يلعب دوراً في حل الخلافات الاجتماعية بدلاً من القضاء، إضافة إلى دوره في "المخترة" يعرف بالمُحكم أو القاضي الشعبي، إنه المختار "تركي محمود الخليل".

يسعى "الخليل" إلى الصلح وفض المنازعات بين المتخاصمين، كما يمتلك القدرة على الفصل في القضايا والنزاعات من خلال خبرته وثقة الناس به، لا يتعجل في حكمه مبتغياً في ذلك مرضاة الله ودون مخالفة القانون والشريعة.

أغلب القضايا التي يتم حلها تتعلق بالمنازعات على الأراضي الزراعية، وقضايا الثأر والديّة والزواج والطلاق والمهور، وغالبا ما يبت بها بجلسة واحدة ترضي الطرفين

موقع eSyria التقى بتاريخ 25/3/2012 مختار حي البعاجين "بدير الزور" السيد "تركي خليل" والذي قال ليحدثنا عن دوره ومن أين اكتسبه فقال: «اكتسبت "المخترة" من والدي الذي اكتسبها بدوره من والده، وطوال 15 عاماً في "المخترة" عملت في حل النزاعات العائلية والاجتماعية حيث أقوم بعرض الصلح على الطرفين المتنازعين بعد أن استمع من المدعي بادعائه ومن المدعى عليه دفاعه عن نفسه، لأبت في أمر الصلح، إضافة إلى مساعدة الفقراء والإشارة إليهم، ومساعدة الدولة في معرفة عناوين أبناء الحي ومتابعة واقعات الولادة والزواج والوفاة لدى الدوائر المختصة».

خيمة لحل الخلافات

وأضاف "الخليل" بالقول: «من خلال مهنتي أصادف بعض الشهادات الكاذبة، لذلك نمنع من يثبت عليه الكذب في الشهادة أن يدلي بشهادة بعدها وتهبط منزلته الاجتماعية ويدعى بما يعرف محليا "بالمقموع" وهو الشخص الذي لا تقبل شهادته أبداً».

وأضاف "خليل" بالقول: «أغلب القضايا التي يتم حلها تتعلق بالمنازعات على الأراضي الزراعية، وقضايا الثأر والديّة والزواج والطلاق والمهور، وغالبا ما يبت بها بجلسة واحدة ترضي الطرفين».

الباحث عامر النجم.

وأشار "الخليل" إلى مهام المختار في الوقت الحالي فقال: «إضافة إلى حل الخلافات وإقامة الصلح، نقوم بمعالجة بعض الظواهر الاجتماعية السلبية كالتسرب من المدارس، إعلان القوانين في الأماكن العامة ودور العبادة وفي مقر لجنة الحي، مؤازرة السلطات في معرفة الغرباء في الحي والأجانب والإخبار عنهم، مساعدة الضابطة العدلية والسلطات المختصة عند دخول المنازل، إعطاء الوثائق التي تخص أبناء الحي القانونية».

وختم "الخليل" حديثه بالقول: «جميع المخاتير في "دير الزور" يشكون من عدم وجود مقرات للمخترة أسوة بباقي المحافظات حيث وعدوا بتأمين مقرات داخل الحدائق في الأحياء التي يشغلون "المخترة" بها ولكن لم ينفذ ذلك الوعد إلى الآن».

المختار تركي

وأشار "عبد الكريم بدر الدين" إلى القول: «يلجأ أهالي الحي إلى المختار"تركي" في اغلب القضايا الخلافية، فهو يعتبر قاضي المنطقة الشعبي دون الرجوع إلى المحاكم ودفع مصارف باهظة والتأخير في إصدار القرارات فاللجوء إلى المختار أسرع ويمكن أن يرضي الجميع ولا ضير في ذلك إذ إن الصلح يبقى سيد الأحكام، حيث لا يزال بعض المجتمعات في "دير الزور" يفضلون الحلول الرضائية بين الأطراف المتنازعة وفق نظم معيارية تتمثل في مجموعة من القيم والعادات والأعراف كوسائل ضبط اجتماعية تقوم مقام السلطات التنفيذية ومن بينها المختار».

الباحث "عامر النجم" تحدث عن تعيين المختار في "دير الزور" سابقاً فقال: «قديما كانت تجرى دراسة عن الشخصية التي يجب اختيارها للمخترة فيؤخذ الرجل من أعيان عشيرته وبلدته وقريته ليكون مختاراً ويكون رجلاً يجيد القراءة والكتابة ولو بمستوى معرفة القرآن عند الكتّاب أو الخوجة».

وعن مهامه قديماً قال "النجم": «يلجأ إليه في حالات الخلاف وفي الأرياف كان يقوم مع الشيخ الموجود في المنطقة على إتمام الزواج الذي يتم بعيداً عن المحاكم الشرعية كما كان يشهد على حالات الطلاق والفراق في الأرياف».

السيد "ابراهيم الخلف" أحد سكان "حي البعاجين" عن المختار "تركي خليل" حيث قال: «يبقى المختار واحداً من شخصيات المجتمع التي تحظى باهتمام وافر من قبل أبناء الحي خاصة إن قام بتأدية مهامه والدور المناط به، فهو يحاول جاهداً التواصل مع أبناء الحي من خلال الالتقاء بهم ومشاركته لهم في مناسباتهم وتسهيل معاملاتهم الإدارية التي تمر عليه».