"اليادودة" قرية تقع في سهل "حوران"، اشتهرت بالزراعة وكثرة المياه. يخترقها وادي "الذهب"، فيضفي عليها رونقاً متميزاً، في الوقت الذي تشهد أبنيتها الأثرية على قدم عمرانها عبر التاريخ، تسحر زائريها والناظرين إليها بجمال طبيعتها ومناظرها الرائعة.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 18 شباط 2018، التقت "قتيبة الزعبي" من أهالي القرية، حيث تحدث عن الموقع بالقول: «"اليادودة" قرية سورية تقع في سهل حوران جنوب محافظة "درعا"، وتبعد عن مركز المدينة مسافة 5 كيلومترات إلى الغرب. توجد بالقرب منها مياه معدنية، تحدُّها من الجنوب ناحية مركز "درعا"، ومن الشمال بلدة "المزيريب"، ومن الشرق بلدة "عتمان"، ومن الغرب "تل شهاب، وخراب الشحم". يبلغ عدد سكَّانها نحو 14 ألف نسمة مع أبناء محافظة "القنيطرة"، وتحتضن قرية "اليادودة القديمة" العديد من المواقع الأثرية والبيوت القديمة المصنعة من الصخر الأزرق البازلتي، بأشكال وأنواع مختلفة لا تزال تحافظ على مكانتها وموقعها تعود إلى العصور القديمة، منها لا يزال يشغلها أصحابها، ومنها ما خرب وأصبح من الماضي. إضافة إلى المسجد القديم المبني من الحجر الأزرق وقبته المتميزة في "حوران" لكونها مبنية بشكل دائري، ويوجد في القرية مشروع ري قديم كان أول مشروع للري في "حوران"؛ وهو مصنوع من الحجر البازلتي، ويبعد 2كم عن البلدة من جهة الغرب، وكان يروي 2500 دونم من أراضي البلدة، كان يستثمر في سقاية الأراضي والمزروعات».

تمتعت القرية تاريخياً بموقع استراتيجي مهم ناتج عن توسط موقعها بين العديد من القرى والبلدات، وتعدّ من القرى القليلة التي حافظت على مر السنوات على علاقات طيبة ومتزنة بين أهلها، وتشتهر بزراعة البقوليات والخضار بأنواعها، وعدد كبير من أشجار الزيتون، حيث تشكل أراضي القرية غابة من أشجار الزيتون، ويحافظ أهلها على العادات والتقاليد العربية الأصيلة، ولم تكن في حياتنا القروية يوماً تعقيدات ورسميات اجتماعية، وإنما كان عنوانها البساطة والعفوية في كل تفاصيلها ومتطلباتها، وسهراتنا الصيفية واجتماعنا في منزل أحدنا لقضاء حاجيات القرية، وحل أي خلاف يحصل بين أبنائها

"محمد الغزاوي" مدير مدرسة الثانوية الصناعية في المحافظة، وأحد أبناء البلدة، قال: «يهتم الأهالي كثيراً بتعليم أولادهم، وتتميز القرية بارتفاع نسبة الحاصلين على الشهادات العليا والجامعية وخريجي المعاهد المتوسطة ودور المعلمين مقارنة مع عدد سكانها من جهة، ومع القرى المجاورة لها من جهة أخرى، علماً أن فيها 13 مدرسة ابتدائية، وأخرى إعدادية وثانوية، تسكنها عدَّة عائلات، منها: "آل الزعبي، الغانم، الغزاوي، النابلسي، الخطيب، الزوباني، والمنجارة، والفايز"، إضافة إلى مخيَّمٍ لأبناء "القنيطرة" الذين نزحوا من "الجولان" أثناء النكسة عام 1967، ومن عائلات المخيم: "التلاوية، والدنادشة السياد، والعقاربة، والفريج، والطرشان". وترتبط هذه العائلات مع بعضها بعلاقات المحبة والألفة والتعاون، وطرح على أرضها مشروع أرض المياه المعدنية، ويتضمن المشروع منتجعاً صحياً سياحياً بمستوى ثلاثة نجوم، وتحوي القرية وحدة إرشادية ومركزاً صحي، ومحطة بحوث لتربية سلالات الأبقار المحلية التابعة لمركز البحوث العلمية الزراعية».

