يوجد فيها آثار ضاربة في التاريخ تعود إلى العصر الروماني، وفيها العديد من القناطر الفريدة. تمتعت "الكرك الشرقي" تاريخياً بموقع استراتيجي مهم ناتج عن توسط موقعها بين العديد من القرى والبلدات، وتشير الدلائل الأولى إلى عملية الاستيطان البشري في القرية إلى ما قبل الميلاد على أقل تقدير.

لعبت دوراً مهماً في العصور القديمة، وخاصة في الفترة الرومانية، حيث تحفل اليوم بآثار تدل على مكانتها وتعاقب الحضارات عليها، مدونة وطن "eSyria" للتعرف إلى المدينة ومعالمها الأثرية، زارت بتاريخ 14 أيار 2018، مختار القرية "جهاد النعمة" الذي تحدث بالقول عن البلدة: «"الكرك" اسم عربي يعني الحصن، وهي قرية تتبع إدارياً لناحية "المسيفرة" في محافظة "درعا"، وتقع جنوب شرق سهل "حوران". يبلغ عدد سكانها نحو 16 ألف نسمة، وتقع في سهل متموِّج من منطقة "حوران"، إذ يرتفع وسطها عن ضواحيها. تحدها من الشمال قرية "رخم"، ومن الجنوب بلدة "المسيفرة"، ومن الغرب "الغارية الشرقية"، ومن الشرق "أم ولد". وسبب قلة عدد سكانها حالياً يعود إلى هجرة أغلب شبابها، ورحيل القسم الآخر إلى العاصمة "دمشق" ومدينة "درعا" بسبب الدراسة والعمل، ولا يأتون إليها إلا في فصل الصيف لقضاء إجازاتهم، حيث جو الطبيعة الهادئ».

تشتهر البلدة بزراعة البقوليات بأنواعها والخضار بأنواعها وبعدد كبير من أشجار الزيتون، حيث تشكل أراضي القرية غابة من أشجار الزيتون، وتمتعت البلدة تاريخياً بموقع استراتيجي مهم ناتج عن توسط موقعها بين العديد من القرى والبلدات، وتعدّ من القرى القليلة التي حافظت على مر السنوات على علاقات طيبة ومتزنة بين أهلها

ويقول رئيس بلدية "الكرك الشرقي" "نبيل الضاهر": «معظم سكان البلدة بالأصل من قبائل عربية هاجرت إلى "جبل العرب" ثم استقرَّت في سهل "حوران"، وكذلك وفدت بعضها مع حملة "إبراهيم محمد علي" باشا لغزو الدولة العثمانية في "الشام" خلال القرن التاسع عشر. يعتمد بعض سكان البلدة على السفر إلى دول الخليج العربي لتحصيل دخولهم، كما توجد فيها عدة مدارس، وفيها عددٌ كبير من الأطباء والمهندسين والمدرسين. يجتمع أهالي البلدة خصوصاً في فصل الشتاء، لكون فصل الصيف يتجه فيه الناس إلى أعمالهم وحقولهم، وفيه السهرات الصيفية والاجتماع في منزل أحدنا لقضاء حاجيات القرية، وحل أي خلاف يحصل بين أبنائها، حيث يشترك الجميع بوحدة الحال ومستوى معيشي متقارب، ويحافظ أهلها على العادات والتقاليد الإسلامية والعربية الأصيلة».

آثار متنوعة

وعن أهم الزراعات في القرية، يقول "إبراهيم سليمان" أحد أبناء القرية: «تشتهر البلدة بزراعة البقوليات بأنواعها والخضار بأنواعها وبعدد كبير من أشجار الزيتون، حيث تشكل أراضي القرية غابة من أشجار الزيتون، وتمتعت البلدة تاريخياً بموقع استراتيجي مهم ناتج عن توسط موقعها بين العديد من القرى والبلدات، وتعدّ من القرى القليلة التي حافظت على مر السنوات على علاقات طيبة ومتزنة بين أهلها».

بينما قال "عمر سالم النعمة" من سكان البلدة: «كان للموقع المتميز للبلدة وامتداد السهل في كل الجهات الدور الأكبر في إشرافها على مساحات كبيرة، ومراقبة جميع الجهات، ورصد حتى "جبل العرب" الواقع شرق القرية، وللبيوت الحجرية المبنية من الحجر الأزرق والمنتشرة بالبلدة القديمة دور مهم في جعلها من أقدم القرى المسكونة في المنطقة، وما يميز القرية طبيعتها الصخرية، وأهم ما قام فيه أهالي البلدة بناء وإشادة عدد من البرك، التي تمتلك قيمة تراثية منذ تأسيسها، وذلك لتخزين كميات احتياطية من المياه لاستخدامها أوقات الجفاف وفي الظروف الصعبة».

البلدة على الخريطة
رئيس مجلس البلدة