بدأت بممارسة اللعبة وهي في الخامسة من عمرها، وحققت بطولات عربية وقطرية مرات عدة، صنفت عالمياً قبل أن تتجاوز الثمانية أعوام، إلا أن غياب الرعاية والدعم أبعد "فاطمة الزهراء مراد" عن بلوغ مراكز متقدمة لأكثر من مرة.

وللوقوف عند هذه الموهبة، التقى موقع eDeiralzor "فاطمة" والتي حدثتنا عن تجربتها مع الشطرنج قائلة:

بدأت بتدريبها على لعبة الشطرنج في عام 2007، وكان عمرها آنذاك خمسة أعوام، وشاركت في نفس العام ببطولة الجمهورية المقامة في "حماة"، وكان هدفي من إشراكها في هذه البطولة، كسر حاجز الخوف لديها، وتعويدها على أجواء البطولات، دون النظر للنتائج التي ستحققها، كما أشركتها أيضاً في نفس العام في ثلاث بطولات، إحداها لفئة السيدات حققت فيها نتيجة جيدة، فكانت من بين العشر الأوائل

«يعود الفضل في المراكز المتقدمة التي حققتها في هذه اللعبة إلى والدي الذي كان عوناً لي منذ البداية، فكنت أمضي معه الساعات في التدريب، وكان يحفزني بشكل دائم، وخاصة عندما لم أكن أحقق النتائج التي نتوقعها، كما ساهم جو المنزل الذي أعيش فيه بتعلمي هذه اللعبة، فجميع إخوتي يمارسون هذه اللعبة، إضافة إلى أن منزلنا يعتبر قاعة تدريب لكافة لاعبي الشطرنج في المحافظة، بسبب عدم وجود مركز خاص للتدريب في الاتحاد الرياضي، لذا فأنا أعيش هذه اللعبة بشكل دائم وأتوقع أن هذه الأمور مجتمعة ساهمت في سرعة تعلمي وإتقاني لهذه اللعبة، وكل ما أتمناه مستقبلاً أن يرافقني والدي في البطولة القادمة التي تقام خارج القطر، لأن هذا الأمر يشكل لدي دافعاً معنوياً أثناء اللعب».

محسن مراد والد فاطمة

وفي حديثها عن مشاركتها والمراكز التي حققتها قالت:

«في العام 2008 أحرزت بطولة الجمهورية لفئة الثماني سنوات، وكان عمري حينها ست سنوات، كما اشتركت في نفس العام ببطولة الفئات العمرية الأكبر –ستة عشر عاماً- ثم فئة العشرين عاماً، وحققت فيها نتائج جيدة وفزت على العديد من اللاعبات المميزات في هذه اللعبة.

فاطمة الزهراء

مثلت الجمهورية ببطولة العرب في "دبي"، وحققت فيها المركز السابع، كما حصلت على المركز الثالث في البطولة المدرسية القطرية.

أما عام 2009 فكان حافلاًَََ بالانتصارات، فقد حققت فيه بطولة الجمهورية للمرة الثانية وحافظت على لقبي دون منافس، حيث حصلت على المركز الأول بفارق نقطتين عن وصيفتي، وهذا يعتبر فارقاً شاسعاً في هذه اللعبة، وبعد عشرة أيام اشتركت ببطولة الجمهورية للذكور، وكانت لفئات عمرية أكبر، وتم في البداية الاعتراض على مشاركتي بحكم أنني فتاة، وحققت في هذه البطولة مفاجآت كبيرة من خلال فوزي على بطل العرب "محمد علي"، إضافة إلى العديد من النتائج الأخرى التي حققتها.

أما بطولة العرب التي أقيمت "بدمشق" في شهر تموز 2009، فقد حصلت فيها على الميدالية الفضية، بعد منافسة كبيرة مع بطلة العرب العراقية "سالي عبد الزهرة"، علماً أن حظوظي بالمركز الأول كانت كبيرة لولا تسرعي أثناء اللقاء، وقد عشنا أنا ووالدي حينها حالة حزن كبيرة بعد هذه البطولة، حتى إن رئيس اتحاد الشطرنج "هاني البيطار" فوجئ بهذه النتيجة وقال لي عبارة مازلت أذكرها: "عندما علمت بنتيجتك كأن ماءً بارداً صب على جسدي".

