منطلقاً من مسؤوليته الأخلاقية، اختار الدكتور "حسن مسالمة" التخفيف من أعباء الحياة اليومية، وجعل الطب مهنة إنسانية بتقديمه المعالجة وإجراء العمليات الجراحية لأبناء "درعا" مجاناً، فكان الطبيب الثري بأخلاقه والفريد بإنسانيته والناجح في مهنته.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 26 أيار 2018، التقت الطبيب الجراح "حسن مسالمة" خلال ممارسته لعمله الإنساني في إحدى الجمعيات الخيرية ليتحدث عن عمله الإنساني، فقال: «تربيت على الطيبة والأصالة وحب الآخرين، ولدي متعة حقيقية عندما أقدم خدمة لهم، هذا ما تمليه عليّ تربيتي وأخلاقي. وفي ظل الظروف التي نمر بها لا بد أن نقوم بخدمة الناس ممن ضاقت بهم سبل الحياة، كانت لي مبادرة قمت بها متطوعاً، وذلك بالحضور إلى الجمعية الخيرية والمشافي لتقديم الخدمات الطبية من حيث العمليات الجراحية وكل ما يلزم للمرضى، ولم أتقاضَ من أي مريض "كشفية" منذ سنوات طويلة، وعملي تطوعي إنساني ومجاني أينما ذهبت».

على الرغم من العروض التي قدمت لي للعمل خارج البلد، إلا أنني أردت أن أخدم بلدي التي كان لها الفضل بما وصلت إليه، فعدت إلى مدينتي ومحافظتي، وهنا بدأت رحلة الكفاح لأنه لا يوجد أي مرتكز يمكن الاعتماد عليه، مرضاي هم جزء كبير من حياتي وبسببهم أنا موجود، ولا أذكر أنّ أحداً منهم عاد غير مبتسم نتيجة تسيير أموره وتبسيط إجراءاته، وتقديم كل الإجراءات الطبية له

ويتابع: «العمل الذي أقوم به ليس محصوراً بأبناء منطقتي، فأنا أقدم المساعدة للجميع من كافة أنحاء الوطن، وهذا واجبي تجاه مجتمعي، ولا أعدّ نفسي تميزت به، بل هو الشيء الطبيعي الذي يجب على الجميع فعله كلٌّ من خلال عمله لكي ننهض من جديد. وبحكم عملي كطبيب أتعامل مع مختلف شرائح المجتمع، وهذا أكسبني خبرة في التعامل معها بما يتوافق وحاجياتها، خاصة أن السمة العامة لهذه المهنة هي الإنسانية، والشكر على الشفاء هو بالنسبة لي فرحة لا توصف، لأنني أدرك أوضاع جميع مرضاي، فهم ضمن قطاع مدينتي، والكثيرون منهم أوضاعهم لا تسمح لي بتقاضي أجور المعانية مهما كانت بسيطة أساساً، وحتى فيما لو توفر لدي أدوية أعطيهم منها من دون أي مقابل، وعليه أماكن وجودي تكتظ بالمراجعين يومياً، وحتى ساعات متأخرة من الليل».

أثناء تقديم العلاج للمرضى

وعن حياته العلمية ومسيرته في المجال الطبي، يقول: «تدرجت بالتعليم في مدارس مدينة "درعا" حتى المرحلة الثانوية عام 1971، وكنت الأول على المحافظة، فحصلت على منحة دراسية داخلية في كلية الطب بجامعة "دمشق"، وتخرجت عام 1977، سافرت بعدها إلى "فرنسا" للاختصاص لغاية عام 1988، حصلت خلالها على شهادة الدراسات العليا الخاصة بالجراحة من "فرنسا" كلية الطب "بليون، غريفوبل"، مارست عملي كطبيب جراح في مستشفى "درعا" الوطني، رئيس قسم الجراحة منذ عام 1990 إلى عام 2014، وحالياً متقاعد من الصحة، وأمارس عملي في المشافي الخاصة مجاناً، وفي الجمعيات الخيرية، ومنها جمعية "البر" الخيرية».

رفض السفر على الرغم من العروض التي قدّمت له، وأضاف: «على الرغم من العروض التي قدمت لي للعمل خارج البلد، إلا أنني أردت أن أخدم بلدي التي كان لها الفضل بما وصلت إليه، فعدت إلى مدينتي ومحافظتي، وهنا بدأت رحلة الكفاح لأنه لا يوجد أي مرتكز يمكن الاعتماد عليه، مرضاي هم جزء كبير من حياتي وبسببهم أنا موجود، ولا أذكر أنّ أحداً منهم عاد غير مبتسم نتيجة تسيير أموره وتبسيط إجراءاته، وتقديم كل الإجراءات الطبية له».

يخدم الجميع مجاناً منذ 28 عاماً

"حسين بردان" المسؤول الصحي في جمعية "البر" للخدمات الاجتماعية في "درعا"، الذي احتكّ بالدكتور "حسن"، وكان على تواصل معه بالعمل المجتمعي والإنساني، قال: «له سمعته واسمه في "حوران"، وليس بمدينة "درعا" فقط، منفتح في التعامل مع مرضاه والمواطنين، وتجلّى ذلك في طريقة الترحيب والاستقبال والاستماع والتركيز على كل أمر يتعلق بالمريض؛ وهذا أدّى إلى أريحية بالتعامل، هو رجل مجتمعي إنساني ناجح في مهنته، ولنا معه تجربة طويلة، لم يتقاضَ أي "كشفية" من أي مواطن منذ 28 عاماً، ويعمل في الجمعية الخيرية مجاناً، وهو متبرع دائم للأسر الفقيرة، ومشارك بحملة إفطار "صائم" برمضان».

بقي أن نشير إلى أن الدكتور "حسن مسالمة" من مواليد مدينة "درعا" عام 1952، متزوج ولديه ثلاثة أبناء.

برفقة المفتي ضمن عمل خيري