لأنه لم يمتلك آلة موسيقية في طفولته عمد إلى صنعها من الخشب وخيوط صيد الأسماك ليشبع رغبته بالعزف، هذه الرغبة التي جعلته عازف الغيتار الأميز بين أقرانه، كما حملته فيما بعد لدراسة الموسيقا ليصبح أستاذاً يدرسها فيما بعد.

إنه الفنان "خالد شخيلان" الذي التقاه eSyria في منزله ليحدثنا عن مسيرته الفنية منذ البدايات إذ قال لنا: «ولدت في "دير الزور" سنة 1961، وبدأ اهتمامي بالموسيقا منذ المرحلة الابتدائية إذ قمت بصناعة "غيتار" من الخشب وخيوط صيد السمك، وكنت أعزف من قبيل التجريب، ثم في المرحلة الإعدادية اشترى لي أخي "وليد" آلة موسيقية من "حلب"، وبدأت أتعلم بمفردي "سماعي"، طبعاً واجهت صعوبات تتعلق بثقافة العيب التي كانت سائدة في مجتمعنا وكان ذلك في سبعينيات القرن العشرين، فبمجرد أن تمر في الشارع وأنت تحمل آلة موسيقية حتى تسمع التعليقات الواخزة والتهكمات من المارة.

نلت العديد من الجوائز منها جائزة الإفرادي على آلة الغيتار مركز أول على مستوى القطر في مسابقة لنقابة المعلمين سنة 1987

انتسبت لنادي الفنون وكان الاشتراك حينها خمس ليرات سورية وكان من الصعب حينها الحصول على هذا المبلغ إذ كنا نجمعه "ربع ليرة ربع ليرة"، ولكن أمكانيات النادي كانت بسيطة فلا يوجد كادر تعليمي مؤهل لتدريسنا علماً أنني كنت أعزف الغيتار، ولم أجد المدرس الذي يعلمني عليها، ثم درست آلة الأكورديون على يد المعلمة "منى الفياض" ومنها كونت فكرة كاملة عن هذه الآلة وطريقة العزف عليها».

مع زملائه في المعهد الموسيقي بدير الزور.jpg

وكان "الشخيلان" هو أول من عزف على خشبة مسرح لمديرية الثقافة "بدير الزور" إذ شرح لنا ذلك بالقول: «عندما افتتح المركز الثقافي بدير الزور في أواخر السبعينيات (1977-1978) طلب مني مدير المركز الفنان "صالح الشاهر" عزف النشيد الوطني، وكانت تجربة تدعو للفخر والتشريف أن أكون أول من يفتتح مشوار الفن على هذه الخشبة التي قدمت الكثير لهذه المدينة».

ثم يتابع "الشخيلان كلامه: «انتسبت إلى فرقة شبيبة الثورة، والتي أغنت تجربتي الفنية كثيراً حيث تفرعت عن هذه الفرقة عدة فرق، وكنا نشارك بالمهرجانات داخل المحافظة وخارجها، وكنا من الثقة بحيث نتوقع دائماً أن نحرز المراكز الأولى قبل سفرنا، وهنا أحب أن أشيد بتجربة الفنانة "نهاد مداد" والتي كان لها الفضل كصوت نسائي في إحراز الفرقة العديد من الجوائز على مستوى القطر في مجال الغناء الإفرادي والغناء الجماعي والكورال.

الفنان خالد شخيلان

وقد أدخلنا الآلات الغربية مع الشرقية ضمن تناغم مدروس وكنت أول من أدخل آلة الأورغ كآلة موسيقية ضمن فرقة على مستوى المحافظة، بل أن الأمر ينطبق أيضاً على الغيتار الصولو والبيز، وكذلك الترومبيت والدرامز، وقد قمنا بإصلاح الآلات الموسيقية على حسابنا الخاص.

في هذه الفترة كان الرفيق "عدنان عويد" أميناً لفرع اتحاد شبيبة الثورة في "دير الزور" الذي وفر لنا جميع ما نريد لتشكيل الفرقة الموسيقية من تجهيزات ومكان، وتشجيع، وتأمين كل ما نحتاجه قدر المستطاع، وعندما انتهى عمل الرفيق "عويد" من رئاسة فرع الشبيبة، عانينا كثيراً في المرحلة التي تلت ذلك بسبب عدم تعاون المسؤولين في الشببيبة وقتذاك معنا لجهلهم بأهمية الفرقة الموسيقية ودورها الكبير في نشر ثقافة فنية صحيحة للناس، فتركنا فرقة الشبيبة ولكننا لم نترك الموسيقا لحبنا الشديد لها، والذي دفعني حينها لبيع منزل لي في حي "الموظفين" وشراء أجهزة موسيقية متطورة كجهاز صوت لفرقة كاملة وغيتار وأورغ وغيتار كهربائي».

