يرقى تاريخ بلدة "نصيب" الواقعة على الحدود الأردنية إلى العصور الرومانية والبيزنطية، يوجد فيها معبر "نصيب" وهو أحد المعبرين الحدوديين بين "الأردن" و"سورية"، ويمر بها الخط الحديدي الحجازي القادم من "دمشق" نحو الجنوب، فيها محطة عثمانية قديمة تحمل اسمها، وآثار قديمة تعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد.

مدونة وطن "eSyria" زارت البلدة والتقت بتاريخ 12 أيلول 2018، رئيس مجلس البلدة "قاسم المفعلاني" ليحدثنا عن موقعها، فقال: «"نصيب" قرية تقع في "حوران" إلى الجنوب الشرقي من مدينة "درعا"، وتبعد عنها نحو 12كم، يتجاوز عدد السكان الـ10000 نسمة، والنشاط الاقتصادي في البلدة هو الزراعة، حيث يعمل أهالي البلدة في زراعة المواسم الحقلية. يحدّ البلدة من الشرق بلدة "الطيبة" و"المتاعية"، والحدود الأردنية من الجنوب، ومن الغرب مدينة "درعا"، ومن الشمال تصل حدودها حتى قرية "أم المياذن"، وتعدّ ثاني أكبر القرى في المنطقة بمساحتها الزراعية؛ وهو ما يؤهلها لتكون خزان حبوب حقيقياً للمنطقة في حال توفرت الشروط المناسبة للزراعة. وتمتاز البلدة بخصوبة أرضها في السنوات الماطرة، وهو ما وفر زراعة الأشجار المثمرة ومنها الزيتون».

يعود سبب تسمية البلدة بهذا الاسم لعدة روايات منها: لكثرة نصب العنب فيها (أي نصب معرشات العنب)، والرواية الأخرى؛ بأن كان هناك إخوة إثنان في البلدة أحدهم اسمه "نصيب" وسكن البلدة وأطلق السكان الاسم لهذا الشخص، وتعود أصول السكان إلى عائلات متعددة، لكن تجمعهم قيم أخلاقية وسلوكية رفيعة وسامية من كرم وشجاعة ومحبة وأمانة، ومن تلك العائلات: "الرفاعي"، و"الشريف"، و"الراضي"، إضافة إلى "الزريقات، المحاميد، المفعلاني، النواوي، البلخي، الشرف"

وأضاف: «يعود سبب تسمية البلدة بهذا الاسم لعدة روايات منها: لكثرة نصب العنب فيها (أي نصب معرشات العنب)، والرواية الأخرى؛ بأن كان هناك إخوة إثنان في البلدة أحدهم اسمه "نصيب" وسكن البلدة وأطلق السكان الاسم لهذا الشخص، وتعود أصول السكان إلى عائلات متعددة، لكن تجمعهم قيم أخلاقية وسلوكية رفيعة وسامية من كرم وشجاعة ومحبة وأمانة، ومن تلك العائلات: "الرفاعي"، و"الشريف"، و"الراضي"، إضافة إلى "الزريقات، المحاميد، المفعلاني، النواوي، البلخي، الشرف"».

رئيس مجلس البلدة

بينما يحدثنا أكثر عن البلدة المختار "أحمد يوسف الرفاعي"، وهو من أبنائها، ويقول: «يمر بها الخط الحديدي الحجازي القادم من "دمشق" نحو الجنوب، وفيها محطة عثمانية قديمة تحمل اسمها؛ محطة "نصيب". إلى الشرق منها يمر طريق الأتوستراد الدولي القادم أيضاً من "دمشق" إلى "الأردن" إلى دول الخليج عبر منطقة جمركية، وإلى الشرق منها منطقة حرة منطقة "نصيب" الحرة. يمر من جهة الغرب والشمال الغربي من القرية وادي "أبو الوي". وفي أراضي البلدة معبر (النصيب – جابر) وهو أحد المعبرين الحدوديين بين "الأردن" و"سورية"، ويقع بين بلدة "نصيب" السورية في محافظة "درعا" وبلدة "جابر" الأردنية في محافظة "المفرق"، وهو أكثر المعابر ازدحاماً على الحدود السورية، حيث تنتقل عبره البضائع بين "سورية" وكل من "الأردن" ودول الخليج، وتمر منه الشاحنات التي كانت الأراضي الأردنية بالنسبة لها ممراً إلى دول مجلس التعاون الخليجي. وقد افتتح المعبر عام 1997، كما يشمل على منطقة حرة سورية - أردنية مشتركة، ومرافق أخرى لخدمة المسافرين».

يوجد في البلدة العديد من الآثار التي حدثنا عنها "عبد المجيد الشريف"، وهو من أبناء البلدة، ويقول: «توجد في البلدة آثار قديمة تعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد، متمثلة بالمغارات والكهوف في أطرافها الغربية والشمالية الغربية ومركز البلدة القديم. فيها آثار رومانية وبيزنطية وغسانية "الغساسنة" كبقايا الأبنية المتهدمة والمكنونة تحت الأرض والآبار والقنوات والمدافن، كذلك توجد إلى الشمال منها بقايا سدّ روماني على أنقاضه سدّ حديث. أما أهم آثارها فهي الكنيسة القديمة، ويتألف بناؤها من حجرتين 12×6×5م. ولهما مدخلان باتجاه الغرب الحجرة الجنوبية أكبر من الشمالية، وتحوي خزناً جدارية. في كل منها قنطرة ارتكازية سقف من الربد يتوسط صدر البناء حجر مفرع على شكل صليب فوق المدخلين، والفسحة أمام المبنى لجهة الغرب، أرضها مبلطة بالحجر، وفيها بئران؛ الأولى في جهة الجنوب، والأخرى في شمالها».

وسط البلدة

تعتمد البلدة في اقتصادها على الزراعة بوجه رئيس، وهنا يقول الدكتور "بسام أبو زريق" رئيس الوحدة الإرشادية في البلدة: «البلدة مصنفة خارج خط الأمطار لكونها منطقة استقرار ثالثة، تعتمد القرية على الزراعة، وقد ساعد على ذلك انتشار الأراضي الزراعية ذات التربة الحمراء الخصبة، وعند ذكر الزراعة في القرية، فلا بد أن يقترن ذلك بذكر الزيتون؛ الشجرة المباركة والمحصول الأول في البلدة، حيث اشتهرت على مستوى المحافظة بزراعته. أما الأهالي هنا، فيعمل أغلبهم في الزراعة البعلية التقليدية، مثل: القمح والشعير، فالأرض كبيرة وتحتاج إلى من يرعاها، وفي الحالات التي تجود بها السماء بالخير تكون المواسم جيدة جداً؛ لأن الأرض خيرة وتحتاج فقط إلى العناية والمياه.

ومن المحاصيل الأخرى قليلة الإنتاج "القطاني، والنعمانة"، وهما من البقوليات و"الجلبانة"، ويعمل بعض الأهالي بتربية المواشي، ففي القرية ما يقارب 10 آلاف رأس من الأغنام والماعز، و500 بقرة حلوب يتم من خلالها الاكتفاء الذاتي من الحليب والأجبان والألبان. أما بقية الأهالي، فيعمل بعضهم في وظائف الدولة، أو المهن الحرّة».

البلدة على الخريطة