رغم ممارسته لكرة القدم في بداياته، إلا أنه مال فيما بعد لألعاب القوى ليقوده حبه لهذه اللعبة لأن يكون بطل فئته على مستوى "دير الزور"، بل واحداً من أبطال القطر في سباقات المسافات القصيرة، إننا بصدد الحديث عن البطل الرياضي العداء "ياسر الحسين" الذي التقاه eSyria ليحدثنا بدوره عن مسيرته الرياضية الحافلة بالنجاحات، فقال لنا:

«أنا من مواليد 1976، خريج المعهد الصناعي، موظف في مؤسسة المياه. بدأت علاقتي بالرياضة مع كرة القدم، إذ كنت ألعب مع أشبال نادي الفتوة لاعب دفاع لمدة سنتين في الصف الثامن والتاسع، ولكني ملت للألعاب الفردية لأنني أحسست أنني سأتميز بها أكثر، وخصوصاً أنني شاركت في بطولة المدارس الابتدائية في الصف الخامس والسادس الابتدائي مسافات قصيرة 60 مترا، وكنت الأول على "دير الزور" وتم اختياري لأكون في صفوف المنتخب الوطني لطلائع البعث، لكن والدي رحمه الله كان معارضاً لسفري.

لقد دربت "الترياثلون" مع المدرب "عادل الفرج" وأحرز فريق المنتخب الوطني لقباً على مستوى آسيا حيث يوجد أربعة لاعبين من أصل ستة من "دير الزور" وهم ممن دربناهم، وهم الآن يستعدون للسفر مجدداً إلى بطولة آسيا

رجعت إلى ممارسة ألعاب القوى في المرحلة الثانوية، وتميزت على مستوى المحافظة مباشرة بحكم بنيتي، ولكوني لم أترك الرياضة من قبل، فكنت بطل المحافظة في سباقات 100م، 200م، ناشئين.

ياسر الحسين مع منتخب دير الزور الثاني من اليمين

نصحني بعض الأصدقاء بالتدرب بإشراف المدرب "محمد الأحمد" وكان لهذا الرجل دور كبير في صقل موهبتي، ونجاحي على مستوى القطر في ألعاب القوى، وشاركت لأول مرة في بطولة أندية الجمهورية في "حلب" حيث لعبنا تتابع 4×100م، وفاز فريق الفتوة في المركز الأول حيث كان معي في الفريق العداء "زهر الدين نجم" والذي تميز على مستوى آسيا و"محمد العبد الله" من أبطال الجمهورية فيما بعد، و"سهيل الحيجي" الذي كان في المنتخب الوطني- لاعب عُشاري أي يمارس عشرة العاب.

وأحرزت أول لقب على مستوى القطر في الثالث الثانوي حيث كنت لاعب ناشئين واستطعت أن أحرز أول ناشئين ما أهلني لخوض بطولة الشباب وإحراز المركز الثاني شباب ضمن العام ذاته، وشاركت أيضاً في بطولة الرجال وأحرزت المركز الثاني سباق 100م مما كان سبباً في استدعائي لصفوف المنتخب الوطني وذلك للاستعداد للمشاركة في دورة التحرير الدولية في "دمشق" وقد شاركت عدة فرق في هذه البطولة من مصر والعراق والأردن وأحرزت المركز الخامس فيها، بعدها لعبت في بطولة الجمهورية الصيفية- رجال وأحرزت المركز الثاني سباق 100م بعد اللاعب الحلبي "حسين الحلو"، وفي عام 1995 اشتركت في بطولة التحرير وأحرزت المركز الرابع، ثم العام ذاته شاركت في لقاء سورية ومصر والسودان، وفي عام 1999 أحرزت المركز الثاني في سباق 100م ، ثم شاركت في البطولة العربية للشباب وأحرزت المركز الرابع 400م ولعبنا في البطولة سباق تتابع 4×100م و4×100م وكان التنافس قوياً وأحرزنا المركز الرابع في المسابقة الأولى والخامس في الثانية، وهذه النتيجة بسبب أن بعض الفرق كانت تقيم معسكراتها التدريبية في دول متطورة بهذه اللعبة كأمريكا وألمانيا.

ياسر الحسين قبل الأخير من اليسار

وأحرزت عام 1997 بطولة الجمهورية في سباق 100م رجال، وفي بطولة الأندية أحرزت ثاني جمهورية 100م ، بعدها لعبت في نادي الجيش وأحرزت لفريق القوات الخاصة حيث أكثر من مرة المركز الأول، وذلك في سباق 4×100م تتابع وبقيت في المنتخب من سنة 1993 إلى 2002، وفي عام 1998 شاركت في البطولة العربية للشباب أحرزت المركز الثامن تتابع مع فريقنا وفي عام 1999 حزت المركز أول أندية وثاني للفردي، وأحرزت المركز الثاني في لقاء سورية ولبنان، حيث شارك عدد كبير من اللاعبين من كلا البلدين حيث سمح لكل فريق بالمشاركة بثمانية لاعبين لكل فريق.

وقد تركت اللعب في عام 2002- 2003 بسبب إصابتي بالتهاب السمحاق في ساقي، ولكن من 2003 إلى 2009 أشارك في المنتخب الوطني ضمن المراكز الثلاثة الأولى، وكان آخر مركز لي في بطولة الجمهورية التي أقيمت "دير الزور" أحرزت المركز الثالث رجال 100م».

من ذكريات المنتخب

أما عن تجربة "الحسين" في التدريب فقد شرحها لنا بالقول: «لقد دربت "الترياثلون" مع المدرب "عادل الفرج" وأحرز فريق المنتخب الوطني لقباً على مستوى آسيا حيث يوجد أربعة لاعبين من أصل ستة من "دير الزور" وهم ممن دربناهم، وهم الآن يستعدون للسفر مجدداً إلى بطولة آسيا».

ومن أسرة "ياسر الحسين" كانت لنا وقفة مع شقيقه السيد "محمد الحسين"، فبين الجانب الأسري من حياة هذا البطل، وكيف لعب دوراً في تشجيع موهبته، إذ قال: «تتميز شخصية "ياسر" بهدوئها ولطافتها مع جميع الوسط الأسري، وله حضور نفتقده بمجرد مغادرته المنزل لبطولة أو تدريب خارج المحافظة، وبالنسبة لي كنت من المشجعين له دوماً من خلال شحذ همته قبل كل بطولة، ومتابعته هاتفياً أثناء خوضه للبطولات أولا بأول».

أما من الوسط الرياضي فقد التقينا بزميله لاعباً ومدرباً السيد "عادل الفرج" وهو مدرب المنتخب الوطني بالترياثلون، فتكلم قائلاً: «"ياسر" قبل أن يكون بطلاً رياضياً مرموقاً هو إنسان بكل ما في الكلمة من معنى، عرفت فيه الصدق واحترام زملائه، وإخلاصه الشديد للرياضة، ولو أن المسؤولين عن الرياضة في "دير الزور" أولوه عناية واهتمام أكثر لكان بطل على مستوى عربي وآسيوي، كما أن المرحلة التي تميز بها "ياسر" على مستوى القطر كانت فترة بروز عدد كبير من الأبطال وبالذات في سباق 400م بل أن أغلبهم كان من "دير الزور" كالبطل العالمي "هاني مرهج" والبطل "زيد أبو حامد" وهو حالياً في أستراليا، وجرت العادة في بلدنا أن يتم تسليط الضوء على الرياضي الأميز وإهمال من هو أقل منه، ولو بقليل مما ظلم "ياسر" كبطل، ولم يعطه الفرصة التي يستحق».