يشبه منزل "محسن الرواشدة" الذي بني في المراحل الأخيرة للفترة الرومانية البيزنطية، أبنية "حوران" القديمة المتميزة بالفخامة والروعة، بما فيها من أعمدة الطراز الدوري...

مدونة وطن "eSyria" زارت بتاريخ 12 نيسان 2014 البناء الأثري، والتقت الباحث الآثاري "ياسر أبو نقطة" الذي تحدث عن المنزل وأهميته التاريخية وأوصافه، ويقول: «يقع منزل "محسن الرواشدة" الأثري ضمن مجموعة من الأبنية الحديثة وسط مدينة "طفس" التي تبعد 12كم عن مدينة "درعا" باتجاه شمال غرب، ويعود المبنى إلى الفترة الرومانية البيزنطية في مراحلها الأخيرة، ويدل على ذلك وجود إشارة الصليب المقدس على الجدران، وبعض الزخارف التي تعود إلى تلك الفترة، أما الجزء العلوي من المبنى فيعود إلى الفترة الإسلامية».

بدلالة أشكال الصليب المنتشرة في بعض أجزائه، وبعض الكتابات التأسيسية الموجودة فيه، وهو مشابه لأبنية "حوران" القديمة المتميزة بالفخامة والروعة من حيث احتوائه على طابقين ووجود رواق أمامي يرتكز على أعمدة من الطراز الدوري، ويمكن مقارنته من حيث الشكل والزخارف وطريقة العمارة مع أبنية "كفرشمس"، و"كفرناسج"، و"معربة"

يتابع: «زار المنزل الباحث "شوماخر" ونشر عنه في كتابه "عبر الأردن"، وقال إنه أهم بيت في مدينة "طفس"، وإنه لشيخ المدينة (أميرها) لما فيه من روعة العمارة ودقة التفاصيل، وبالنسبة إلى العمر الزمني للمبنى، فالبناء بحالة معمارية جيدة لكنه يحتاج إلى عملية ترميم شاملة تتضمن رفع أقسامه المتساقطة وسد الأمكنة الناقصة، وأهم أقسامه "القاعة الثانوية" التي تقع إلى الشرق من القاعة الرئيسية، وهي مستطيلة الشكل بأبعاد (355×685) سم بارتفاع 350سم، يقسمها قوس في الوسط إلى فراغين بمنسوبين مختلفين، أحد الفراغين يفتح على القاعة الرئيسة وعلى الباحة الخارجية، والفراغ الآخر يعدّ أعلى منسوباً من السابق، وتتواجد فيه كتبيات في الجدار الغربي للغرفة، أما الغرفتان المتبقيتان في الناحية الغربية فإحداهما ملاصقة للقاعة الرئيسية، وتعدّ كمستودع للقاعتين».

أقواس معمارية

ويشير إلى أن البيت قد تحول إلى كنيسة في الفترة البيزنطية، ويقول: «بدلالة أشكال الصليب المنتشرة في بعض أجزائه، وبعض الكتابات التأسيسية الموجودة فيه، وهو مشابه لأبنية "حوران" القديمة المتميزة بالفخامة والروعة من حيث احتوائه على طابقين ووجود رواق أمامي يرتكز على أعمدة من الطراز الدوري، ويمكن مقارنته من حيث الشكل والزخارف وطريقة العمارة مع أبنية "كفرشمس"، و"كفرناسج"، و"معربة"».

وعن الوصف العام للمنزل وميزاته وأهم أقسامه الأثرية يقول السيد "موفق الحريذين" أحد العاملين في المكتب الفني لمجلس بلدة "طفس": «المنزل كان لأحد وجهاء البلدة، والبناء مرتفع مثل القلعة، سقوفه عبارة عن حجارة وربدان أثرية من الحجارة الزرقاء التي تشتهر بها المحافظة، وفي داخله صور ورسومات أثرية على الحجارة، طول البيت تقريباً 25م وعرضه 16م وارتفاعه 8.5م على طابقين، وما تبقى من البيت عبارة عن قاعة رئيسية وقاعة ثانوية وغرفتين، وأجزاء غير كاملة من الناحية الشرقية متوضعة جميعها على شكل حرف (L)، والقاعة الرئيسية مربعة الشكل تقريباً يتوسطها قوس كبير بنصف قطر 350سم لحمل السقف، وتعد هذه القاعة من أهم غرف البيت نظراً لكبر حجمها وأهمية مدخلها الذي ينتهي بقوس مزخرف، أما الغرف الأخرى فهي ملاصقة للمستودع من الناحية الجنوبية، وهي مربعة الشكل أيضاً، والمبنى مسجل لمصلحة المديرية العامة للآثار والمتاحف».

جانب من المنزل
زخارف العمارة