تطوير منظومة الرعاية الصحية من خلال إعادة بناء ثقة المواطن في خدمات الرعاية، تضمن عدالة توزيع الخدمات الصحية والموارد البشرية، أهداف رئيسية وضعتها مديرية الصحة في "درعا" لانتشار مراكز طب الأسرة بالمحافظة التي بلغت 35 مركزاً صحياً.

الدكتور "فراس فاعوري" رئيس مركز طب الأسرة في مدينة "الشيخ مسكين" تحدث عن الهدف من إحداث مراكز طب الأسرة وأهميتها بالقول: «الندوات التعريفية بالمراكز ساهمت في إيجاد قبول لدى المنتفع من الخدمات الصحية بأن يكون شريكاً في أي جهد يسعى لتطويرها باعتباره المستفيد الأول منها. وهذه المراكز تهدف إلى توفير ملف صحي شامل لكل فرد أسرة يسهل القيام بأبحاث صحية في جميع أنحاء المحافظة، وتحديد الواقع الصحي بشكل دقيق، وتعمل المديرية على إطلاق مشروع صندوق طب الأسرة لإشراك المجتمع المحلي بإدارة وتخطيط الخدمات الصحية».‏

اتجهت وزارة الصحة في سورية خلال الفترة الأخيرة نحو تعزيز تجربة مراكز طب الأسرة وتطبيقها بداية في محافظة "درعا"، حيث جهزت 35 مركزاً صحياً بالمعدات الطبية اللازمة وطبق فيها نظام ملف العائلة، وهو نظام إحالة فعال يتضمن اسم المراجع وحالته وعمره والأمراض والمعاينات السابقة، الأمر الذي يوفر معرفة كاملة بحالة المريض في حال تمت إحالته إلى المشفى ويخفف ضغوطاً كبيرة على المشافي

وقال الدكتور "نعيم الخليل" من مشفى "درعا" الوطني: «وفرت مراكز طب الأسرة العديد من الخدمات الطبية العلاجية حيث كان يجب على المواطن والمريض التوجه للمشافي المنتشرة في المحافظة لأخذ العلاج اللازم، بعدما أخذ برنامج طب الأسرة أهمية خاصة في ظل تغير العبء المرضي من الأمراض السارية والمعدية إلى الأمراض المزمنة والحوادث، وهذا ما شكل حالة من الارتياح والراحة للمواطنين بعدما أصبحت هناك سهولة كبيرة في عملية العلاج التي تستمر طوال الفترة الصباحية».‏

خدمات متنوعة

الدكتور "أيمن العاسمي" رئيس دائرة الرعاية الأولية بمديرية صحة "درعا" تحدث لموقع eDaraa بتاريخ 27/12/2011عن أهمية هذه المراكز وأعدادها والخدمات التي توفرها في المحافظة فقال لنا: «يشكل طب الأسرة خط الدفاع الأول عن الصحة العامة والمرحلة الأولى ضمن سلسلة تقديم الخدمات الطبية وحجر الأساس في المنظومة الصحية، ويسهم عبر تقديم الرعاية الصحية الأولية في تخفيف العبء عن المستشفيات والتخصصات الأخرى. ويتمثل دور هذا التخصص الطبي بتعزيز صحة الأصحاء ومعالجة المرضى ويتميز بسهولة وصوله لكل أفراد المجتمع وطبقاته ويطلب من طبيب الأسرة، إضافة إلى التأهيل العلمي والتخصص أن يكون لديه معلومات ومهارات تمكنه من التواصل الصحيح والدائم مع الأشخاص إذ يعتبر المستشار والمرشد الصحي الأول لجميع أفراد الأسرة والمجتمع».

وعن تجربة مراكز طب الأسرة التي تم تنفيذها في القطر في البداية بالمحافظة يقول: «اتجهت وزارة الصحة في سورية خلال الفترة الأخيرة نحو تعزيز تجربة مراكز طب الأسرة وتطبيقها بداية في محافظة "درعا"، حيث جهزت 35 مركزاً صحياً بالمعدات الطبية اللازمة وطبق فيها نظام ملف العائلة، وهو نظام إحالة فعال يتضمن اسم المراجع وحالته وعمره والأمراض والمعاينات السابقة، الأمر الذي يوفر معرفة كاملة بحالة المريض في حال تمت إحالته إلى المشفى ويخفف ضغوطاً كبيرة على المشافي».

رئيس دائرة الرعاية الأولية بدرعا

وعن مراكز طب الأسرة في المحافظة يقول: «تم اختيار 30 مركزاً صحياً في المحافظة في بداية المشروع لتحويلها إلى مراكز قوية تقدم الخدمات العلاجية والوقائية عن طريق نظام طب الأسرة بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي، حيث تقدم هذه المراكز خدمات علاجية ووقائية، والإسعاف البسيط مثل خدمات الصحة النفسية والفموية ولقاحات الكزاز للحوامل ولقاحات أمراض الأطفال وعيادات طب الأسرة، إضافة للتثقيف الصحي الهادف إلى تعزيز الأنماط السلوكية الصحية. والمراكز المنتقاة في المحافظة هي "تل شهاب والحراك وخربة غزالة والغارية الغربية ودرعا الأول والسادس وصيدا والطيبة والصنمين الأول وكفر شمس وانخل والمسمية وغباغب وجباب ونوى الأول والحارة وتسيل وجاسم وطفس الأول وداعل وابطع وازرع الاول والشيخ مسكين ومعربة والمسيفرة والجيزة وبصر الحرير ومحجة والشجرة وبصرى الأول"، ونسعى من خلال عملنا المتواصل ليرتفع العدد إلى 50 مركزاً بنهاية الخطة الموضوعة. حيث استلمت المديرية خلال عام 2010-11 مركزاً و3 مراكز تم استلامها خلال العام الجاري، وتتضمن خطة العام القادم 5 مراكز ضمن هدف رئيسي أن يخدم كل مركز ما يقارب 10 آلاف نسمة».‏

مراكز جديدة سيتم افتتاحها في مجال طب الأسرة وهنا يقول: «مديرية الصحة تستكمل إجراءات استلام مراكز "الضاحية وتلشهاب والغارية الشرقية" ليتم وضعها في خدمة المراجعين، كما يتم متابعة العمل في مركز "أم ولد" لطب الأسرة ليتم استلامه خلال فترة وجيزة، وتدرس المديرية إمكانية توسيع مركزي "الكرك واليادودة"، ويجري حاليا العمل على تطوير الأداء الطبي في المراكز الصحية من خلال البروتوكولات السريرية لتشخيص وعلاج الأمراض وتدريب الأطباء والممرضات واتباع أحدث الطرق للإشراف والمتابعة على الأداء الطبي في المراكز».

اجهزة حديثة

مراقبة الوضع البيئي في منطقة الينابيع وإنتاج الخضار مهمة جديدة ستقوم بها منظومة الرعاية الصحية وبهذا المجال يتحدث: «منظومة الرعاية الصحية الأولية في المحافظة ستقوم خلال العام الحالي بتطوير عدد من المراكز المتخصصة كمركز "المزيريب"، حيث سيتم تحويله إلى مركز للبحث ومراقبة الوضع البيئي في منطقة الينابيع، وإنتاج الخضار ودراسة مدى انعكاس الوضع البيئي على السكان المحليين وسكان المحافظة، وكذلك تطوير المركز الثامن ليصبح مركزاً متخصصاً بإعادة تأهيل الإصابات المهنية لخدمة العاملين في المنطقة الصناعية بالمحافظة، وتطوير مركز "المتاعية" ليصبح مركزاً لرصد لدغات الأفاعي والعقارب».