلاج الذرة على 120 ملغ كروتين، و98 ملغ فيتامين E و1،55 ملغ فيتامين B، و98 ملغ فيتامين BB حمض النيكوتين، و67 إلى 98 وحدة دولية فيتامين D».

المواطن "حسام رجا" أحد مربي الثروة الحيوانية وعن أهمية صناعة السيلاج بالنسبة لمربي المواشي قال: «ساهم استخدام السيلاج في حوران بتحسين وضع الفلاحين ومربي المواشي بعد الاعتماد عليه بنسبة كبيرة في تغذية المواشي، والتخفيف من أعباء أسعار الأعلاف لكون المادة الخضراء ونواتج المحاصيل الزراعية متوافرة طوال أيام السنة في جميع مناطق حوران، ولدوره الهام في زيادة الإنتاج من الحليب واللحم».

المهندس لؤي الخليل