هي إبداع عفوي أصيل، يحمل ملامح الشعب، ويحفظ سماته، ويؤكد عراقته، ويعبر بصدق عن همومه اليومية، فهو صورة لروحهم العامة، وشعورهم المشترك.

الحكاية الشعبية هي أحد جوانب التراث الأساسية، التي تصور بدقة عادات، وأعراف، وعقائد وفنون، نتعرّف من خلالها على نفسية أفراد المجتمع وفكرهم، وأخلاقهم، ومعاناتهم.

ترجع أصول "الحكاية الشعبية" إلى الأمم البدائية ومعتقداتها الفطرية ومجموعة المواقف الحياتية اليومية التي جعلتها تتحدث عن الأحوال الاجتماعية والفكرية والسياسية، وتتناقل عبر العصور هذه الحكايات لما وجدت فيها من متنفس للتعبير عن غرائب الإنسان العادي سواء في الإفراط في الذكاء أو في الغباء

بعفويتها وبساطتها ما تزال الحكاية الشعبية في منطقة حوران وسيلة لتسلية الأطفال قبل النوم أو التسامر بين الكبار في مواقف كان الهدف منها الاعتبار وضرب الأمثال.

السيد ابراهيم الشعابين

السيدة "آمنة المحاميد" من سكان مدينة درعا وفي حديثها لموقع eDaraa بتاريخ 28/12/2011 عرفت "الحكاية الشعبية" فقالت: «هي قصة تحكي عن الحياة اليومية العادية وتجسد الصراع القائم بين قوى الخير والشر كمكر النساء ومكائد زوجات الرجل الواحد وقسوة زوجة الأب على الطفلة المسكينة وغيرة الشقيقات في الأسرة من البنت الصغرى التي عادة ما تكون الأجمل والأكثر دلالاً.

يتطلب روي هذه الحكاية مهارة في السرد وقليل من التمثيل وتوصيل المغزى مشافهة بلغة خاصة تمنحها قدرة على الإيحاء والتأثير ليتم تلقيها بإصغاء حاد قد يتخلله الضحك أو الفزع كما يقتضي الموقف».

السيد أحمدالمسالمة

وعن أهم أنواع "الحكاية الشعبية" في حوران قال السيد "ابراهيم الشعابين" مدير ثقافة درعا سابقاً ومهتم بتدوين التراث: «في تراثنا الكثير من حكايات الحيوان "كالثعلب الماكر" و"ليلى والذئب"، وحكايات اللصوص الشطار التي ينسجها رواتها كحكاية "علي بابا والأربعين حرامي" و"دليلة والزيبق"، فضلاً عن حكايات الجن المشوقة خاصة لشرائح المجتمع الحوراني البسيط، حيث تلعب الخوارق فيها دوراً كبيراً وبارزاً، فكم من فقير أصبح غنياً بواسطة الجن الأزرق أو الأحمر والجن المؤمن أو الكافر، في حين تندر الخوارق من الحكايات المرحة التي تحكي نادرة وتنتهي إلى موقف فكاهي".

وأضاف أن جميع الحكايات الشعبية تتفق بالنهاية السعيدة والمتوقعة للبطل الذي واجه صعوبات أسطورية وإشكالات استطاع بأخلاقه النبيلة وإرادته القوية التغلب عليها وتحقيق مطالبه كافة، والتي قد تتمثل في امتلاكه الكنوز أو زواجه بالمرأة الحسناء التي أحب وغيرها الكثير من الأهداف».

وفي ذكر مميزات "الحكاية الشعبية" قال السيد "أحمد المسالمة" باحث في التراث: «تدور "الحكاية الشعبية" حول أشخاص ابتدعهم الخيال أو شخصيات معروفة تاريخياً، لكن مؤلفها مجهول وراويها له الحرية بإضافة أو حذف القليل من الأحداث بما يتناسب مع الهدف من سردها الذي غالباً ما يكون أخلاقياً مثل تأصيل القيم والعادات الاجتماعية وإيجاد الحلول المستعصية أو فتح آفاق للخروج من الأزمات، كما تتميز بلغة سردها البسيطة والعامية في أغلب الأحيان، والأهم من ذلك فهي واسعة الذيوع والانتشار عند مختلف طبقات المجتمع وفي مختلف دول».

وأشار السيد "المسالمة" إلى أصل "الحكاية الشعبية" بقوله: «ترجع أصول "الحكاية الشعبية" إلى الأمم البدائية ومعتقداتها الفطرية ومجموعة المواقف الحياتية اليومية التي جعلتها تتحدث عن الأحوال الاجتماعية والفكرية والسياسية، وتتناقل عبر العصور هذه الحكايات لما وجدت فيها من متنفس للتعبير عن غرائب الإنسان العادي سواء في الإفراط في الذكاء أو في الغباء».

ومن الحكايات الشعبية التي يكاد جميعنا يعرفها، حكاية "ألف ليلة وليلة" و"ليلى والذئب" و"الثعلب الماكر" و"العنزة العسلية" و"الغولة" و"فلة والأقزام السبعة" و"نص نصيص" و"سندريلا" و"الأميرة النائمة".