يعتبر دوار "الدلة" في "دير الزور" المدخل الرئيسي للمدينة من جهة الشرق، حيث عمل على صناعته طلاب المعهد الصناعي وذلك من بقايا الحديد غير اللازم.

مدونة وطن "eSyria" أجرت اتصالا هاتفيا بتاريخ 29/6/2013 مع السيد "جواد علوش" أحد صانعي "الدلة" فقال: «تم تصنيع الدلة في العام الدراسي 1993-1994م، وقد كانت مشروعا للتخرج من معهد "تشكيل ولحام"، وشارك في إنجاز هذا العمل ثمانية عشرة طالباً، ويبلغ وزنه 4 طن من الحديد، أما مادة صناعته فكانت من بقايا الحديد المتروك في المعهد».

دوار الدلة يجمع أهالي "الدير" في مساء أيام الصيف فيتبادلون أطراف الحديث ويتسامرون فيما بينهم حتى ساعات الفجر الأولى مصطحبين معهم وجبات الطعام ومشروباتهم الساخنة

وأضاف: «أما فكرة التصميم فقد جاء بها المشرف على مشروع التخرج وقد استمد فكرتها من "الكويت"، واستغرق العمل فيها ما يقارب ثلاثة أشهر منذ شهر آذار وحتى حزيران موعد الامتحان، وبعد نيل علامة التخرج قمنا بحفر أسماءنا أسفل الدلة" ومن ثم وضعناها أول مدخل "الدير"».

دورا الدلة كما محدد باللون الاحمر من غوغل ارث

.وتابع "علوش" بالقول: «أثناء صناعتنا للدلة قمنا بتصنيع فنجان قهوة وصينية، لكننا لم نقم بوضع الفنجان جانبها خوفا من سرقته كونه كان مطليا باللون الأصفر، ولكي لا يعتقد أنه مصنوع من النحاس فقمنا بإزالته، وفي السنة الأولى للمعهد صنعنا "كرة أرضية" ووضعناها في حي "الجورة" وأصبحت معلما يستدل به في الطرقات».

وأشار مدرس اللغة العربية "محمد الحمود" بالقول: «دوار "الدلة" رمز فكري وثقافي يدل على الكرم وحسن الضيافة فقد كانت العرب إذا أكرمت الضيف قدمت له القهوة المرة، والقهوة لا تقدم إلا بالقهوة العربية وهذا يدل على أصالة أهالي "الدير" وحسن ضيافتهم».

وأضاف: «دوار الدلة يجمع أهالي "الدير" في مساء أيام الصيف فيتبادلون أطراف الحديث ويتسامرون فيما بينهم حتى ساعات الفجر الأولى مصطحبين معهم وجبات الطعام ومشروباتهم الساخنة».

ويبين السيد "مروان المحمد" بالقول: «ترمز "الدلة" إلى الكرم العربي والضيافة وهي بموقعها عند مدخل الدير" تقول لزوارها أهلا وسهلا، ويعتبر نقطة وصل بين عدة أحياء فيربط بين حي الموظفين من جهة الشمال وحي الفيلات من الغرب، ومن اتوستراد "دمشق – دير الزور" من جهة الجنوب ومن جهة الشرق شارع "بور سعيد"».

وأضاف: «من الجهة الشمالية يتم الدخول إلى شارع نادي الضباط وحي القصور وشارع "سينما فؤاد" و"الرشدية"، أما من الغرب فيتم الدخول إلى أحياء "الجورة" و"غازي عياش" أما من جهة الشرق حيث يوجد أحياء "العرفي" ومن ثم "العمال" و"الصناعة" و"هرابش" وعلى اتستراد "دمشق – دير الزور" ينتشر عدد من المديريات ومشفى "الأسد"».

وتشتهر "دير الزور" منذ زمن بصناعة "دلال القهوة" والتي وصلت إلى أماكن متعددة من العالم، حيث يعمل بها السيد "علي المزعل" والتي ورثها عن أبوه وجده "مزعل النحاس" منذ العام 1845م