قاده حبه للموسيقا إلى ترك المعهد التجاري في "حلب" ليدخل المعهد الموسيقي في "دير الزور" عن تلك الفترة يقول: «أفادني المعهد أكاديمياً وطور من ثقافتي الموسيقية، ففتح لي بعدها أفقاً موسيقياً جديداً، ودرّست بعد ذلك في هذا المعهد بعد تخرجي مباشرة وذلك سنة 1986 لأني كنت وقتها من الأوائل على الدفعة.

كما عملت أيضاً كعازف موسيقي ففي عام 1988 ومع افتتاح فندق فرات الشام شكلت فرقة صغيرة "فلوت واورغ وأحياناً غيتار وفلوت"، وقد شكلنا جمهوراً جيداً معظمه من المجموعات السياحية التي تأتي إلى "دير الزور"، وموظفي شركات النفط، إضافة لعزف الدويتو كنت عازفاً ومؤسساً لفرقة "فرات الشام" التي تقدم فقرتها بعد عزف الدويتو.

وكانت فرقة فرات الشام فرقة غربية شرقية من ناحية العزف، وقد قدم السيد "جوزيف كابر" مدير فندق فرات الشام كل الدعم لهذه الفرقة، وأذكر أنه عندما رغبت بترك الفندق قام بإخفاء غيتاري لديه حرصاً منه على ألا أترك العمل معهم.

كما أسست فرقة الواحة الموسيقية وكان ذلك من سنة 1990 إلى 1993، وقد ساعد على نجاح هذه الفرقة السيد "مالك عرنوق" وهو شخص ذواق للموسيقا، مما أتاح لنا تقديم الموسيقا المجردة للجمهور، هذا عدا عن تأمينه كل ما نحتاجه كفرقة، ومنذ عام 2000 أسست فرقة للتوزيع الموسيقي، وقمت بتكوين أستوديو خاص بي للتوزيع والتلحين الموسيقي، وقمت بتلحين بعض الأعمال الخاصة بي».

وفي تفصيلات ما قدمه كملحن يقول "شخيلان": «لحنت للأطفال أعمالاً عدة، وقدمت تلك الأغاني بمناسبات عديدة، ولحنت للأم قصيدة عنوانها "يومّه" كلمات الشاعر "خلف عامر" وألحاني وتوزيعي وقدمت بعدة مناسبات منذ عام 2004

كما لحنت قصيدة "المعلم العربي" وقصيدة "مشاعل النور" قصيدة "حق المعلم" وهي من كلمات الشاعر "إسماعيل هنيدي" وغنتها فرقة كورال نقابة المعلمين، وقدمت عام 2007 - 2008- 2009 على التوالي بمناسبة عيد المعلم».

أما الجوائز التي حازها فيذكر منها: «نلت العديد من الجوائز منها جائزة الإفرادي على آلة الغيتار مركز أول على مستوى القطر في مسابقة لنقابة المعلمين سنة 1987».

كما التقينا مع زوجة الفنان "خالد شخيلان" فحدثتنا عن دور هذا الرجل في تشجيعها، وكذلك في خلق وعي موسيقي حقيقي لديها فقالت: «منذ البداية كان "خالد" متفهماً لعملي الخاص كمدرسة تعليم صناعي، مما ساعدني كثيراً في عملي، كما ساهم في خلق ثقافة موسيقية لدي وخصوصاً فيما يتعلق بالتذوق الموسيقي، فعند إعطائه الملاحظات الفنية في التذوق والاستماع أصبح يشركني ويأخذ رأيي بأعماله».

ومن الوسط الموسيقي التقينا بأستاذ الفنان "خالد شخيلان" في المعهد الموسيقي، وهو الفنان "عبد الحميد إسماعيل" فقال: «كان خالد طالباً مجداً استطاع بتميزه أن يطور نفسه موسيقياً فيما بعد التخرج، وقد ساعد في نجاحه كفنان حبه للتعلم وعلاقاته الإنسانية المميزة مع الناس».