على ضفة الفرات الغربية وقرب الحدود العراقية- السورية أنشئت "قصبة البوكمال" لتكون ملاذاً للأهالي من فيضان النهر، وأصبحت صلة الوصل بين البادية والجزيرة ومركزاً تجارياً، ولكن لم يدم ذلك بسبب الكوارث الطبيعية التي نزلت بها.

وللحديث عن "قصبة البوكمال" التقت مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 23/5/2013 الباحث "كمال الجاسر" فقال: «كان أول قائمقام للقضاء في منطقة البوكمال في العهد العثماني عام 1870 شخص يدعى "درويش أفندي"، وقد لاحظ أن مجرى الفرات يهدد موقع "النحامة" بالإغراق فاختار موقع تل "أبو سيباط" شرقي "النحامة" لإنشاء بلدة تكون ملاذاً للأهالي من فيضان نهر الفرات، وفيما كان يشرف بنفسه على تخطيط "القصبة" المزمع إنشاؤها سقط عن ظهر جواده وتوفي من ساعته، وعينت بعدها الحكومة خلفاً له "محمد رفعت" الذي لاحظ عدم ملاءمة الموقع الذي اختاره سلفه بسبب كثرة التلال فيه، والذي شهد مصرع سلفه فقرر إقامة البلدة على مكان يقع إلى الشرق بمسافة قليلة».

كان أول قائمقام للقضاء في منطقة البوكمال في العهد العثماني عام 1870 شخص يدعى "درويش أفندي"، وقد لاحظ أن مجرى الفرات يهدد موقع "النحامة" بالإغراق فاختار موقع تل "أبو سيباط" شرقي "النحامة" لإنشاء بلدة تكون ملاذاً للأهالي من فيضان نهر الفرات، وفيما كان يشرف بنفسه على تخطيط "القصبة" المزمع إنشاؤها سقط عن ظهر جواده وتوفي من ساعته، وعينت بعدها الحكومة خلفاً له "محمد رفعت" الذي لاحظ عدم ملاءمة الموقع الذي اختاره سلفه بسبب كثرة التلال فيه، والذي شهد مصرع سلفه فقرر إقامة البلدة على مكان يقع إلى الشرق بمسافة قليلة

وعن موقع القصبة يتابع بالقول: «تقع "قصبة البوكمال" على ضفة الفرات الغربية على الحدود السورية- العراقية والتي تبعد عنها ثمانية كيلو مترات على خط عرض 38,3 درجة شمال خط الاستواء وخط طول 45,5 درجة شرقي غرينتش، وترتفع القصبة 171 متراً عن سطح البحر يحدها من الشمال تل "أبو سيباط" ومن الغرب تلال ثلاثة ومن الجنوب "وادي علي"، ومن الشرق الفرات الذي ينقسم عندها إلى فرعين بينهما حويجة، وهي نقطة تلاقي طرق المواصلات بين العراق وسورية وصلة وصل بين البادية السورية والجزيرة الفراتية، تتبعها خمس وعشرون قرية لكل منها مختار وهيئة اختيارية، وأصبحت محطة للبضائع المستوردة من العراق، وقد بنيت فيها الخانات لإيواء التجار وخزن البضائع وخاصة التمور والحبوب وعلى الأخص القمح والشعير لتموين العشائر العراقية والسورية والقرى المجاورة».

الباحث كمال الجاسر

وقد ذكر الباحث "عبد القادر عياش" في كتابه حضارة وادي الفرات السكان الذي سكنوا "قصبة البوكمال" بالقول: «سكان "القصبة" هم من العانيين والراوين والمشاهدة وديريين من دير الزور ومواصلة ومسيحين وعكيدات وحلبيين ودمشقيين، وكان أول المؤسسين "لقصبة البوكمال" الذين هاجروا إليها من بلدة عانة صالح ومحمود وحمادة "الزرزور" و"سيد مصطفى العز الدين" و"محمد النقيب" و"سيد خليفة الزعين" و"سيد عثمان الزعين" و"ساير الجاسم" و"ملا حميد الخضر" هؤلاء القوا عصيهم في "النحامة" عند قشلة المشاهدة وأول من جاء من رواه دار "الراوي" وسيد "حامد" ثم شريف وعلي "الأصيل" وجاء من شرقي قرية "حصيبة" العراقية آل "برغوث" في العهد العثماني عمال فلاحة ولهم في البوكمال سوق خاص وبساتين».

وعن الكوارث الطبيعية التي حلت بالبلدة يقول: «لقد حلت "بقصبة البوكمال" في أثناء مسيرتها لتكوين بنيانها كوارث طبيعية أضرت بها على حداثة عهدها وضالة إمكاناتها وثروتها فحدت من اتساع عمرانها وتقدمها، ففي 29 نيسان عام 1947 هطلت ليلاً أمطار غزيرة وداهمت المدينة سيول جارفة من البادية فغمرت المياه شوارع البلدة ونفذت إلى الدوار بارتفاع نحو متر وأتلفت المزارع والحقول واقتلعت كثيراً من أشجار البساتين وقتلت عدداً كبيراً من المواشي، وجاءت الفيضانات وارحال الجراد الصحراوي وحلت مواسم جفاف أضرت بالآهلين كثيراً، وفي عام 1948 داهمت البلدة سيول جارفة وأضرت بها، وفي عام 1949 حدث فيضان الفرات فاغرق المزروعات وجرف الكثير من الماشية فتراكمت على المزارعين ديون المصارف وتجار المحركات والزيوت وغيرهم».