تقعُ في شارع "التكايا" (شارع الحميديّة الرّئيسي) كمعلم شهير للسياحة؛ لكونه يتميّز بطرازه المعماري الفريد، وكان قد بناها الشيخ "أحمد النقشبندي الكبير" (والد الشيخ ويس) عام 1837.

مدونة وطن eSyria التقت بتاريخ 8/5/2013 الباحث "عوّاد الجاسم" فقال: «كان وصف التكية عام 1884م إثر الانتهاء من بنائها، كما هو الوصف الحالي لها، وهو على النحو التالي: يقع المسجد في الجهة الشرقية من البناء ويطل على الشارع من جهتي الشرق والجنوب، أمّا من الشمال فينتهي بفسحة سماويّة، ومن جهة الغرب يطلّ على الرّواق المسقوف بالأقواس الثّلاثة المتّصلة، وتبلغ أبعاد المسجد (الحرم 10×11 م) وفيه معبر على الطراز المعماري العثماني القديم».

وكان السلطان قد منحه الهدايا والثريات والفرش للمسجد، وأحضر معه ترخيصاً ببناء المآذن في "دير الزور" لمساجد "العمري" و"الحميدي" والتكية وجامع السّرايا وكان السلطان عبد الحميد قد منحه الأموال اللازمة لذلك

وأضاف: «يتألّف سقفها من تسع قباب أكبرها في الوسط وبداخله مجموعة من الأعمدة الرخامية المستديرة التي يبلغ تعدادها أربعة أعمدة، وتنتهي بتيجان منحوت عليها أوراق نباتية وفيها ثلاث ثريات أكبرها في الوسط والصغرى في الجانبين، وفي الجهة الجنوبية الغربية منها مدخل لخلوة أسفل الأرض، وفي المسجد قبو مكون من غرفتين صغيرتين على عمق أربعة أمتار تقريباً».

حارة التكية

وتابع "الجاسم": «كان الشيخ "أحمد" وبعده الشيخ "ويس" يتعبدان فيها مدة أربعين يوماً بين الفترة والفترة، وهذه الحالة هي جزء من مكونات الطريقة النقشبندية، وفي هذه الفترة كان أكل الشيخ قليلاً ومكوناً من التمر والزبيب على طعام الإفطار إثر الصيام، ولا يخرج الشيخ من خلوته إلا للصلاة، وفي المسجد ثلاث نوافذ علويّة لكلّ جهة وفي القبة الوسطية ستّ نوافذ وسابعة مطلّة على الطابق العلوي، وأمّا الرّواق- الذي كان المدخل العام للتكية والبيت- فتبلغ أبعاده (5x11)م تقريباً، وهو مسقوف على شكل قباب متَّصلة مشكلاً ثلاثة أقسام، وفي الغرفة الغربية تقع التكية وهي عبارة عن غرفة كبيرة للشيخ تقوم فيها حلقات الذكر والعلم ويجاورها من جهة الشّمال غرفة أخرى؛ لخدمة التكية».

ويعرف د. "يوسف فرحات" في كتابه "المساجد التاريخية الكبرى" التكية بأنها بناء خاصّ بالصّوفية، ينـزلونها من أجل التّعبُّد، وممارسة الطقوس الصوفية والرياضات الروحية برئاسة شيخٍ يرعى شؤون الدراويش ومقصد المسافرين ومتكئهم، ومن هنا جاءت اسم التكية من المتكأ.

منبر التكية

وأشار الباحث "مازن شاهين" في كتابه "تاريخ محافظة دير الزور" عن التّكية: «بُنيت أوّل تكية في "دير الزور" عام 1837 م في شارع "التكايا" وهي التي منحت الشّارع اسمه، على يد الشيخ "أحمد العزي النقشبندي الكبير" والمعروفة في وقتنا الراهن بتكية الشيخ "ويس" بمساحة بلغت 562 م مربعاً، وتمّ بناء جدران التكية من الحجر الكلسي مع الجص الأسود، أمّا القباب فبنيت من حجر السهل المتساوي، والأعمدة على شكل أميالٍ رخامية تعلوها تيجان منحوتة على شكل وريقات جميلة».

