يعتبر "الشارع العام" الممتد من ساحة "السيد الرئيس" حتى دوار "غسان عبود" العصب التجاري لمدينة "دير الزور"، ويخترق هذا الشارع المدينة من غربها إلى شرقها، ويضم في جنباته العديد من المعالم التاريخية والصروح الثقافية والمواقع الاقتصادية، كما سكن هذا الشارع وعمل فيه شخصيات لها وزنها بين أهالي المحافظة.

وللتعرف على معالم هذا الشارع التقى موقع eDeiralzor الباحث "مازن شاهين" عضو لجنة جمع التراث "بدير الزور" والذي حدثنا عن المعالم الأثرية في هذا الشارع قائلاً:

يوجد في هذا الشارع عدد من المحال التي تعتبر بمثابة ماركات مسجلة في "دير الزور" نذكر منها محلات حج "أبو اللبن" لبيع الحلوى الشعبية، فلافل "أبو دليلة"، "قربون"، محلات أبناء "شهاب" لتجارة الشرقيات، وأول محل لبيع القهوة في "دير الزور" بن "بهلول"، المصور "كروان"، أبناء "الحاج صبري الحامد" لتجارة الأجبان والسمون، كما يتركز في هذا الشارع أغلب محلات بيع الألبسة الرجالية

«يضم الشارع العام العديد من المعالم الأثرية منها المعالم الدينية والثقافية، ولعل أهمها شبكة الأسواق القديمة، التي يعود تاريخ أحدثها إلى العام 1865، وتشكل هذه الأسواق اليوم جزءاً هاماً من المركز التجاري للمدينة لكونه يشكل نقطة التقاء بين الريف والمدينة، وتتكون هذه الأسواق من "سوق التجار"، و"سوق الخشابين"، "سوق العطارين"، "سوق خلوف"، "سوق عكاظ"، "سوق الحبال"، "سوق الحدادة"، "سوق القصابين"، إضافة إلى ثلاثة خانات وهي "خان الترك، براجيك، الترك».

مبنى البريد الذي أطل منه جمال عبد الناصر

ويضيف: «كما يوجد في الشارع كنيسة اللاتين "الكبوشية" والتي شيدها "الفرنسيون" في الثلاثينيات من القرن الماضي، وتم بناؤها من حجر وأسمنت، وتتألف من أربعة أقسام: كنيسة للصلاة، "ديرالرهبان" ومدرسة تحوي ثلاث غرف للتدريس وفسحة سماوية، وتعتبر من المواقع الأثرية التي تم تسجيلها في مديرية الآثار، ويقع على كتف هذه الكنيسة بعض الثكنات العسكرية، والتي أنشئت في البداية كمشافي مدنية، ويعود تاريخ بنائها إلى العام 1897 في عهد المتصرف "اسماعيل زهدي".

ويوجد في منتصف الشارع العام الجامع "الحميدي" والذي يعود تاريخ بنائه إلى العام 1897 في عهد المتصرف "إسماعيل زهدي"، وسمي بهذا الاسم نسبة إلى السلطان "عبد الحميد"، تتجه بوابته على الشمال وسط محلات تجارية، يوجد في الجهة الغربية أربع غرف قديمة ورواق ذو قباب، كانت تستخدم مهجعاً ليلياً لطلاب الثانوية الشرعية، بنيت منارته عام 1907، واعتمدت من المعالم الأثرية في المحافظة، وأعيد بناء المسجد عام 1936، من الحجر الكلسي الأصفر مع الأسمنت، ويعتبر الجامع "الحميدي"، الجامع الرسمي في المحافظة الذي تقام فيه كافة الاحتفالات والمناسبات الدينية».

المحال التجارية على واجهة الحميدي

معالم كثيرة وجدت في هذا الشارع يتابع "شاهين" في تفاصيلها: «تعتبر "تكية الراوي" أحد المعالم الأثرية في المحافظة، ويعود تاريخ بنائها إلى العام 1878، أما مئذنتها فهي هدية من السلطان "عبد الحميد" وتم بناؤها عام 1908، وقد اعتمدت في العام 2004 كأحد المواقع الأثرية في محافظة "دير الزور".

