تقع وسط مدينة "دير الزور" تبعد "التكايا" عن بعضها مئات الأمتار كان لها دور في العلم والتعليم، تخرج فيها الكثير من الطلاب وكان يأوي إليها المسافرون وعابروا السبيل يحطون أمتعتهم ويأكلون ويشربون وينامون كما تشكل معلماً سياحياً من معالم المدينة ومقصداً هاماً للسياحة لكونها تتميز بطرازها المعماري الفريد.

موقع eSyria التقى بتاريخ 26/2/2012 المعمر "عبد الله العلي" والذي قال: «عندما بنيت "التكايا" في القرن الماضي "بدير الزور" أخذت بتعليم أبناء المدينة على يد الكَتاب فكانت بمثابة المدرسة، وقد تخرج فيها عدد من مثقفي المدينة ومشايخها، يقول السيد "سليم الأسمر" زائر من محافظة حلب تحدث عن التكايا بالقول: «أزور مدينة دير الزور كل شهرين مرة تقريباً بسبب وجود عمل تجاري، والحقيقة أنني في كل زيارة أحاول أن أتعرف على حي أو معلم من معالمها، فهذه المدينة تمتلئ بالمعالم والمناطق التي تستحق الزيارة والتكايا من أهم تلك المعالم، وأنصح الجميع بزيارتها».

في عام 1906 م قام الشيخ "أحمد النقشبندي" الصغير ببناء تكية الشيخ "عبد الله النقشبندي" في شارع "التكايا" والتي تبعد \300\ متر على تكية الشيخ "ويس" وهي تشابه تكية الشيخ "النقشبندي الكبير" من حيث القباب والأعمدة والغرف والصالة، وبناؤها من الحجر الكلسي والسهل مع الجص البلدي

وللتعرف على التكايا من الناحية الأثرية التقينا الباحث الآثاري "ياسر شوحان" والذي تحدث قائلاً: «اعتمدت وزارة الثقافة في عام 2004م "التكايا" الثلاثة في "دير الزور" موقعاً أثرياً إسلامياً لما تحمله من صفات أثرية من ناحية التصميم وشكل المئذنة، حيث إن المآذن الثلاث "للتكايا" كانت هدية من السلطان "عبد الحميد الثاني" وبنيت على نفس الطراز حيث تتألف المئذنة من قاعدة مربعة أبعادها 3,5*3,5 م وبارتفاع 25 متراً وبقطر يتدرج من مترين و80 سنتيمتراً في الأسفل إلى مترين و40 سنتيمترا في الأعلى لتنتهي بقبة على شكل قلنسوة مصمتة فيها فتحات للتهوية والإضاءة وتحمل القبة في أعلاها ثلاث كرات معدنية متصلة في نهايتها بهلال معدني».

الباحث مازن شاهين

وتابع "شوحان بالقول": «يصعد إلى المئذنة بدرج دائري داخلي صغير من أصل بناء المئذنة، وقبل نهاية الجزء الأول من المئذنة يتوضع شريط زخرفي بسيط عبارة عن تتالي مربعات إحداها مصمت والآخر مفرغ وبشكل متناوب، تأتي بعدها شرفة المئذنة الدائرية ويعلو الشرفة الجزء الثاني من المئذنة ولكن بقطر أصغر من القسم الأول».

ويذكر المؤرخون أنه وجد في الحي القديم من مدينة "دير الزور" مسجد تقوم إلى جواره مئذنة مضلعة على الأرجح، فعندما قرروا إزالة العتيق برمته وأزيل الجامع وأزيلت المئذنة، حيث فقد بذلك التراث الإسلامي في مدينة دير الزور معلماً هاماً من معالمه.

قباب التكية

ويضيف شوحان قائلاً: «"التكايا" الثلاث في دير الزور بنيت من الحجر الكلسي المحلي المقطع مع مادة الجص الأسود للربط وسقفت بقباب بنيت من حجارة بحجم جوزة الهند مع بلاط من الجص الأسود وتتوسط سطح كل تكية قبة رئيسة كبيرة ترتكز على أربعة أعمدة رخامية تسمى الأميال منحوتة من قطعة رخامية واحدة تعلوها تيجان منحوتة على شكل وريقات شجر تحيط بالقبة الرئيسية قبب صغيرة وللقبة الكبيرة نوافذ عمودية للاضاءة مزخرفة بالزجاج الملون أما المحراب فبني من الرخام الأبيض والأسود والبني وهو مزين بالخط العربي والمنبر خشبي له 3 درجات».

وعن بناء أول تكية في "دير الزور" أشار الباحث "مازن شاهين" بالقول: «بنيت أول تكية في "دير الزور" عام 1885 م في شارع "التكايا" المشتق منها على يد الشيخ "أحمد العزي النقشبندي الكبير" والمعروفة بتكية الشيخ "ويس النقشبندي" بمساحة بلغت 562 م مربع، وتم بناء جدران التكية من الحجر الكلسي مع الجص الأسود، أما القباب فبنيت من حجر السهل المتساوي، أما الأعمدة فهي على شكل أميال رخامية تعلوها تيجان منحوتة على شكل وريقات شكل جميلة».

صورة قديمة لتكية "سيدي أحمد الراوي"

وأضاف "شاهين" بالقول: «في عام 1878 م قام الشيخ "أحمد الراوي" ببناء تكية "الراوي" على نفقته الخاصة، والداخل إلى البناء يجد على يمين المكان "التكية" وهي غرفة مستطيلة تقام فيها مجالس الذكر، وهناك غرفة اخرى تعرف بغرفة السبيل حيث تتوافر فيها المنامة والطعام والشراب، وفي الجهة الشرقية من الباحة توجد غرفتان تعتبر مقبرة آل "الراوي"».

وتابع "شاهين" بالقول: «في عام 1906 م قام الشيخ "أحمد النقشبندي" الصغير ببناء تكية الشيخ "عبد الله النقشبندي" في شارع "التكايا" والتي تبعد \300\ متر على تكية الشيخ "ويس" وهي تشابه تكية الشيخ "النقشبندي الكبير" من حيث القباب والأعمدة والغرف والصالة، وبناؤها من الحجر الكلسي والسهل مع الجص البلدي».

وعن سبب التسمية يوضح الباحث "عادل هواس" قائلاً: «تسمية التكية جاءت من كلمة التكيئة أي المتكأ حيث كان يلجأ اليها عابرو السبيل والمسافرون من القرى المجاورة، وكذلك أبناء السبيل لأخذ قسط من الراحة، كما تخرج فيها الكثير من طلاب العلم، ولا ينسى أهالي المدينة ما تقدمه التكايا في شهر رمضان والأعياد فقد اشتهرت التكايا بتقديم وجبة خاصة بعد صلاة عيد الفطر والأضحى تدعى "الحبية"، وفي رمضان تقدم التكية شوربة العدس للفقراء من أبناء الحي».