تتربع على الضفة اليسرى من نهر الفرات، حيث تعرف أراضيها بأنها كانت غارقة تحت مياه النهر إلى أن جفت المياه وظهرت الأراضي الصالحة للزراعة، فهي تعد رابع أكبر المدن في دير الزور، ويعمل معظم سكانها بالزراعة وتربية المواشي.

إنها مدينة "غرانيج" التي تقع بعد أكثر من 90 كم شرقي مركز المدينة، مدونة وطن "eSyria" قامت بزيارتها والتقت بتاريخ 2/2/2013 الحاج "عبيد البشير" الذي قال: «تعتبر من أقدم المدن في ريف "دير الزور"، فقد سكنت منذ مئات السنين وعلى الرغم من تعدد التسميات والتفسيرات لمعنى "غرانيج" إلا أنها بقيت هي نفسها المدينة المجاورة لشاطئ الفرات، وتعود تسميتها كما يقال إلى أن جميع هذه الأراضي كانت غارقة في مياه نهر الفرات، ولكن مع تناقص معدل مياه النهر بدأت تظهر من جديد كأراض صالحة للزراعة وتتسع مساحتها كلما قلت نسبة مياه النهر، وتعد من أفضل أنواع الأراضي الزراعية الموجودة في المنطقة، ولكثرة هذه الأراضي سميت المدينة "غرانيج" أي جمع لكلمة "غرج" بالعامية أي"غرق"، والمقصودة هنا هي المساحات الواسعة التي كانت غارقة تحت سطح الماء.

يوجد عدد كبير من أبناء المدينة يعمل في دول الخليج وهم يساعدون أهلهم في معيشتهم، وهناك الكثير منهم عاد واستثمر أمواله في مشاريع اقتصادية صغيرة، ويبلغ عدد سكان المدينة في الوقت الحالي حوالي 30 ألف نسمة، وأحدث فيها المجلس البلدي للمدينة عام 1968 وهو ما زال يقدم خدماته العديدة للمواطنين

كما أن هذه الأراضي أخذت تسميات عديدة حسب قربها وبعدها عن النهر وحسب خصوبتها ومن هذه الأسماء: الموح وغيرها الكثير من الأراضي، ومع مرور الزمان أصبح جمع هذه الأراضي في مدينة غرانيج».

ويشير الحاج "فاضل الحمدان": «يعتمد معظم السكان على الزراعة بشكل رئيسي، حيث يزرعون القمح والشعير والذرة والشوندر السكري إضافة إلى القطن والخضار الموسمية التي يوردها الفلاحون إلى أسواق المدينة في الصيف، كما يعتمد البعض الآخر على تربية المواشي كالأبقار والماعز والطيور الداجنة لتأمين معيشتهم، ومع التطور الحاصل بدأت المدينة تزدهر ولاسيما في السنوات الأخيرة، حيث شهدت حركة عمرانية كبيرة وخدمات مقدمة للأهالي».

يتابع: «يوجد عدد كبير من أبناء المدينة يعمل في دول الخليج وهم يساعدون أهلهم في معيشتهم، وهناك الكثير منهم عاد واستثمر أمواله في مشاريع اقتصادية صغيرة، ويبلغ عدد سكان المدينة في الوقت الحالي حوالي 30 ألف نسمة، وأحدث فيها المجلس البلدي للمدينة عام 1968 وهو ما زال يقدم خدماته العديدة للمواطنين».

مدخل المدينة

أما المدرس "علي الأحمد" فذكر: «إن الحركة التعليمية في المدينة شهدت نمواً كبيراً سواء من حي تزايد أعداد الطلبة من أبناء المدينة أو من خلال عدد الشهادات الجامعية التي رفدت المدينة من مختلف الاختصاصات، وهناك 15 مدرسة ابتدائية في المدينة وثانويتان وخمس مدارس للحلقة الثانية، كما يوجد مركز لتوزيع الكتب المدرسية ومركز ثقافي أسهم في تنشيط الحركة الفكرية في المدينة من خلال الندوات والمحاضرات الثقافية التي أقيمت فيه والأمسيات الشعرية».

يتابع: «يوجد في مدينة "غرانيج" محطة لتصفية مياه الشرب ووحدة ارشادية وجمعية فلاحية ومراكز للصحة والثقافة والهاتف، ومؤسسة استهلاكية ومسلخ بلدي وغيرها من الخدمات والمراكز التي تخدم المدينة بأكملها، كما قامت البلدية بتعبيد الطرقات الرئيسية وفتح طرق زراعية تخدم المكان ولكنها لا تلبي الرغبات فالمدينة تعاني من ضعف في شبكة الطرقات التي توصل المدينة بباقي القرى والمدن الأخرى، ويمرّ الطريق الرئيسي الواصل بين مدينة "دير الزور" و"البوكمال" من المدينة وهو أشهر طرقها».

مدينة غرانيج من غوغل إرث