وفي تشرين الثاني من العام الماضي شاركت ببطولة العالم التي أقيمت في "تركيا" بمدينة "انطالية" والتي شارك فيها ثمانين دولة، وجاء ترتيبي عالمياً من خلال هذه البطولة الثامنة والعشرين، ويعد الترتيب بعيداً عما كان متوقعاً لي، وذلك يعود لعدة أسباب، أهمها أنها سافرت بمفردي، ولم يسمح لوالدي بمرافقتي، وقد أثر هذا الأمر على نفسيتي، فمن غير المعقول أن أسافر لوحدي دون ولي أمري علماً أن أغلب المشاركين من دول أخرى كانوا برفقة أوليائهم، كما أن سفري كان براً، واستغرق الطريق ثلاثين ساعة، وشاركت بأولى جولات البطولة منذ وصولي، ومع هذا حققت في هذه البطولة إنجازات كبيرة، وتصدرت البطولة حتى الجولة الخامسة من أصل إحدى عشرة جولة، وفازت على اللاعبتين المصنفتين عالمياً "الإيرانية" و"الهندية"، وكان من المفترض أن أكون من بين الثلاث الأوائل، إلا أن الظروف لم تساعدني».

وللتعرف أكثر على هذه الموهبة التقى الموقع برئيس اللجنة الفنية للشطرنج في "دير الزور" السيد "محسن مراد" والد "فاطمة الزهراء" ومدربها الذي حدثنا عنها قائلاًَ:

«بدأت بتدريبها على لعبة الشطرنج في عام 2007، وكان عمرها آنذاك خمسة أعوام، وشاركت في نفس العام ببطولة الجمهورية المقامة في "حماة"، وكان هدفي من إشراكها في هذه البطولة، كسر حاجز الخوف لديها، وتعويدها على أجواء البطولات، دون النظر للنتائج التي ستحققها، كما أشركتها أيضاً في نفس العام في ثلاث بطولات، إحداها لفئة السيدات حققت فيها نتيجة جيدة، فكانت من بين العشر الأوائل».

أما عن أسباب تدريب "فاطمة" على هذه اللعبة قال السيد "مراد":

«تفتقد المحافظة للعنصر الأنثوي في كثير من الألعاب، وبحكم أنني رئيس لجنة الشطرنج في "دير الزور"، قررت تطوير هذه اللعبة، بدءاً من عائلتي، ولمست لدى "فاطمة" القدرة على ممارسة هذه اللعبة والتفوق فيها، لذلك بدأت بتدريبها بشكل يومي، كما ساعدتها المنافسة الكبيرة التي تعيشها بشكل يومي في المنزل على التعلم السريع، فلدي سبعة أولاد وجميعهم يمارسون هذه اللعبة وشاركوا في بطولات كثيرة».

أما عن الصعوبات التي تعانيها لعبة الشطرنج في المحافظة والتي ساهمت في عدم تحقيق بعض النتائج يقول المدرب "مراد":

«لا يوجد في المحافظة حتى اليوم أي مركز متخصص لهذه اللعبة، لهذا أقوم بتدريب كافة لاعبي الشطرنج في المحافظة في منزلي، ضمن إمكانياتي المتواضعة، وأحاول تأمين بعض مستلزمات هذه اللعبة على نفقتي الخاصة، ومع هذا ينقصنا الكثير من التجهيزات، حيث لم نخصص من قبل القيادة الرياضية في المحافظة حتى هذا اليوم بكمبيوتر لتعليم المتدربين على قواعد اللعبة، إضافة لغياب الجهات الراعية والداعمة لهذه الرياضة -باستثناء شركة "الجاز" التي قدمت لنا مشكورة خلال العام 2009 كمبيوتراً محمولاً- كما أتمنى من اتحاد اللعبة السماح لي بمرافقة "فاطمة" في بطولاتها الخارجية، فهي لا تزال طفلة وغير قادرة على تدبر أمورها لوحدها، كما أن وجودي معها سيكون له الدور الكبير في تمكينها من تحقيق نتائج أفضل».