تشكل الشوارع الرئيسية والفرعية للمدن عنواناً عريضاً لرقيها وتميّزها وتكون شاهدةً في أغلب الأحيان على الجهود التي تُبذل لرسم صورةٍ جميلة لهذه المدينة أو تلك؛ لكن مع كل الأسف ليست كل المدن تزهو بنفسها للخدمات التي تُقدم لأجلها.

فعنوان مدينة "البوكمال" العريض مختلِفٌ تماماً عن باقي عناوين المدن الأخرى، إذ تعاني هذه المدينة من تقصيرٍ واضح في الخدمات من قبل مجلس المدينة؛ فشوارعها الرئيسية مهملة بشكلٍ لا يتصوره المنطق هذا الإهمال المتمثل بكثرة المطبات التي لا مبرر لها ناهيك عن حُفر الصرف الصحي التي نفّذها مجلس المدينة دون إعادة تزفيتها؛ وأغلب هذه الحُفر طُمِرت مع مرور الأيام وأصبحت مطبات أخرى لكن بشكلٍ معكوس، أما بالنسبة للشوارع الفرعية للمدينة فحدّث ولا حرج.

أسوأ شارعٍ في الريف هو أفضل من أي شارعٍ في المدينة، وبالنسبة لنا نحن السائقين لا نطلب شيئاً من مجلس المدينة سوى الاهتمام الأكثر بهذه الشوارع من خلال تزفيتٍ جديد وردم الحفر المنتشرة في معظم الشوارع

eDair alzor تجوّل في شوارع مدينة ورصد آراء بعض المواطنين الذين عبّروا بأسى عن معاناتهم مع مجلس المدينة الذي لم يحرك ساكناً جراء الوضع المزري لهذه الشوارع.

جانبٌ من الأهمال الغير مبرر

المواطن "علي" سائق لسيارة عمومية، قال: «أُعاني كثيراً أثناء عملي من هذه الشوارع التي لا تصلح حتى لسير الجرارات الزراعية؛ فأنا أعمل طوال النهار لكسب بعض المال لإعالة أسرتي، لكن مع وجود هكذا شوارع أصبحتُ أدّخر بعضاً من المال حتى أدفعه أجرة تصليح السيارة من كثرة المطبات والحُفر التي تؤثّر عليها».

المواطن "ماهر ناشد الموصلّي" يعاني كغيره من المواطنين من الوضع التعيس الذي آلَ إليه القطاع الخدمي للمدينة، حيث قال: «أنا سائقٌ منذ أكثر من عشر سنوات ومنذ ذلك الوقت وإلى اليوم لم يطرأ أي شيء جديد على هذه الشوارع وبالعكس تماماً فكل سنة تكون أسوأ من الأخرى؛ فمعظم رؤساء مجلس المدينة الذين تعاقبوا على مر السنين على هذه المدينة لم يهتمّوا بأي شارعٍ في المدينة سوى شوارع الحي الذي يقطنون فيه أما باقي الأحياء فلهم إلهٌ ينصفهم».

الحفرة الموجودة بجانب مدرسة "علي بن أبي طالب"

ثم أضاف: «أسوأ شارعٍ في الريف هو أفضل من أي شارعٍ في المدينة، وبالنسبة لنا نحن السائقين لا نطلب شيئاً من مجلس المدينة سوى الاهتمام الأكثر بهذه الشوارع من خلال تزفيتٍ جديد وردم الحفر المنتشرة في معظم الشوارع».

المواطن "ماجد عبد الحميد نخيلان" سائق لسيارة إطفاء إضافة لعمله بعد الدوام كسائق عمومي على إحدى السيارات، قال: «المعاناة كبيرة فيما يخص وضع الشوارع التعيس، فشارع "بغداد" مثلاً والذي يُعتبر أحد الشوارع الرئيسية في المدينة؛ قام مجلس المدينة بحفره من أجل الصرف الصحي منذ ثلاثة أشهر وإلى اليوم لم يتم تزفيتهُ بالشكل المطلوب؛ والأمر الأكثر استياءً هو هبوط هذه الحفرة عن مستوى الشارع ثم تعبئتهُ ببعض الرمال مما زاد الطين بله، فبمجرد مرور أية سيارة في الطريق تتحول هذه الرمال إلى غبارٍ مزعج تضر بالمحلات المجاورة وحتى بالمشاة. والأمر الآخر الذي يثير التساؤل هو وجود المطبات الكثيرة في الشوارع الرئيسية والفرعية؛ ففي كل مفرق يوجد مطب وعند كل باب منزل مطب حتى أصبحت المطبات تسمى بأسماء أصحاب البيوت القريبة من كل مطب، أين دور مجلس المدينة في ردع مثل هذه المخالفات؟».

وأضاف قائلاً: «لقد قام مجلس المدينة بحفر حفرة كبيرة في شارع مدرسة "علي بن أبي طالب" منذ فترة ليست بقريبة من أجل ترميم شبكة الصرف الصحي وإلى اليوم لم تُردم الحفرة بسبب عدم إتمام هذا المشروع؛ بالرغم من النداءات الكثيرة للأهالي لكن دون جدوى».

ثم أضاف: «وباعتباري سائق لسيارة الإطفاء يتوجب عليّ الوصول إلى مكان الحريق في أسرع وقتٍ ممكن؛ لكن هذا مستحيل، فبوجود مثل هذه الشوارع لا يمكنني القيام بواجبي على أكمل وجه وفي نهاية الأمر يكون وصولي متأخراً أغلب الأحيان وبالطبع يكون كل الحق على السائق لأنه لم يصل في الوقت المناسب وبالطبع الذنب ليس ذنبه فالشوارع السيئة تتسبب بازدحام السير مما يعرقل عمل سائق الإطفاء».

وعلى أثر الشكاوى التي ذكرنا بعضها اتجه eDeir alzor إلى رئيس مجلس المدينة السيد "محمد محجوب" للاستفسار عن الموضوع المُثار، لكن وللأسف لم يصّرح بأي شيء بشأن هذا الموضوع وذلك بداعي عدم وجود تصريح وموافقة رسمية من المحافظة للإدلاء بمعلومات للصحافة تتعلق بمجلس المدينة.

وفي النهاية يبقى هذا الموضوع برسم المسؤولين الشرفاء في هذا الوطن وكلنا ثقة بهم على أمل إيجاد حلول مناسبة تصب في خانة المصلحة العامة.