حافظ "وادي هرير" على سحره البدائي ولوحته الفنية الخلابة التي صنعتها الطبيعة، فتحول إلى مكان يثير الدهشة بخصوبته ومياهه الرقراقة، وأشجاره الوارفة التي جعلت الإنسان يحميها من التخريب والعبث، فكان ساحة للمصطافين والسياح.

مدونة وطن "eSyria" زارت بتاريخ 29 آب 2018، الوادي والتقت "محمد هايل البرازي" أحد أبناء المنطقة الذي يعمل في قطاع السياحة، ليتحدث في البداية عن موقع الوادي وقرية "العجمي" قائلاً: «يقع "وادي هرير" في قرية "العجمي" التي تبعد نحو 20كم إلى الشمال الغربي من مدينة "درعا". وتعدّ القرية مقصداً سياحياً مهماً منذ قديم الزمان للكثيرين من السياح داخل القطر وخارجه، حيث تتدرج منازلها على سفوح "وادي هرير" الذي يطل على العديد من القرى الغربية للمحافظة، وسميت بهذا الاسم نسبة للشيخ الجليل "محمد العجمي"».

يقع "وادي هرير" في قرية "العجمي" التي تبعد نحو 20كم إلى الشمال الغربي من مدينة "درعا". وتعدّ القرية مقصداً سياحياً مهماً منذ قديم الزمان للكثيرين من السياح داخل القطر وخارجه، حيث تتدرج منازلها على سفوح "وادي هرير" الذي يطل على العديد من القرى الغربية للمحافظة، وسميت بهذا الاسم نسبة للشيخ الجليل "محمد العجمي"

وعن "وادي هرير" وأهميته، تحدث الإعلامي "باسل المسلم" الناشط في توثيق السياحة في المحافظة، فقال: «يكتسب "وادي هرير" أهمية سياحية لكونه ينحدر من ينابيع صغيرة وغزيرة تسمى "عين العبد"، التي تعدّ مورداً مائياً كبيراً ومهماً، ويسير كنهر مسافة صغيرة، ثم ينحدر كشلالات إلى أسفل الوادي الصغير، ومنه إلى "وادي اليرموك" وصولاً إلى مشروع الثورة. ويعد واحداً من أهم عوامل وجود البشر هناك، فغزارة مياهه دفعت السكان إلى تلك المنطقة، فسكنوا سفوحه، وبنوا بيوتاً من الطين تعود إلى العصور القديمة، وعملوا بالزراعة، فتحولت تلك الأرض إلى مقصد سياحي مهم. وبعد أن عمل سكانها على تعبيد طرقاتها بجهودهم، وزراعتها بالأشجار المعمرة، تحولت إلى لوحة سياحية مميزة، ببحيرتها الطبيعية الساحرة وواديها الغني».

سفوح الوادي

وعن أهم الزراعات التي توجد على سفوح "وادي هرير"، تحدث المزارع "مروان محمد الزوكاني"، فقال: «تشتهر منطقة "العجمي" بوجه عام، وسفوح "وادي هرير" تحديداً بزراعة الرمان والعنب والزيتون واللوز والحمضيات والقمح والشعير والبقوليات، حيث تلعب المياه دوراً مهماً في هذه الزراعات، وكذلك في تمركز الأهالي هناك واستقرارهم، وخلق فرص العمل لليد العاملة في الأرض التي تحولت إلى مصدر رزق أساسي، وتعدّ هذه المنطقة مصدراً أساسياً لكل أصناف الخضار والفاكهة».

وعن الأهمية التي لعبها الوادي في تأمين المياه لسكان "درعا"، تحدث "عمار الحشيش" من سكان المنطقة، قائلاً: «يعدّ "وادي هرير"، والينابيع الموجودة في سفوحه من أهم مصادر تأمين المياه في المحافظة، فقد أقيمت المشاريع المهمة والاستراتيجية التي أمّنت المياه العذبة إلى سكان "العجمي" والمحافظة بوجه عام، ومن أهمها مشروع "الثورة" على "وادي اليرموك". لكن الأجمل من كل ذلك، تحول هذه المنطقة الرائعة إلى مقصد سياحي جميل، فأغلب العائلات "الحورانية" كانت تعدّه مكاناً للمتعة والتفريغ عن النفس، والتجول في أنحائه يريح الأعصاب من التعب، ويجعل الجميع يستمتعون بيوم كامل من التمتع مع الطبيعة الحقيقية. وقد حافظ السكان على جمال المكان، ولم يتعرض للتخريب والانتهاك، وهو منافس كبير للأماكن السياحية التي تتمتع بها محافظة "درعا"».

منظر علوي
مروان الزوكاني