كما لا يزال مقر "الحرس القومي" الذي كان يستخدم في ستينيات القرن الماضي قائماً إلى هذا التاريخ، وتسكنه حالياً إحدى أسر المحافظة، وأنشئ في هذا الشارع أول مركز للبريد، والذي خاطب من على سطحه، الرئيس الراحل "جمال عبد الناصر"، جماهير "دير الزور"، خلال زيارته للمحافظة في عام 1959، حيث لم يكن في المدينة حينها مبنى عام مناسب لهذا الحدث غيره.

الواجهة الشرقية للشارع

ومن المعالم الهامة في هذا الشارع حديقة "النيل" التي كان يطلق عليها اسم حديقة "الوحدة" نسبة إلى تاريخ افتتاحها في العام 1960 زمن الوحدة بين "سورية" و"مصر"، كما توجد حديقة أخرى في الجهة الشرقية من الشارع تسمى حديقة "الشيخ ياسين" وتقع على مساحة ثلاثة دونمات، ويعود تاريخ إنشائها إلى العام 1958.

ويضم الشارع أيضا ثلاثة دور للسينما وهي "القاهرة"، "الكندي"، "الزهراء"، ويقع مركز المدينة "ساحة الباسل" في وسط هذا الشارع أيضاً».

والتقينا أيضاً بالسيد "رياض علوان" والذي ذكر لنا بعض المحال الشهيرة في الشارع قائلاً:

«يوجد في هذا الشارع عدد من المحال التي تعتبر بمثابة ماركات مسجلة في "دير الزور" نذكر منها محلات حج "أبو اللبن" لبيع الحلوى الشعبية، فلافل "أبو دليلة"، "قربون"، محلات أبناء "شهاب" لتجارة الشرقيات، وأول محل لبيع القهوة في "دير الزور" بن "بهلول"، المصور "كروان"، أبناء "الحاج صبري الحامد" لتجارة الأجبان والسمون، كما يتركز في هذا الشارع أغلب محلات بيع الألبسة الرجالية».

كما كان لنا وقفة مع الصحفي "قيصر الصعب" والذي حدثنا عن بعض الشخصيات التي كانت سكنت هذا الشارع أو عملت فيه قائلاً:

«من الشخصيات التي كانت تعمل في هذا الشارع الدكتور "آصف صائب" وهو أول طبيب في المحافظة وتقع عيادته فوق مكتبة "الكشاف"، ولا تزال موجودة إلى يومنا هذا، الدكتور "معين مؤيد العظم" أول طبيب شرعي عمل في المحافظة أيضاً، الشيخ "أحمد الراوي" أحد رجالات الدين المعروفين في المحافظة، والذي قام ببناء تكية وجامع "الراوي" في حي "الشيخ ياسين"، العلامة الشيخ "أحمد السراج" أول صيدلي في "دير الزور"، ولا تزال صيدليته موجودة إلى يومنا هذا أمام سينما "الزهراء"، الدكتور الشيخ "محمد صالح اليساوي" مفتي المحافظة الأسبق، والسيد "عبد المجيد نعيمة" صاحب مكتبة "الكشاف" أول مكتبة في المحافظة، السيد "عبد الخالق النقشبندي" وزير صحة سابق، والسيد "أحمد نظام الدين" وزير الصناعة والسفير السابق "للسعودية"، ومن الشخصيات الاقتصادية في هذا الشارع الحاج "داود الحاج كنامة"، "صالح الدهمش"، "عبد المجيد مطرود"، "ذاكر عبادي"، "حمادي الحسين"، "محمد شريف السعيد"، "عبد الرزاق العياش"، "علي المغير"، "محمد صالح العكل"... وغيرهم».