الشيخ منصور الزعبي

"منصور الزعبي" أحد وجهاء البلدة، قال: «يعود سبب تسمية البلدة بهذا الاسم نسبة إلى ملكة اسمها "الدادا" رومانية الأصل، حيث كانت هناك مملكة رومانية قديمة في وسط البلدة، ثم تطورت وأصبحت بهذا الاسم، وتحتضن البلدة القديمة العديد من المواقع الأثرية والبيوت القديمة المُصَنَّعة من الصخر الأزرق البازلتي، ويمرُّ فيها "وادي الذهب" الذي ينبع من "جبل العرب"، وينتهي به المطاف إلى حوض "وادي اليرموك"، ومع أنَّه أصبح يجري لأوقات زمنيَّة قصيرة في فصل الشتاء، إلا أنَّه قبل مدة من الزمن كان يجري لأوقات أطول كانت تمتد حتى بدايات الصيف وبغزارة، وقيل إنَّه كان في الماضي نهراً دائم الجريان، وتتميز البلدة عن غيرها من بلدات "حوران" بأنه تم فيها تعبيد أول طريق في "حوران"، وتم حفر أول بئر ارتوازية أيضاً فيها، وأنها أول بلدة أنيرت بالكهرباء بعد مدينة "درعا"، وكانت أول بلدة يمد فيها خط هاتف أرضي، حيث كنت أستطيع الاتصال بأسرتي من خارج الوطن أثناء الدراسة عام 1957، ومن هنا أخذت البلدة دوراً حضارياً منذ سنوات طويلة».

ويضيف "الزعبي": «توجد في أطراف البلدة منطقة تسمى "خربة جمحة" من جهة الشرق على طريق "طفس" بجانب حقل السياقة، وهي ذات أهمية تاريخية عالية؛ إذ يوجد فيها مجمع ديني كنسي "دير"، حيث تم الكشف عن القاعة الرئيسة للدير، التي تعدّ لوحة فسيفساء تحتوي رسوماً ونقوشاً تعود إلى العصر البيزنطي، وهي موجودة حالياً في متحف "درعا". وعثر فيها على أساسات لأبنية دينية وخدمية تضم معاصر عنب وزيتون وخزانات لحفظ المواد الناتجة عن عمليات العصير. والخزانات المكتشفة مبنية تحت مستوى الأرض على عمق 1.5 متر، وهي عبارة عن خزانين يبلغ طولهما وعرضهما مترين بارتفاع تقريبي يصل إلى 2.5 متر مكلسين من الداخل، حيث تم ربط كل خزان بحجرة صغيرة مربعة الشكل بواسطة قناة فخارية».

جامع البلدة الأثري

عن أهم الزراعات في القرية، يقول المدرس "وليد الحمصي" أحد أبناء القرية: «تمتعت القرية تاريخياً بموقع استراتيجي مهم ناتج عن توسط موقعها بين العديد من القرى والبلدات، وتعدّ من القرى القليلة التي حافظت على مر السنوات على علاقات طيبة ومتزنة بين أهلها، وتشتهر بزراعة البقوليات والخضار بأنواعها، وعدد كبير من أشجار الزيتون، حيث تشكل أراضي القرية غابة من أشجار الزيتون، ويحافظ أهلها على العادات والتقاليد العربية الأصيلة، ولم تكن في حياتنا القروية يوماً تعقيدات ورسميات اجتماعية، وإنما كان عنوانها البساطة والعفوية في كل تفاصيلها ومتطلباتها، وسهراتنا الصيفية واجتماعنا في منزل أحدنا لقضاء حاجيات القرية، وحل أي خلاف يحصل بين أبنائها».

محمد الغزاوي وقتيبة الزعبي