كذلك تحدث عنها الباحث "عمر صليبي" في كتابه "معالم وأعلام في الجزيرة والفرات في العصر العثماني" بالقول: «لأنّه عاش "بدير الزور" أكثر من والده الشيخ "أحمد النقشبندي"، وأقام في التّكية أطول مدّة، وكان الشيخ "أحمد الكبير" قد جاء إلى الدير بناءً على طلب شيخه "جامل الجفا" من أجل الدّعوة، وكانت التكية في بداية الأمر مبنية من اللبن ومسقوفة بالصبر والحطب، ولم يكن لها مِئذنة ولا قبة، وهي أقرب ما تكون منها للزاوية من المسجد، ثم أُعيد بناء التكية بشكل أحدث وأوسع ممّا كانت عليه بناءً على مشيئة "السلطان عبد الحميد الثاني"، وذلك إثر ذهاب الشيخ إلى الآستانة؛ لمعالجة ابنة السلطان عبد الحميد وشفائها على يديه من بعد الله».

موقع التكية على غوغل ايرث

وأضاف: «وكان السلطان قد منحه الهدايا والثريات والفرش للمسجد، وأحضر معه ترخيصاً ببناء المآذن في "دير الزور" لمساجد "العمري" و"الحميدي" والتكية وجامع السّرايا وكان السلطان عبد الحميد قد منحه الأموال اللازمة لذلك».

وعن تفاصيل التكية يقول الشيخ أحمد صالح": «كانت السّاحة العامّة في التكية تقع في الشّمال أيضاً وهي مصلى صغير وكان فيها محراب أيضاً، أمّا منزل الشيخ ففي أقصى الشمال والساحة وفي الشّمال الغربي الموضأ كما كان في الساحة بئر ماء وكان يوجد أيضاً "خوصة" وهي الباب الواصل بين بيت الشيخ "أحمد الكبير" والمسجد، وبعد ذلك تمّ بناء قبة كبيرة على ضريحه وهو الآن مقبرة لآل الشيخ والمقبرة أنشئت بعد بناء المسجد وفي عقار آخر مجاور له».

وأضاف: «أمّا الوصف الخارجي للتكية فيشير إلى وجود نافذتين للمسجد من جهة الغرب على جانبي المنبر ووجود خمس نوافذ أخرى إلى الغرب من باب المدخل الجنوبي والرئيسي، أما من جهة الشرق فهناك ثلاث نواف وتوجد نافذتان مطلتان على باحة المسجد الشّمالية ويتوسطها باب كبير كتب عليه:

بناء ذا الخمس واجبات / أقيم على أساطين الثبات

له فاسعوا إذا نادى المنادي / فأعلى الصوت حي على الصلاة

بناه النقشبندي القادري الــ / غياث الشيخ أحمد خير ذات

بأمر من ولي الأمر عبد الـ / حميد البر مناح الهبات

همام من بني عز وكم من / بيوت قد بنى بالمكرمات

وها هي منشآت أرخوها / دواع للصلاة مع الصلات».

وتابع: «لكلّ غرفة من غرف التكية باب ونافذة مطلّة على الرّواق وتشرف على الرّواق الواقع بين التكية والمسجد نوافذ أيضاً وفي الشرق من الباب الرئيسي والجامع مئذنةٌ عثمانية الطراز مبنية بشكل مستدير كنا قد مررنا على أشكالها في دراسة المساجد السابقة وكان مقرراً لها أن تكون من حوضين إلّا أنّ وفاة الشيخ أحمد حالت دون ذلك وقد كتب في أعلى باب المنارة تاريخ إنشائها بالعبارة التالية (1326هـ ):

للدين لازالت تقوم شعائرها / ولم تشاد مساجد ومنابر

لاسيما هذه المنارة قد سمت / منها إلى نحو العماء جذامر

أم رمت أولها فسل عن الثرى / وسل الثريا أين منها للآخر

هل لا وقد لحضت بعين وعناية / قوما والكفار فهو الظافر

الله أكبر حين قلت مؤخراً / بالجو قد سمعوا الآذان وبادروا».